7 أبريل، 2024 3:59 ص
Search
Close this search box.

الثقافة العراقية بين الاصالة والاجندات دعوة للتفكير السياسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

الصراخات الثقافية في العراق في أغلبها اجندات خارجية مدفوعة الثمن، هكذا يقال او هو واقع !
وخاصة الانماط الثقافية التي ظهرت بعد عام 2003 وكانها جاءت، مثل السياسيين الفاشلين، على ظهر الدبابة الامريكية التي غزتنا لافاتحة ولامحررة انما محتلة فاجرة بزي حلم الديمقراطية الذي تعطشنا واشتقنا كثيرا له.
والا فما معنى ان يتصدى الكثير من (الليبرليين) و (العلمانيين) و (الملحدين) ومن الذين ينتعشون بوصفهم (مثقفين) للدفاع عن اسرائيل ومظلوميتها الواقعة عليها من الارهاب الاسلامي والفلسطيني ؟! هؤلاء الذين تضج بهم ساحة الحوار العراقي وخاصة في مراكز الثقافة في بغداد ، شارع المتنبي وساحة القشلة اضافة الى سبورة (شخابيط) الفيسبوك ووسائل الدعاية (الاعلام) الاخرى. علما ان هذه الصيحات ليست جديدة انما تخبو وتظهر بين فترة واخرى.
وماذا يعني تعالي اصواتهم بالدعوة الى النكوص والارتماء في احضان دول الاستعمار والعودة الى ماكنا عليه في النصف الاول من القرن الماضي ؟!
وهل تمثل هذه الدعوات حالة ثقافية ام موقفا سياسا ؟! ام ثمرة دراسات تاريخية مستقبلية شخصت حاجة العراق الحقيقية ؟! ام خلاصة تجربة دولة قائمة منذ قرن ؟!
وهل ان (الليبرلية والعلمانية والملحدانية) تتلازم فكريا وتمويليا وانتماءا مع اسرائيل والاستعمار ؟! الا يمكن ان تكون هذه التوجهات وطنية خالصة فكرا ومنبعا بحيث انها تعبر عن واقعنا بعيدة عن الدعوة الساذجة المشبوهة للصلح مع اسرائيل واعادة الاستعمار ؟!
وهل ان اسرائيل نموذج مثالي للديمقراطية والحريات وحقوق الانسان والسلم وحسن الجوار وخالية من الحقد التاريخي حتى يتخذها البعض رمزا ويدعون للصلح معها ؟! اليست هي كيان لقيط نتج عن تجمع افراد وجماعات وعصابات من مختلف دول العالم شكلوا دولة لرعاية مصالح الاستعمار وارتكبت ابشع المذابح والمجازر والحروب ضد الفلسطينيين والعرب وباعتراف المجتمع الدولي ؟!
فهل حقا ان العراق لايمكن ان يبنى وان شعبنا لايرتاح بالخلاص من الحروب والصراعات والمشاكل الا اذا تصالحنا مع اسرائيل والا اذا سلمناه كاملا مستسلما الى الاستعمار لكي يبنيه لنا ؟! وكإن الاستعمار قد بناه قبلاً ؟! وكإن من مباديء اسرائيل بناء دول المنطقة من النيل الى الفرات وانعاش شعوبها واحلال الأمن فيها ؟!
وهل تعني دعواتهم هذه اسقاط كل النضال الوطني الشيوعي والقومي (وليس البعثي) والشعبي ومحو الانتفاضات والثورات التي مازلنا نسميها وطنية ونفتخر بها وشخصيا انتعش بذكرها والانتماء التاريخي لها، من تاريخنا الاكاديمي ومن سجل ذاكرتنا الشعبية؟! عندها ماذا وكيف نصف ثورة العشرين وثورة مايس 1941 وثورة تموز 1958 ووثبة الجسر مثلا ؟!
هل كانت العشائر العراقية الثائرة عميلة ؟!
وهل كان رشيد عالي الكيلاني والعقداء الاربعة وعبد الكريم قاسم خونة وعملاء للاجنبي ؟!
وهل كانت (نقرة السلمان) صرحا وطنيا شريفا يجب علينا تبجيله لانها قضت على الكثير من الثائرين ضد الاستعمار البريطاني و المعارضين للحكومة في وقتها ولانها خلصت الشعب من الكثير من الاسماء التي تَوهَّمنا بانها وطنية ؟!
هل علينا اعادة صياغة منظومتنا المبدئية والفكرية والثقافية والتعليمية لتكون مقبولة من دعاة الصلح مع اسرائيل واعادة الاستعمار ؟! لاننا واباؤنا واجدادنا على وهم وخطأ في الفهم والتشخيص؟!
هل ان فشل المنظومة السياسية الحالية الجاثمة على صدورنا ولد لديهم ردود افعال طائشة وصبيانية بصبغة (ثقافية) منمقمة ترتدي قمصانا وطنية ؟! الم يكفهم نسبة الفشل والفساد والخراب الذي حل في العراق (الديمقراطي) الى الاسلام قصدا من خلال الاسلام السياسي لفظا ؟! فيتمادوا في دعواتهم لبيع العراق؟! وهل ان القول المتداول بان السياسيين باعوا العراق سبب يصلح للدعوة لبيعه لاسرائيل وامريكا مثلا ؟!
هل ان وجود مئات او الوف الفلسطينيين ضمن صفوف داعش الارهابية وتفجير الكثير منهم اجسادهم العفنة في اسواقنا وساحاتنا وشوارعنا مبرر للدفاع عن اسرائيل باعتبارها عدو الفسطينيين؟! أليس من يبني فكره وموقفه على طريقة (عدو عدوي صديقي) هو تافه وجاهل وسطحي وركيك ؟! وهل ننظر لاسرائيل من منظار تضررنا من داعش ومن فيها من الفلسطينيين ام الصحيح ان يكون موقفنا من خلال ستراتيجاتها الفكرية والتاريخية ومواقفها منا ؟
وهل ان الاستعمار يريد حقا بناء العراق أي ان امريكا تريد بناءه ولكن سياسيينا يرفضون ؟!
ولماذا هذه القطبية الثنائية في التفكير لدى العقل العراقي، اما ان اسكت عن وجود الفلسطينيين ضمن داعش او ان ادعو للصلح مع اسرائيل؟! واما ان اسكت عن فساد وفشل المنظومة السياسية في العراق او ان ادعو لعودة الاستعمار ؟!
ألا يمكن ان تكون لنا مناطق وسطية وطنية معارضة لما يجري من فساد وفشل وخراب بسبب تسلط سياسيين فاسدين فاشلين غير مؤهلين للحكم وفي نفس الوقت رافضة للاحتلال وللتدخلات الخارجية التي تبحث عن مصالحها وتملي علينا شروطا ؟! ونسعى لبناء البلد برؤى وطنية ؟! فهل هذا التفكير والهدف مستحيل الفهم والاستيعاب والتنفيذ فنغادره الى دعوات اقل مايقال عنها انها لاتحقق مانطلبه ؟!
فهل عدم العقل العراقي الحلول فتكون حلوله صلحا مع اعدائه وارتماءا في احضانهم؟!
دعوة عامة للتفكير وللتعقل وخاصة في المجال السياسي ؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب