27 ديسمبر، 2024 2:22 ص

الثقافة الغبية …والراقصون على وقع دعوات جو بايدن

الثقافة الغبية …والراقصون على وقع دعوات جو بايدن

نهوض الامم ثقافتها…لو لم تكن للامم ثقافة خاصة بها تميزها عن باقي الامم لما كانت لها وجود اوديمومة طبيعة ما دامت هناك شعوب مؤمنة بوجودها وتعتز بتاريخها وحضارتها فهي حية وتعيش بين مثيلاتها وإلا لكان مصيرها التخلف والانحطاط ومن ثم الزوال .ان القيم الثقافية هي روح الشعوب ومضامينها والركائز التي تقف وتبني هياكلها الحقيقية عليها لان كل شئ مرتبط بحركتها وليست هامشاً اوتابعاً للسياسة بل العكس هو الصحيح لان السياسة والتاريخ والاقتصاد صنيعة الثقافة .اذن الثقافة اولاً ثم السياسة حيث لايمكن لاي سياسي ان يجعل من نفسه مراوداً لها دون ان يتسلح بها كي يرتوي من ينبوع معرفة حب الوطن ويتعامل به..وهذه هي المشكلة التي يعاني منها بعض المحسوبين على السياسة في عراق اليوم لغيابهم عن مفهوم الثقافة الوطنية وتراهم ينعقون مع كل ناعق دون حساب اوكتاب بعيداً عن الخيارات الانسانية والقيم السمحاء ويتخبطون في قراراتهم المتسرعة وعدم اكتراثهم بالدم العراقي وهي سمة يتميز بها البعض من السياسيين .
منابر مجلس النواب اصبحت ابواقاً لشحن الاجواء الملبدة اصلاً بشكل أوباخر في الدفاع عن مكوناتهم القومية والمذهبية او الدينية بعيداً عن وحدة الصف والحديث باسم العراق وهو الثمن الذي يدفعه المواطن في الشوارع والازقة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لارضاء الضمائر الميتة عند البعض من الذين يقفون على منصات الخطابة وهم يتباكون كذباً وزوراً لما حدث في مسجد مصعب بن عمير في الزركوشية وهو جزء لاينفك من تلك الثقافة الغبية العوراء التي تغذت من اعشاش البعث ومدارسها ودهاليزو دوائر الاستخبارات الاقليمية والعالمية وبروح طائفية بغضاء لغرسها في عقول المتشدقين والجهلة  حتى سموا المحافظات التي غزتها عصابات داعش بالمحافظات المنتفضة والخارجين على القانون ( بالثوار ) او رقصوا على وقع دعوات جو بايدن الاخيرة بتشكيل الاقاليم على اسس عرقية .والعراقيين باتو لايعرفون ماذا دهاهم وحل بهم من كراهية مستوردة مع اطراف تشبثت بدول الخارج للتوسط بالقضايا الداخلية او طرحها في المحافل الدولية وهي عملية رخيصة اعتاد عليها البعض للطعن بالحقوق الوطنية والعقول السياسية الشريفة لان من يدعي الحرص على وطنه ما عليه إلا ان يعمل من اجل حل المشاكل والعقد الداخلية بحكمة عن طريق الحوارات الجادة البعيدة عن التشنج والتسكع على ابواب الدول والمنظمات العالمية لنقل صور مشوهه وقلب الحقائق لفرض الاملاءات الغير معقولة وبشروط تعجيزية مسبقاً…او كيل الاتهامات الباطلة لاسباب خلافية طائفية او فئوية او لتباين وجهات النظر والتراشق عبر شاشات الفضائيات لزرع الفتن الوضيعة وطغيان المشاغبات السيئة و هي امور مقززة وظواهر وتصرفات مشينة لخلوها من الوازع الاخلاقي . انها فوضى لايعرف لها مبرر سوى غياب الرقابة الذاتية وانحطاط القيم عند البعض الاخر.وفي المقابل هناك اصوات يمكن لنا ان نتفاخر بها لانها بثت روح الطمائينة بين افراد المجتمع وتعمل بنكران ذات وجنود مجهولون حريصون على وحدة المجتمع وحريصون على الحفاظ على مقدرات وثرواتنا الفكرية الاصيلة النابعة من حضاراتنا الانسانية والاسلامية الحنيفة …المطلوب من السياسيين الوقوف صفاً واحداُ ضد الارهاب وتفكيكهه عن المطالب المشروعة التي لاتخضع للمساومة والابتزاز والاستثمار السياسي على حساب سلامة العملية السياسية والمصالح العليا للوطن وهي التزامات اخلاقية تتطلب من الجميع الحرص على صيانتها وحمايتها والذود عنها لابوضع العصي في عجلتها..كما ان الاسراع في تشكيل الحكومة امر لايقبل التهاون والتأخير لما يمر بالعراق من اوضاع قلقة وعمليات ارهابية تزداد يوماً بعد يوم للتراخي الحاصل من الشد والجذب وما تنطوي عليه من تشكيكات ومواقف وشروط غير دستورية تطرح لغرض الاجهاض على المساعي المخلصة والنوايا الامينة لانقاذ العراق من المأزق الذي يمر به وانبثاق حكومة قوية تستطيع انقاذه من المحنة بينما المطلوب ابداء المرونة المطلوبة بشكل موضوعي وبحس ونفس متعالي من الحكمة والحرص لدفع الشر عن ارض العراق ومعالجة التصدعات والازمات والتوترات والانقسامات بحسن نية لانجاح المسيرة والولادة الطبيعية وفي ظل الاوقات الدستورية للحكومة…