عندما كتبت دراسة عنوانها ” أبن تيميمة مؤسس ثقافة العنف والبدع والشبهات ” لم أكن أريد سوى بيان موضوعية البحث وتجرده عن الهوى , وكنت أعلم أن هناك من لارصيد له من العلم سينتهز فرصة التعليقات التي وضع صاحب الموقع شرطا لها محاسبة الضمير ناسيا أننا في زمن تأكل القيم لذلك نجد أغلب التعليقات هي شتائم وسباب وهي تكشف عن محتوى أصحابها , ولقد علق أحدهم قائلا لي : أنت تتشيع لطفل أبن ثمان سنوات ويقصد به ألآمام علي ” رض” الذي كان عمره الشريف 10 سنوات وليس ثمان , ومن هنا عرفت أن صاحب التعليق يتحدث بثقافة المذهب وليس بثقافة القرأن , أذ لو كان يتحدث بثقافة القرأن لعلم أن القرأن يقول : يايحيى خذ الكتاب بقوة و أتيناه الحكم صبيا , والقرأن يقول عن مريم حين ولادتها ” فتقبلها ربها بقيول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ” – 37- أل عمران – ويقول القرأن عن عيسى نبي الله ” ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ” 46- أل عمران – والذي يقلل من شأن ألآمام علي الذي أعترفت به ألآمم المتحدة كأعدل حاكم ظهر في التاريخ لايهمه من يقول عنه أنه طفل أبن عشر سنوات , لآن من يقول ذلك أنما يرد على أعطاء الحكم ليحيى وهو صبي , ويرد على الله الذي جعل عيسى وهو في المهد يكلم الناس ويعلن نبوته , ومن ينكر ذلك ينكر مفهوم الذرية الصالحة المصطفاة من الله ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33″ أل عمران – وكما قال تعالى عن الذرية الصالحة ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” -34- أل عمران – ويقول تعالى عن عيسى بن مريم ” فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ” -29- مريم – ” قال أني عبدالله أتاني الكتاب وجعلني نبيا ” 30- مريم – وهذه هي ثقافة القرأن
القرأن هدي ونور من السماء الى أهل ألآرض الذين أعطاهم الله القدرة على البيان ” الرحمن – علم القرأن – خلق ألآنسان – علمه البيان – 1-4 – الرحمن – والقدرة على البيان لاتتحقق ألآ بمعرفة المعاني وأستيعاب المفاهيم والمصطلحات , والقرأن فيه معاني وله دلالات ومفاهيم ومصطلحات , ومن لايعرفها يصاب بالعي والفهاهة , ولذلك قال المفسرون أن أول من تكلم في تفسير القرأن من أصحاب رسول الله “ص” هو علي بن أبي طالب “رض ” وهو أعلم المسلمين بكتاب الله وتأويله بلا مدافع بل هو باب مدينة العلم قال بن مسعود أن القرأن نزل على سبعة أحرف ما منها حرف ألآ وله ظهر وبطن وأن عليا عنده من الظاهر والباطن – مجمع البيان ج1 ص7-
ومن الذين عرفوا بالتفسير بعد ألآمام علي بن أبي طالب هو عبدالله بن عباس حبر ألآمة وترجمان القرأن ووارث ثلثي علوم رسول الله وقد دعا له النبي بقوله : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ولذلك كثرت الرواية في التفسير عنه مما جعل بعض أدعياء العلم يقول ظلما وجهلا أن الرسول “ص” لم يفسر القرأن وأنما فسره عبدالله بن عباس وقد كان لي شرف الرد على أمثال هؤلاء , وبعد أبن عباس يأتي عبدالله بن مسعود ذو المقام العالي بين المفسرين , ثم أبي بن كعب وهو أحد ألآربعة الذين جمعوا القرأن على عهد النبي “ص” والمقدم بين القراء , وفي الصحابة غير من ذكرنا كثيرون تكلموا في التفسير ولكن الرواية عنهم قليلة – مجمع البيان – ج1 ص 7- وقد قسم أبن عباس التفسير الى أربعة أقسام , تفسير لايعذر أحد بجهالته , وتفسير تعرفه العرب بكلامها , وتفسير يعلمه العلماء , وتفسير لايعلمه ألآ الله , فأما الذي لايعذر أحد بجهالته فهو مايلزم به الكافة من الشرائع التي في القرأن , وجل دلائل التوحيد , وأما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم , وأما الذي يعلمه العلماء فهو تأويل المتشابه وفروع ألآحكام , وأما الذي لايعلمه ألآ الله فهو مايجري مجرى الغيوب وقيام الساعة – مجمع البيان – ج1 ص7-
وفي أقسام التفسير وهو التفسير بالرأي فقد ورد النهي عنه وجعلها صاحب كشف الظنون في أنواع خمسة أولها التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير , وثانيها تفسير المتشابه الذي لايعلمه ألآ الله تعالى , وثالثها التفسير المقرر للمذاهب الفاسدة بأن يجعل التفسير تابعا للمذهب فيرده اليه بأي طريق كان وأن كان ضعيفا , ورابعها التفسير بأن مراد الله كذا على القطع من غير دليل , وخامسها التفسير بألاستحسان والهوى المنهي عنه – ج1 ص6-
ومن تقسيم صاحب كشف الظنون أفادنا أن القسم الثالث المقررة للمذاهب الفاسدة , والمذهب الفاسد هو الذي يجعل التفسير تابعا للمذهب بأي طريق كان حتى وأن كان ضعيفا , وسنجد أن كل مذهب غير مذهب أهل البيت عليهم السلام الذين طهرهم الله بنص كتابه , كل مذهب عدا مذهبهم هو واقع في الشبهات وملامس للآخطاء والعثرات , وقد أخبرنا بذلك رسولنا سيد ألآولين وألآخرين وخاتم النبيين “ص” عندما قال عن أهل البيت وهم علي وفاطمة والحسن والحسين :” لاتتقدموا عليهم فتهلكوا , ولاتتأخروا عنهم فتندموا , وهم معلمون فلا تعلموهم ” وهه أشارة لعصمتهم لمن يفهم , فالعصمة ليست مزاجا أو هوى من النفس , وأنما هي لطف من ألطاف الله يسدد بها من أختاره وأصطفاه من نبي أو وصي نبي أمام لهداية الناس , وثقافة المذاهب التي شابتها شوائب هي التي لم ترق الى ثقافة القرأن فتقدم للناس المعاني والمفاهيم والمصطلحات ودلالاتها كما أرادها الله الذي قال ” لايعلم تأويله ألآ الله والراسخون في العلم ” والراسخون في العلم بعد رسول الله “ص” هم ألآئمة ألآطهار من أهل البيت , أنظر كيف يقسم ألآمام علي أختلاف العلماء في الفتيا , ولا أحد بعد رسول الله “ص” قدم مثل هذا التقسيم , يقول ألآمام علي “ع” : ترد على أحدهم القضية في حكم من ألآحكام , فيحكم فيها برأيه , ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه , ثم يجتمع القضاة بذلك عند ألآمام الذي أستقضاهم , فيصوب أراءهم جميعا , والههم واحد , ونبيهم واحد , وكتابهم واحد , أفأمرهم الله تعالى بألآختلاف فأطاعوه , أم نهاههم عنه فعصوه ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فأستعان بهم على أتمامه ؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وعلى أله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول ” مافرطنا في الكتاب من شيئ – ألآنعام – 38- وقال ” تبيانا لكل شيئ ” – النحل – 89- وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا , وأنه لاأختلاف فيه فقال سبحانه ” ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافا كثيرا ” – النساء – 82- وأن القرأن ظاهره أنيق وباطنه عميق لاتفنى عجائبه , ولا تنقضي غرائبه , ولا تكشف الظلمات ألآ به ” – نهج البلاغة ص 54- هذه هي ثقافة القرأن ينقلها لنا تلميذ رسول الله علي بن أبي طالب الذي يحلو للبعض ممن حرموا من ثقافة القرأن أن يقولوا عنه هو أبن عشر سنوات عند نزول الوحي فلا يعولون على أسلامه جهلا وظغينة وهو الذي يقول للناس أجمع : أيها الناس : خذوها عن خاتم النبيين صلى الله عليه وأله وسلم : أنه يموت الميت منا وهو ليس بميت , ويبلى من بلى منا , وهو ليس ببال , فلا تقولوا بما لاتعرفون , فأن أكثر الحق فيما تنكرون ” – نهج لبلاغة ص137-
أن تلميذ رسول لله “ص” علي بن أبي طلب كان يقول : كان بيت في جزيرة العرب يضمني ورسول لله وخديجة لارابع معنا , وكان رسول الله يتعبد في غار حراء مرة بالسنة أراه ولا يراه أحد غيري , وعندما نزل الوحي أول مرة سمعت جلجلة , فقلت يارسول الله ماهذه الجلجلة ؟ قال “ص” : هذا الشيطان أيس من عبادته أنك ياعلي تسمع ما أسمع وترى ما أرى ولكنك لست بنبي وأنت على خير , وألآمام علي الذي يغرف من علوم رسول الله التي هي علوم القرأن هو من قال : وما أحدثت بدعة ألاترك بها سنة , فأتقوا البدع والزموا المهيع ” والمهيع هو الطريق الواضح ” أن عوازم ألآمور أفضلها , وأن محدثاتها شرارها ” – نهج البلاغة ص229- فألآرهاب التكفيري وداعش هم أصحاب البدعة اليوم والتي يعتبرونها جهلا بأنها سنة سنها لهم من أبتدع غيرهم من أصحاب المذاهب الفاسدة وهم حشوية الحنابلة المتقولون على أحمد بن حنبل وأبن تيمية صاحب المقررات التي لاترجع الى دليل قرأني والمجازف بالقطع بالرأي نتيجة الهوى , وقد بينا في غير هذا البحث عدد العلماء والكتاب الذين ردوا عليه وخالفوه من أهل السنة والجماعة وقد ذكرهم بالتفصيل صاحب كتاب ” السلفية بين أهل السنة وألآمامية ” السيد محمد الكثيري وهو من المغرب , ثم محمد بن عبد الوهاب المولود سنة 1703 في العيينة في بلاد نجد والذي تبع هوى أبن تيمية وأخد عنه فعارضه أبوه وخالفه أخوه خالد , ولكن بدعة أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب أصبحت سنة عند قوم لايعرفون ثقافة القرأن فيأخذون ثقافة المذهب الوهابي المبني على البدع وأتباع الهوى والشبهات وهذا الذي تقوم به داعش اليوم ومعها جمع من عصابات ألآرهاب التكفيري والذين أصبح بعضهم يكفر بعضا , وأعمالهم يندى لهى جبين ألآنسانية فالقتل على الهوية وذبح الناس كماا تذبح الخراف وسبي النساء ,وأغتصابهن وتدمير الممتلكات وأقامة علاقات الصداقة مع دويلة أسرائيل المحتلة لفلسطين والظالمة لآهلها والمعالجة في مستشفياتها لدليل على الزيغ وألآنحراف الذي يقف ورائه مذهب فاسد أنحرف عن ثقافة القرأن المبنية على عقيدة التوحيد والعدل ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب أن الله قوي عزيز ” – 25- الحديد –
المشكلة التي نواجهها اليوم مع ألآرهاب التكفيري هي مشكلة معرفية تتعلق بأصول الثقافة القرأنية وهي المترشحة عن العقائد المبثوثة في القرأن الكريم من أول سورة كريمة فيه الى أخر سورة كريمة فيه , وعن كرامة تلك السور قال الشاعر النابغة :-
لقد أعطاك ربك سورة .. ترى كل ملك دونها يتذبذب
والمشكلة المعرفية كنا نواجهها قبل ذلك مع الذين تأثروا بثقافات المذاهب فوقعوا في أخطاء الممارسات العبادية وهم لاذنب لهم سوى أنهم أستسلموا لسنة لم يعرفوا أنها بنيت على بدعة أو على فهم خاطئ , وحتى نجلوا الصورة للقارئ والمتابع لقد قسم ألآمام علي بن أبي طالب رجال الحديث الى أربعة أقسام : رجل جاهل , ورجل منافق , ورجل كاذب يتعمد الكذب في نقل ألآحاديث , ورجل صادق سمع من رسول الله ونقل ماسمع كما هو ولا أحد يشك في متابعة وحضور ألآمام علي مع رسول الله “ص” منذ نزول الوحي , ونحن عندما نتكلم عن ألآمام علي لانتكلم بعاطفة هوى أو مزاج , وأنما برؤية معرفية لاتغادر حقائق التاريخ ولا تخالف قواعد التفكير والملاحظة والتجربة وألآستنباط , ونفهم ألآمام علي وفطمة والحسن والحسين من خلال ثقافة ألآصطفاء والذرية الصالحة وهي ثقافة قرأنية لايجدل عاقل فيها , وقد ذكرنا بعضا منها فيما تقدم من هذه الدراسة , وسنقدم المزيد من الصور والمواقف لتكون شاهدا على مانقول , ومن تلك الصور والمواقف , هي صورة وموقف أبينا أدم مع الشيطان الذي وسوس له وأراد أن يخدعه ونجح بذلك لآن أدم كبشر كانت تلك تجربته ألآولى غير المسبوق بها مع الشيطان ورغم أن الله سبحانه وتعالى حذره , ألآ أن العزم البشري يظل محدودا تجاه عزم الباري وقوة أرادته , ومن هنا نفهم التوبة التي من الله بها على أدم ستظل مفتاحا لمعالجة أخطاءنا صغيرها وكبيرها عندما نغادر ألآصرار على الخطأ , ومن هنا شكلت هذه الحادثة بداية ظهور الثقافة القرأنية بعد أن طرحت تفسيرات تلك الحادثة من قبل الراسخين في العلم وهم أهل الذكر وأولي ألآمر الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وقد ثبت عند المسلمين ألآوائل ومنهم الصحابة أن من أدى ذلك الموقف في مسجد رسول الله “ص” هو علي بن أبي طالب وأن أية ” ويتلوه شاهد منه ” تعني ألآمام علي هو شاهد لرسول الله “ص” يقول ألآمام علي جاء الملآ من قريش لرسول الله عندما أعلن دعوته وقالوا : يامحمد جئت بشيئ لم يأت به أحد من أهلك وعشيرتك , لنا أسئلة فأن أجبت عنها أمنى بك وأن لم تجبها قلنا ساحر كذاب ؟ قال “ص” هاتوا أسئلتكم وأنكم لم تؤمنوا وسيكون منكم نزيل القليب ومنكم من يحزب ألآحزاب , فقالوا : يامحمد مر هذه الشجرة تنقلع من مكانها , فأمرها رسول الله بأسم الله , فأنقلعت ولها دوي ووقفت أمام رسول الله , قالوا : مه مه ساحر خفيف السحر , ثم قالوا : يامحمد مرها تنقسم الى نصفين , فأمرها رسول الله بأسم الله فأنقسمت الى نصفين , قالوا : مه مه ساحر خفيف السحر , ثم قالوا : يامحمد مرها ترجع الى مكانها , فأمرها رسول الله بأسم الله فرجعت الى مكانها , فقلت : يارسول الله أنا أشهد أنك أمرت الشجرة فأنقلعت من مكانها وأنقسمت الى نصفين ورجعت الى مكانها بأمر الله وأنا أول من شهد لك وأمن بك , فقال الملآ من قريش : ساحر خفيف السحر لايؤمن به ألآ مثل هذا وأشاروا للآمام علي لآنه كان أبن عشر سنوات , والذين لايؤمنون بأسبقية ألآمام علي وبأيمانه ووقوفه مع رسول الله “ص” من اللحظات ألآولى للدعوة ألآسلامية أنما هم كالملآ من قريش الذين أستهزئوا برسول الله وبألآمام علي نتيجة صغر سنه لآنهم لايعرفون سر ألآصطفاء الذي جعل من يحيى وهو صبي يأتيه الحكم من الله وعيسى يكلم الناس في المهد ومن قبله يوسف الصديق يظلمه أخوته وهو طفل صغير فتقف معه ألآلطاف ألآلهية وتنقذه من مكر أخوته ومن غيابة الجب , ثم تنقذه من سجن عزيز مصر ومكر زليخة ونسوة المجتمع الفرعوني , وبواسطة قميصه يرجع بصر أبيه النبي يعقوب , وفتية الكهف الذين رقدوا في الكهف ” 309 ” من السنين , وذو القرنين الذي جال في ألآرض من مغربها الى مشرقها وهو باني السد فهو مهندس السدود ألآول في العالم مثلما كان رسول الله “ص” أول رائد فضاء في العالم ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد ألآقصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا أنه هو السميع البصير ” – 1- ألآسراء – والى ألآن ورغم تطور علوم الفضاء لم يعرف أحد كيف قدر لرسول الله “ص” تجاوز الغلاف الجوي ألارضي , وكيف تجاوز بقية المدارات والحجب حتى وصل الى ماوصل اليه ” فكان قاب قوسين أو أدنى ” – 9- النجم – ” عند سدرة المنتهى ” 14- النجم – ” لقد رأى من أيات ربه الكبرى ” 18- النجم – هذه هي أحدى ركائز الثقافة القرأنية التي تأخذ بقوله تعالى ” وماينطق عن الهوى -3- أن هو ألآ وحي يوحى -4- النجم – فعندما نقول بعصمة النبي وكافة ألانبياء عليهم السلام لانقول جزافا وأنما نستند الى نص قرأني يعاضده العقل والمنطق , فلا يجوز القول بعصمة النبي في التبليغ فقط , أنها مغالطة درجت عليها بعض المذاهب التي سماها صاحب كشف الظنون بالفاسدة وله الحق في ذلك فلايوجد فساد في الرأي أقبح وأفسد وأشنع من الرأي الذي يقدح بشخصية رسول الله “ص” ويستكثر عليه مامنحه ربه من سداد الرأي وقول الحق وتجسيد السلوك العملي الصالح في السر والعلن لآن شخصية ألآنسان كل أنسان لايجوز تقسيمها وتجزئتها كما تذهب بعض المذاهب التي جعلت ثقافة الناس مشوهة وعرجاء كقولهم ” معصوم في التبليغ وغير معصوم في غير التبليغ , والعجيب أنهم يستدلون بأيات لايعرفون دلالاتها وهي ليست لصالح بعض زوجات النبي “ص” كأية التحريم في سورة التحريم التي تقول ” يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم ” 1- التحريم – وتوضح ألاية التالية من نفس السورة المباركة بما يجعل ثقافة القرأن حاكمة على خطأ بعض زوجات النبي “ص” أن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وأن تظاهرا عليه فأن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ” – 4- التحريم – وزوجات النبي الاتي تظاهرن على النبي “ص” هما السيدة عائشة والسيدة حفصة , فهل بعد ذلك من عذر لمن لايفهم ثقافة القرأن , فثقافة القرأن لاتعتبر نساء ألآنبياء معصومات وتعتبر بعضهن صاحبات أخطاء وصلت بهن الى حد الكفر , فالقول بخطأ زوجة من زوجات النبي أن كان صحيحا ليس ممنوعا ولاهو كفر , قال تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا فخانتاهما ” والغريب أن بعض الذين يستميتون في الدفاع عن أخطاء بعض زوجات النبي “ص” نجدهم لايملكون تلك الحماسة في الدفاع عن النبي ” ص” بل أنهم يذهبون الى وصف النبي “ص” بممارسة الخطأ والوقوع فيه من خلال نفي العصمة المطلقة للنبي ويضربون مثالا على ذلك أية التحريم علما بأن النبي ” ص” لم يخطأ ولم يرتك محرما , ولكن موقفه الشريف من خلال شربه للعسل أسيئ فهمه وهناك من تعمد ألآساءة للنبي من زوجاته وهن عائشة وحفصة اللتين منحتا لقب أمهات المؤمنين مع باقي زوجات النبي وهي كرامة للنبي لمن يفهم ثقافة القرأن , أن أخطاء بعض الصحابة وأخطاء بعض زوجات النبي وأكرر أن الخطأ هنا في الرأي والسياسة العامة وليس الخطأ في الشرف معاذ الله فنساء النبي “ص” مبرءات من ذلك أن الثقافة القرأنية لاتقول بعصمة زوجات ألآنبياء ولا تقول بعصمة كل من كانت له صحبة مع رسول الله “ص” ألآ يعتبر معاوية صحابيا في معرفة الصحبة لغة وأصطلاحا , بل حتى أبي سفيان تشمله الصحبة , فهل يصح السكوت على مافعله هؤلاء الذين سماهم رسول الله بالطلقاء ؟ ثم لنسأل المافعين عن مجموع الصحابة بدون دليل , لماذا منع أبو بكر من تبليغ سورة براءة وأعطيت الى علي بن أبي طالب حتى شك أبو بكر أنه ربما نزل شيئ فيه ؟ ونحن هنا لانريد أن نجرح بالخليفة أبي بكر ولكن نريد أن نقرأ الحوادث والمواقف بروية وتعقل بعيدا عن التحزب والعصبية الطائفية , نحن نحترم الخلفاء والصحابة والتابعين وتابعي التابعين وكل من شهد الشهادتين , بل وكل من يحترم ألآنسانية , ولكننا مأمورون بالنصوص القرأنية ” هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ” والتي ترجمها حديث رسول الله “ص” عندما قال : أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل ” وألآمام علي عليه السلام من شهد له رسول الله “ص” بأعتراف الجميع بأنه أعلم أصحاب رسول الله “ص” فأذن نحن أمام مسؤولية تقديم ألآعلم وليس ألآكبر سنا , والذين لايفقهون ذلك عليهم تذكر تنصيب رسول الله “ص” أسامة على الجيش المتوجه لتبوك وهو أصغرهم سنا وفيهم أبو بك وعمر وكبار السن من الصحابة , ثم ليتذكر من يريد أن يعرف كيف سجد يعقوب ليوسف ويوسف أبن يعقوب , هذه هي ثقافة القرأن ثقافة ألآعلم وألآصلح , هي ثقافة سبيل الله , وسبيل الله هي الخدمة المجردة للناس , وهذه الخدمة هي منطلق التنمية البشريةالتي تقول على لسان النبي وأهل بيته ألآطهار ” ماللبيوت يحرم على المساجد ” وهذه ألآطروحة التي حرمت منها شعوبنا ومنها الشعب العراقي , وأخذت بها شعوب أخرى فتقدمت ونجحت , وثقافة القرأن هي التي ترجمها بعد رسول الله “ص” علي بن أبي طالب عندما مر على كنيسة فقال بعض من كان معه : كم أشرك للله في هذا المكان ؟ فرد عليه ألآمام علي قائلا : وكم عبد الله في هذا المكان وهو ترجمة للآية الكريمة ” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون ” – 113- أل عمران – وثقافة القرأن هي التي تجعل الزكاة تنظيما أقتصاديا عباديا ملازما للصلاة التي هي عبادة روحية ” أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” وثقافة القرأن هي التي جعلت البيعة حق من حقوق المرأة السياسية المشروطة بكرامة المرأة وتحريرها من أسر العواطف والشهوات مثل الزنا والسرقة وقتل ألآولاد وبهتان ألآيدي وألآرجل ومعصية المعروف , قال تعالى ” يا أيها النبي أذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لايشركن بالله شيئا ولايسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولايأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن وأستغفر لهن الله أن الله غفور رحيم ” 12″ – الممتحنة – وثقافة القرأن جعلت للمرأة نصيب في العمل فلم تحجرها في البيت , ولم تفرض عليها النقاب وأشترطت على المرأة أن تكون كاشفة الوجه في طواف الحج وفي الوقوف أمام القاضي , مما يعني أن ألآصل هو كشف وجه المرأة ولكن بدون زينة ومكياج كما هو جار ألآن , ومن هنا نفهم زيف أدعاء داعش والتكفيريين الذين يفرضون النقاب على النساء تعسفا وغلوا وذلك نتيجة أتباعهم لمذاهب فاسدة , أعلن خطأها وتبرم منها رجال من أهل السنة والجماعة مثل العلامة الزمخشري صاحب كتاب تفسير الكشاف وهو من علماء القرن السادس الهجري ومثل الشاعر أبو العلاء المعري الذي قال شعرا يبين تناقضات المذاهب :-
أجاز الشافعي فعال شيئ وقال أبو حنيفة لايجوز
فضاع الشيب والشبان منا وما أهتدت الفتاة ولا العجوز ؟
وقال االعلامة الزمخشري منتقدا كل المذاهب عدا مذهب أهل البيت :-
أذا سألوني عن مذهبي لا أبح به وأكتمه كتمانه لي أسلم
وأن شافعيا قلت قالوا بأنني أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وأن مالكيا قلت قالوا بأنني أبيح أكل الكلاب والكلاب هم هم
وأن حنبليا قلت قالوابأنني ميسيئ مجسم
وأن من أهل الحديث وحزبه قالوا تيس ليس يدري ويفهم
تحيرت من هذا الزمان وأهله فما أحد من ألسن الناس يسلم
فأقصاني زماني وقدم معشرا هم لايعلمون وأعلم
وألآمام أبو حنيفة وهو أمام مذهب واسع ألآنتشار يقول ذهبت الى مكة للحج فتعلمت من حلاق في مكة خمسة أخطاء , قلت للحلاق بكم الحلاقة قال : النسك لايشارط فيه , وجلست للحلاقة ووجهي الى غير القبلة قال : أجلس للقبلة , أعطيته جنبي ألايس قال أعطني جنبك ألآيمن , بدأ يحلق وأنا ساكت قال لاتسكت كبر , ولما أنتهى توجهت الى راحلتي قال صلي ركعتين وتوجه الى راحلتك , وهذه خمسة أغلاط , يقول أبو حنيفة قلت للرجل أراك تصدر عن علم من أين لك هذا , قال أخذته من رباح بن عطية فقيه مكة الذي أخذه من علي بن أبي طالب ؟ وهذه الواقعة التي ينقلها لنا ألآمام أبو حنيفة أن دلت على شيئ فأنما تدل على صحة مذهب أهل البيت عليهم السلام , وأهل البيت في الثقافة القرأنية هم الذين شملتهم أية التطهير وهم رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين الذين عرفوا بألآدب ألآسلامي بأهل الكساء , وليس يراد بأهل البيت نساء النبي كما تذهب بعض المذاهب الى ذلك وهو خطأ محض , وعدا مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي هو مذهب ألآسلام كما نزل على رسول الله “ص” فكل المذاهب وقعت بأخطاء وكانت تلك ألآخطاء هي المؤسسة لثقافة خاطئة وهي التي سماها ألآمام علي لكل بدعة سنة تتبع , وبدعة التكفير أنطلقت من سنة أخذت من الذين لايجوز لهم التصدي والفتيا بكتاب الله , فقد وجد ألآمام علي رجلا يفتي الناس , فقال له أتعرف المحكم والمتشابه في القرأن ؟ قال : لا , قال : أتعرف العام والخاص في القرأن ؟ قال : لا , فقال له : أتعرف أسباب النزول ؟ قال : لا , قال : أتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال : لا , فقال له : هلكت وأهلكت ؟
ولايعرف كل ذلك ألآ رسول الله “ص” وأهل بيته ألآطهار الذين هم عيبة علمه وباب مدينة علم رسول الله , أعترف بذلك المتقدمون من الصحابة وممن هم من الرعيل ألآول من المسلمين , ولكن تمرد معاوية على الخلافة الشرعية جعل منه داعية للآنحراف فوضعت روايات مختلقة كثيرة منها حديث العشرة المبشرة بالجنة الذي يكذبه الواقع فمن تلك العشرة عبد الرحمن بن عوف الذي نشبت ثورة المدينة المنورة ضد الخليفة عثمان بن عفان بسبب أبله المحملة بألاموال ومنهم طلحة والزبير اللذين حرضا السيدة عائشة للخروج الى البصرة لمحاربة ألآمام علي وقد قتلا في معركة الجمل ومن ألآحاديث غير الصحيحة مالفق زورا عن أعتبار كل صحابة رسول الله عدول لايجوز تخطأتهم وذلك في سبيل التغطية على أعمال بني أمية الضالة الظالمة المخالفة للشرع , وبمقدار ماأن في صحابة رسول الله “ص” رجال صالحين أبرار , ألآ أن فيهم غير ذلك , والقرأن هو من أدان المقصرين والمخطئين عندما قال ” يا أيها الذين أمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله .. ” وأيات أخرى كثيرة تقدح وتعري سلوك بعض ممن يعتبرون من الصحابة بمعناها العام , وهذه الظاهرة تكررت مع كل الرسل وألآنبياء وأوصيائهم , فلكل نبي وصي وهذه من ثوابت الثقافة القرأنية في التنزيل والوحي والتفسير , ولكن هذا ألآمر لاتوليه المذاهب عنايتها بأستثناء مذهب أهل البيت وكأن ألآمر لايعنيها , ويكتفون بتبرير ماحصل بعد أنتقال النبي “ص” للرفيق ألآعلى , وهو تبرير غير مقنع خصوصا أنه كان مسبوقا بنص قرأني يتحدث عما سيكون قال تعالى ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ..” وحتى هذه ألآية الصريحة والواضحة في أدانة من يتقدم على أستحقاق الوصاية بدون مؤهلات حاصل بها النص الذي توزع على أية ” المودة ” قل لاأسئلكم عليه أجرا ألآ المودة في القربى ” وكان المسلمون يسألون رسول الله “ص” يارسول الله منهم القربى ؟ فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين وأبناءهما , ثم أية المباهلة التي عرفها قساوسة النصارى مثل اليعاقب , فكيف لايعرفها المسلمون لاسيما بعض المقربين للنبي “ص” ولماذا عرفها كثير من الصحابة ثم رد عليهم بأنهم ليسوا من قريش , فكان جواب ألآمام علي عندما سمع ذلك قال : تمسكوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة؟ أن ثقافة المذاهب هي التي أختطفت كثيرا من المسلمين فتركتهم لايعرفون ألاركان ألآساسية لثقافة القرأن وهي ” ألآصطفاء , والذرية الصالحة , والعصمة , وألآمامة , والتقية , والبداء , والنسخ , والشفاعة , والغيب , وزوجات ألآنبياء , والصحبة وشروطها ” ومما زاد ألآمر تعقيدا والتباسا أن أبن تيمية أنكر ألآمامة وأستند الى تبريرات لايقول بها من يعرف مقدمات المنطق وألآصول ومنهج التفكير , فقال : أن من يتلفظ الشهادتين يحقن دمه ولايسأل عن ألآمامة , وقد فاته أن من يتلفظ الشهادتين كذلك لايسأل عن الصلاة ولا عن الحج ولا عن الصوم ولا عن الزكاة , ولا عن الجهاد , فهل يمكن لنا نفي وجود هذه الواجبات العبادية , وأبن تيمية ومعه بعض مؤسسي المذاهب قالوا : أن ولي ألآمر بالتمكن فمن تمكن وقدر له الولاية وألآمامة وهذه بدعة ومخالفة صريحة لثقافة القرأن التي نصت بصراحة على تسمية مواصفات ولي ألآمر والتي أنحصرت عند النزول بشخص ألآمام علي بن أبي طالب , وهذا التفريط بشروط ألآمامة هو الذي جعل كل من يتمكن بالقوة فله الولاية الشرعية على المسلمين حتى قالوا : ألآ أن يظهر عليه الكفر البواح ؟ وأذا ظهر الكفر البواح على الرجل هل من حاجة بعد ذلك للسؤال عن أزاحته ؟ مالكم كيف تحكمون , والله تعالى كرر ثلاثة نصوص قرأنية في هذا المعنى حيث قال ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ” أن المسلمين ليس أمامهم ألآ معرفة الحق والرجوع اليه لآن ديننا دين الحق وقرأننا نزل بالحق ” وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ” وأن هذا القرأن يدعوا للتي هي أقوم” وألآقوم وألآحسن وألآتم وألآصلح هو الذي يتبعه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ” وأحسن القول هو ماقاله رسول الله في ألآئمة ألآطهار من أهل البيت فهم عدل الكتاب الذي هو الثقل ألآكبر وهم الثقل ألآصغر , وعلى ذلك كتاب اللوح المحفوظ ” وعلم أدم ألآسماء كلها ” نسأل الله الرحمة للجميع والبصيرة لكل من فاتته ثقافة القرأن في هديها ونهجها القائم على الوحي والنبوة وألآمامة ومعها التقوى لينعم عباد الله بألآمن وألآمان لاكما تفعل داعش وعصابات التكفير الذين سماهم رسول الله “ص” بكلاب جهنم ؟