من الحالات الغريبة التي يمر بها مجتمعنا الإسلامي وخصوصاً العراقي هي إن الأغلبية تدعي الثقافة والتحرر الفكري لكن مع أول إختبار لهذه الثقافة وهذا التحرر تجد إن هذا المدعي هو عبارة عن كارتونة فارغة لا يوجد فيها أي محتوى مادي حقيقي, بل ما يوجد هو عبارة عن ملصقات تدل على شيء غير موجود أصلاً, فعند الحديث عن دور المثقف الشيعي والذي يشترط أن يملك الشجاعة في مواجهة ظاهرة الإنخداع بالقيادات الدينية الزائفة التي تعصف بالمجتمع الشيعي عموماً والعراقي خصوصاً وعندما يكون المتحدث عن هذه الظاهرة مدعياً للثقافة والشجاعة عليه أن يكون فعلا وواقعاً هو مثقفاً وشجاعاً وملماً بكل تلك الأمور وأن لا يهادن أو يجامل وأن لا يكون مأجوراً ولا تتلاعب به الميول الشخصية والأهواء وان يكون حراً في الفكر والتعبير وأن لا يكون أعور الفكر والطرح وعندما ينقد حالة يكون شاملاً في النقد ولا يرمي جهة دون أخرى بما يكتبه.
ومن بين تلك النماذج التي تدعي الفكر والتحرر والثقافة ” سليم الحسني ” وهو كاتب عراقي, كتب مقال تحت عنوان ” وَهْمُ الدولة (11): الشيعي المخدوع بقادته ” لمن يريد أن يطلع على هذا المقال, حيث ينتقد فيه سليم الحسني ظاهرة الإنخداع بالقيادات الدينية ويدعوا المثقفين الشيعة إلى كشف تلك القيادات الزائفة بكل شجاعة وبدون خوف من هذه القيادات مهما كانت, وهذا كلام جميل ونتفق معه فيه لكن, في نفس المقال نجد إن سليم الحسني قد خالف كل ما دعا له في هذا المقال, حيث إنه ينتقد جهات دينية هو لا يقر بها ولا يعتقد بقياداتها, لأنه منقاد لجهات دينية أخرى, وكذلك نجده قد غض الطرف عن جهات عديدة وصب كل نقده على جهة واحدة فقط وكأن هذه الجهة أو هذه القيادة الدينية هي السبب في كل ما حصل ويحصل في شيعة العراق!!.
فلم يذكر سليم الحسني أي جهة دينية خدعت الشيعة – حسب إدعاءه – إلا المرجع الديني السيد الصرخي الحسني بالإسم ولم يذكر الجهات الأخرى!!, حيث ذكر في مقاله (( فمنح بعضهم نفسه صفة المرجع بادعاءات كاذبة عن علاقته بالمهدي المنتظر، كما هو في نموذج (الصرخي)، واحتل آخر زعامة مقدسة بادعاءات مشابهة، وهكذا هيمن هذا التجهيل على قطاعات واسعة من الشيعة. )), وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن سليم الحسني غير شجاع وإنكبت شجاعته فقط على المرجع العراقي الصرخي لأنه يعلم إن هذه الجهة لا تملك مليشيات ولا تبيح الدماء ولا تسفكها من أجل الرأي وحرية التعبير كما تفعل باقي الجهات التي تقتل وتسفك الدم لمجرد إختلاف الرأي أو النقد, وهذا الأمر الآخر الذي خالفه سليم الحسني في مقاله.
وهنا لنا وقفة مع مقال سليم الحسني نناقش فيه ما طرحه من فكرة وهي :
-قولك {{ فمنح بعضهم نفسه صفة المرجع بادعاءات كاذبة عن علاقته بالمهدي المنتظر، كما هو في نموذج (الصرخيْ )}}. هذا كلام يدل على إنك لم تتفحص الحقائق ولم تتعب نفسك عن البحث فيها … وقد اعتمدت على مبدأ “قال الراوي ” دون التأكد ما إذا كان الراوي صادقاً في نقله وهل هو من الثقاة أو لا وما جعلك تتبنى هذا الرأي وهذا الطرح هو بغضك بهذه الجهة لأنها وضعت النقاط على الحروف وفضحت وعرت الجهات التي تنتمي لها بالدليل والبرهان, وهنا نسأل سليم الحسني, كيف يمكنه أن يُثبت لنا ولكل قرائه متى وكيف ادعى المرجع العراقي الصرخي انه على علاقة بالمهدي وماهي طبيعة تلك العلاقة ؟؟!!
-لماذا لم نر سليم الحسني قد تناول ما صرح به السيستاني ووكلائه وعلى كل القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي بأنه التقى بالمهدي في المقبرة ثلاث ليالٍ ومع الإمام علي في الضريح الشريف ثلاث ليالٍ أيضا وأدعى المكاشفة مع آل البيت ” عليهم السلام “؟؟!! ولم تتناول ما قاله علماء وإعلام إيران بأن خامنئي يلتقي مع المهدي ” عليه السلام ” في إحدى الجوامع في طهران؟؟!! فلماذا تتعامل بكل جدية مع إشاعات لا صحة ولا واقع ولا مصدر لها سوى إنها إشاعات ولم يصرح بها لا المرجع الصرخي ولا أتباعه وتبني عليها فكرة ومقال بينما تغض الطرف عن أمور صرح بها أصحاب الشأن وروج لها أتباعهم وإعلامهم ومؤسساتهم ؟! فالمفروض بك بأن تضع اسم السيستاني وخامنئي بدلاً من أن تضع إسم الصرخي لان هذا هو الواقع الذي خدع به السيستاني وخامنئي العديد من الشيعة وليس الصرخي.
وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على إن المهنية الإعلامية والثقافة الشيعية التي تروج لها في وادٍ وأنت في آخر, لا إنصاف ولا عدالة في التعاطي مع المعلومة وحقائق الأمور, وما كتبته وخطته يدك هو بعيداً كل البعد عن الواقع وهذا يثبت إن رؤيتك وفكرك اعور وعاطفي إن لم يكن مأجور مع الخوف والجبن ومحاولة التقرب زلفا إلى قادة وزعماء هم بالأساس محور موضوعك و ينطبق عليهم تماماً ما قلته وهم من مارسوا الخديعة والكذب والدعوة الباطلة في التغرير بالشباب العراقي عموماً والشيعي خصوصاً وليس المرجع العراقي الصرخي.
أما بخصوص ما قاله سليم الحسني من عبارة ” منح نفسه صفة المرجع ” نقول لسليم الحسني وغيره, إن من منح المرجع العراقي الصرخي صفة المرجع هو الأثر والدليل العلمي والأخلاقي والشرعي, فهذه البحوث الفقيه والأصولية والتاريخية والمنطقية والعقائدية ” بحوث فقهية وأصولية استدلالية ” وبحوث أصولية عالية تملأ الدنيا تثبت اعلميته واجتهاده وأرجحيته العلمية على جميع المتصدين دون إستثناء … بينما من لم تذكرهم كالسيستاني وخامنئي لا يملكون ولو “ورقة ” تثبت اجتهادهم فضلاً عن أعلميتهم … فهل يمكنك أن يُثبت لنا سليم الحسني ومن هم على شاكلته اجتهاد السيستاني بالدليل العلمي الأخلاقي الشرعي ؟؟ هل يمكنه أن يُطلعنا على بحث يثبت اجتهاد السيستاني ؟.
خلاصة القول, إن كل ما كتبه سليم الحسني في مقاله هو عبارة عن تناقضات فكرية يحملها في أروقة دماغه, وقد خالف كل ما دعا له, فهو لم يكن شجاعاً في الطرح ولم يبن من هي الجهات الحققية التي خدعت الشيعة, ولم يمارس دور المثقف الشيعي الشجاع الحقيقي, بل كان يكتب من أجل أن يسقط ويشوه صورة المرجع العراقي الصرخي, وهذا يُثبت لنا إن سليم الحسني قد يكون كاتباً مأجوراً قد اشتراه السيستاني ومؤسسته بحفنة بالدولارات, فالسيستاني إشترى الكثير من الكتاب والمثقفين وعلماء الدين من أجل ان يلمعوا صورته ويدافعوا عنه أو يستشهد بهم على رجاحة مرجعيته الفارغة التي جلبت الويلات على الشعب العراقي, كما بين ذلك المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الرابعة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” حيث قال …
{{… السيستاني ماذا يملك ؟ ليس عنده بحث في الأصول وليس عنده بحث في الفقه, ليس عنده بحث في الأصول ولا في الفقه, لا مسجل صوتياً ولا فيديوياً ولا يوجد البحث في مخطوط ولا في مطبوع ويأتون بأسماء , بقائمة أسماء تشهد بإجتهاد السيستاني !! الآن تسأل هذا, هل أنت حضرت عند السيستاني ؟ يقول لم أحضر عنده !! هل إطلعت على بحوث السيستاني صوتية, فيديوية, مقروءة, مسموعة, مخطوطة ؟ يقول لا !! إذن كيف شهدت بأعلميته ؟! شهد بأعلميته بإجتهاده لأنه أعطاه الأموال, لأنه دفع له, وإلا من أين شهد له ؟ من أين شهد له بالإجتهاد فضلاً أن يشهد له بأنه الأعلم وأنه المرجع !! عجيب هذا الأمر !! قائمة من الأسماء, كل الأسماء لم تحضر عنده, غير حاضرة عنده, لا يوجد عنده بحوث في الخارج ولا مطبوعة ولا مسموعة ولا مقروءة ولا مخطوطة ولا أي شيء من هذا القبيل, فكيف حكموا بإجتهاده, حتى يحكم بأعلميته, حتى يحكم بمرجعيته ؟! إذن هذا الأمر له أساس يأخذ الأموال, يسرق الأموال, يستحوذ على الأموال, يتسلط على الأموال وبعد هذا يشتري ذمم الآخرين …}}.