20 ديسمبر، 2024 3:00 ص

المشكلة التي يعاني منها الاسلام ليس المتطرف العلماني وخصوصا الفرنسي بل المسلم الجاهل الذي يدعي انه مثقف ويحشر قلمه وعقله في علوم اسلامية لا يفقه ابجدياتها بل الانكى عندما يتفلسف بالعلوم القرانية .

هذا هو حال المثقف والمتاثر بالثقافة الفرنسية هاشم صالح ، وسيكون ردي على موضوع واحد تخبط فيه كثيرا وموجه لجهتين مؤسسة المدى باعتبارها الراعية والناشرة لكتابه ( لماذا يشتعل العالم العربي ) والى نفسه الكتاب اقول عسى ولعل يطلع عليه عبر الانترنيت ولي سوابق مع غيره ولله الحمد انتهت بقولهم بانهم لا يريدون ان يقتنعوا اي انهم متطرفون علمانيون وبسببهم الفت كتابي ( التطرف العلماني )

فليعلم من لا يعلم ان الانسان عند الاسلام قيمة عليا منذ ان نزل القران على نبينا محمد (ص) وقد جسدت السنة النبوية والتي هي اقوال وافعال وتقارير النبي محمد وعترته عليهم السلام دون النظر الى دياناته، فلو قرا الاخ هاشم سيرة الائمة مع كل اصناف البشر لعلم بذلك لكن مشكلته انه متشبث بالقرضاوي وابن تيمية ومشايخ الوهابية الذين بالامس كفروا الاسلام واليوم يرون لا باس بالتطبيع مع الصهاينة وليس اليهود .

جنابكم ذكرتم في هامش صفحة (52) ان الفاتيكان سنة 1965 تبنى فكرة عدم تكفير بقية الاديان زمن الفاتيكان الثاني ، يعني قبل هذه السنة كان التكفير موجود هذا اولا ، وثانيا قد يكون نظريا عدم التكفير ولكن عمليا هل تم التنفيذ ؟ فانت تقر بان والد حبيبتك يصر عليك بانك لست عربي مسلم فلماذا لا يريدك ان تكون مسلما ؟

الجمع والتعميم ليس صحيح في النقاشات ، والحديث مع اقطاب السياسة ورجال الظل في الحكومات العلمانية اما الشعوب العلمانية فهي وعاء لما تمليه عليهم صنابير وسائل الاعلام التابعة لهم الا من شذ عن غاياتهم وفكر وبحث عن الامر بطريقة مستقلة مثل نعوم تشوماسكي و روجيه غارودي وروبرت فينسك وغيرهم ممن بحث في القران والثقافة الاسلامية واثنوا كثيرا على افكاره ولم يعتمدوا على القرضاوي كما فعل المثقف هاشم .

لانك لا تفقه في علوم القران وانا كذلك لا افقه بل اعلى منك درجة لاني لا احكم على الاية قبل الاطلاع على كل التفاسير سنية وشيعية حتى اعلم المقصود منها ، واما ما تفضلت به في ابتداع مصطلحات علمانية ( عنجوقية ) لتدل على ثقافتك العالية مثل ( ارخنة ) على وزن شرعنة ، وتعتقد بانك اتيت بامر جلل وهذا سيؤدي الى هزيمة المسلمين في عقر دارهم كما ذكرت في ص 53 فهذه استنتاجاتك الخاطئة فالقران الذي لا زال يقوته منذ 1443 سنة والى اليوم سيبقى خالدا لانه معجزة الرسول الخالدة وفيما يخص اقتراحاتك بخصوص القران نفذ انت ما تريده لا ان تملي على من اكثر منك علما في القران ، واما تغنيك بالمعتزلة وما الى ذلك فهذه الايقونات كانت من صناعة الخلافة العباسية وقبلها وغيرها الاموية .

والغريب والتناقضات في اقوالك وافكارك وليس في القران وما ابتدعته من راي يضحك الثكلى وهو ( آن الاوان لكي ينظر الى القران كنص تاريخي ارضي وليس فقط كنص سماوي ، آن الاوان لانزاله من السماء الى الارض انه من صنع الله والانسان في آن معا، انه يعبر عن تقاطع السماء مع الارض في لحظة استثنائية خارقة )

ماهو النص الارضي الموجود في القران؟ ، ومسالة انزاله من السماء الى الارض اي سرقة ايات من كلام الله عز وجل في السماء وتنسيبها للانسان وانزالهاعلى الارض، اتمنى من عقلاء العلمانية تفسير هذه العبارة ، وكما ذكرت ليس مشكلة الاسلام ماكرون وبوش وغورباشوف ، مشكلة الاسلام امثال هاشم والعفيف والجابري وابو زيد وليعلم انا انتقد افكارهم لا شخصياتهم وضد كل من يكفرهم لان الاسلام منذ ان نزلت اية اليوم اكملت لكم دينكم يعني اكتملت كل المفاهيم والتشريعات التي يحتاجها الانسان الى يوم الساعة .

اليوم المفكرون الغربيون بداوا يتطلعون الى مفاهيم القران ومنذ تفجيرات ايلول الارهابية في امريكا والاقبال بقوة على الحصول على القران في امريكا ، لا تعنينا ما تعتقده فأصل الكلمة ثابتة وما ذكرت من ايات تاريخية في زمن القرن السابع الميلادي وفي الحجاز التي يرى جنابكم بتحجيمها لانها لا تلائم عصرنا هذا فهذا لان ثقافته محدودة وجزاه الله خيرا انه يحفظ الفاتحة والتوحيد لاجل قراءتها في الصلاة ولا اعلم هل لا زال يقراها ام لا ؟!! فليعلم الكاتب والناشر ان مفردات الايات النازلة في ذلك الزمان يتم تفسيرها من قبل المتخصصين لاستنتاج اسس تشريعية تستخدم مستقبلا ، يعني بايضاح اكثر هنالك موضوع الحكم والحكم نفسه وهذا الموضوع عندما تتوفر مفرداته فان الحكم يصدر ، ففي ذلك الزمن عندما يقول اخذ الجزية من غير المسلم فهذا لا يعني غرامة بل انها ضرائب ورسوم لغرض ادارة الدولة ماليا فانت يا جناب الكاتب من المؤكد قمت بدفع رسوم الى فرنسا قبل ان تدخل اراضيها وهذه الرسوم دفعتها لانك اجنبي وليس لانك مسلم .فالنصارى في دولة الاسلام لهم حقوق وعليهم واجبات ويكفي ان النصارى في السنة العاشرة من الهجرة جاءوا ليباهلوا رسول الله في المدينة يعني انهم موجودون ولهم كنائسهم وعبادتهم في عاصمة الاسلام التي كانت بقوتها وهذا يعني التعددية والحرية .

الحكومات العلمانية تعرف من اين تؤكل الكتف فان سمحت لك ببناء جامع فانها لا تسمح لك بتنوير عقول الاخرين بخصوص ثغرات القوانين العلمانية وهاهي المانيا تضطهد من لا يراعي شعور قوم لوط ، ونفسها فرنسا تعتقل من لا يعتقد باكذوبة محرقة الهولوكوست ، واما بدعة معاداة السامية فانها شماعة لتصفية العقول النيرة من غير المتطرفين العلمانيين ،

بالامس دافع ماكرون عن رسام الكاريكتير المسيء لرسول الله وهو يطالب بمعاقبة من رسم كاريكتير يستهزئ به اليست هذه ازدواجية .

واما ارث المراة فانك ايضا لا تفقه هذا الحكم وسيكون لنا مقالا خاصا عنه

أحدث المقالات

أحدث المقالات