22 نوفمبر، 2024 10:16 م
Search
Close this search box.

الثقافة الآشورية ، مظاهر ضعفها والأخطار التي تهددها…!

الثقافة الآشورية ، مظاهر ضعفها والأخطار التي تهددها…!

ليس بخاف على كل من له عين بصيرة ما تتعرض له الشخصية القومية الآشورية، من محن، وما تزال بالآشوريين من كوارث خلال القرون الماضية بدءاَ من سقوطهم السياسي عام 612 ق.م مرورا بالاحتلال المقدوني والروماني والبيزنطي والتتري إلى حملات التتريك التي اندفع في تعميمها الطورانيون في أواخر عهد الخلافة العثمانية مروراَ بعمليات التشويه والتزوير التي أسس لها أعداء الأمة الآشورية من داخل أرض آشور وخارجها، وليس آخر ما جدَ على الساحة الثقافية الآشورية بعد ما حصل في بديات القرن السادس عشر للميلاد ومن صراعات أيديولوجية ودينية( مذهبية كالكثلكة) فقط تساقطت أوراق كثيرة ومعها كانت الثقافة الآشورية تنزف حتى أصبح المشككون بوحدتها يجدون الدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم ومراميهم لا يلاقي من المصاعب إلا الشيء اليسير .
فتشتيت الثقافة الآشورية في قنوات تلتقي بجنح كل منها نحو غاية مغايرة للأخرى لم يعد شيئاَ مستتراَ . والهدف من ذلك تفشيل المشروع الوحدوي القومي الآشوري وإسقاطه .
فما اتجاهات الانغلاق الحزبي الآشوري الضيق وتحكيم المصالح الخاصة وجعلها في الترتيب أسبق على المصلحة القومية ، والادعاء بالانفتاح على تيارات الثقافة العالمية وثقافة الآخر(الذي يحتل أرض آشور) والغرق فيها إلا بعض من أشكال الاعتداء الثقافي الذي يحل بالأمة الآشورية التي تتعرض لصنوف كثيرة ومتنوعة من عدوان يستهدف وجودها ذاته اليوم.‏
مظاهر الضعف في الفكر الآشوري المعاصر‏:  (1)
ثمة ظواهر كثيرة يرى المرء أنها أحد أسباب تخلف الثقافة الآشورية وتبعيتها منها:‏
أولا:الفكر القومي الآشوري المعاصر : لم تبدأ أفكار القومية الآشورية وما يتعلق بها من حديث عن النهضة الآشورية  والانبعاث القومي الآشوري وما إلى ذلك من مفاهيم ومبادئ منذ نهاية القرن التاسع عشر( كما يروج لها البعض من هواة علم التأريخ) وتعاظم ظهور هذه الأفكار مع إشراقة القرن العشرين كما هو الحال لأغلب القوميات الأوربية بل أن القومية الآشورية حقيقة تاريخية واضحة(كأقدم قومية في بلاد آشور ما بين النهرين )،كما يقول الباحث الآشوري آشور كيواركيس (2):
<<…. نستطيع القول مثلاً وبكل حزم بأننا أحفاد الأكاديين ولكننا لا نستطيع القول بأن قوميتنا “أكادية” كون أجدادنا الأكاديون لم تكن لديهم ثقافة أكادية واللغة “الأكادية” منسوبة إلى الجغرافيا التي نشأت فيها هذه اللغة وليس إلى “الشعب”، كما لم تكن هناك “نزعة قومية” أكادية بل سياسية اقتصرت على التوسع وتوحيد المناطق الخاضعة في كيان يؤمّن الحماية لمجموعة بشرية، ثقافية كانت أم عرقية (شأنها شأن باقي المجموعات قبل نشوء فكرة “القومية”)، بعكس الفتوحات الآشورية التي كانت تهدف إلى نشر “ثقافة آشورية” بفرض الفكر الآشوري وعبادة الآلهة الآشورية ومحو باقي الثقافات بسياسة الصهر القومي في بحر المجتمع الآشوري الواسع، عن طريق السبي، حيث يذكر عالم الآشوريات البروفسور سيمو باربولا إحدى مدونات الملك الآشوري تغلات بلاصّر الأول عن المسبيين، بالآشورية القديمة: ” إيتي ناشي مات آشور أم نوشونوتي”، ما معناه ” إعتبرتهم أبناء آشور” (a) كانت هناك “نزعة قومية” آشورية.

ومن الخطأ ربط تاريخ “القومية الآشورية”، ببداية “الدولة الآشورية” لأنّ هذه الدولة سُميت “آشور” نسبة إلى الإله “آشور” مما يعني بشكل لا يقبل الجدل بأن “الثقافة الآشورية” أو “الفكر الآشوري” (الديانة والفلسفة والفكر واللغة ذات الميزات الآشورية) وُجد قبل تأسيس الدولة، وقد ترسّخ هذا الفكر بالإيمان بالإله آشور خالق الكون (الله اليوم) وحتى كان أحد الملوك في المرحلة المبكرة من تاريخ ما يُسمى “بين النهرين” يتكنى بإسم الإله آشور، وهو بوزور آشور الأول، وهذا قبل بداية الحقبة الآكادية حيث يسبق سركون الآكادي بأربعة ملوك،  ثم بوزور آشور الثاني في المرحلة الآكادية حيث بداية الإستقلال الآشوري (على شكل ممالك وليس دولة) أي ما يعادل حوالي 570 سنة قبل الملك شمشي أدّد الذي يجزم بعض المؤرّخين بأنه مؤسس “الدولة الآشورية”، ثم يأتي بوزور آشور الثالث (1521-1558 ق.م )، الذي خلف آشور نيراري  الأول (1547-1522 ق.م) في المرحلة الآشورية – إن هذا التكرار في إسم “آشور” منذ ما قبل المرحلة الآكادية لهو دليلٌ على أصالة الفكر الآشوري قبل تأسيس الدولة، كما أن تكرار عبارة “بوزور آشور” لهو إثبات على التواصل بالأصول، كما في شاروكين الأول الآشوري في الحقبة الآشورية الآكادية، وبعد 1600 سنة شاروكين الثاني الآشوري في الحقبة الآشورية الحديثة…….>>.

– إن الآشوريين أمة واحدة تنتمي إلى تاريخ مشترك وحضارة واحدة، وترتكز في معطياتها الثقافية إلى قيم روحية مشتركة وتعيش أبناؤها  على رقعة من الأرض متصلة ومتواصلة عبر التاريخ، ويجمعهم لغة واحدة وأمل واحد وتطُّلع إلى حياة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار.
وانطلاقاً من ذلك نقول: إن الإستراتيجية الآشورية ترتكز على منظور قومي لا حزبي ضيق.. وإنها ترى بأن الخطر على الجزء من الأمة هو خطر على الكل، وإن الصراع مع أية قوة خارجية تهدد الوجود الآشوري لابد أن يخضع لأوليات حسب الأهمية؛ ولا يعني وضع أولوية خطر داهم نفياً لخطر آخر محتمل. وأن الإستراتيجية الآشورية ترتكز على مجموع إمكانية الأمة وليس على إمكانية هذا الحزب أو ذاك لمواجهة العدو.
ثانيا:كيف للأمة الآشورية أن تنفض غبار تخلفها وتبعيتها وتبني قوتها الذاتية الفاعلة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً وأوضح سبيلاً؟‏
1- المراهنة على وجود الأمة(أو الأمم بعامة) أو زوال الأمم من الوجود الإنساني ليست واردة فلا يمكن لأي تلفيق ميتافيزيقي –كما قال أراغون :إن ما يحملنا على قبول التنازل عن هذا الواقع الحي الذي هو الأمة .. (لا يمكن أن يقوم أي تفاهم علمي على غير افتراض وجود الأمم واحترامها)
يعني هذا أن بناء ثقافة آشورية تسهم في تدعيم الشخصية القومية للأمة الآشورية من ملامحها أن تكون قادرة على التعامل مع ظروف الحياة الراهنة وهي ثقافة ينبغي لها أن تكون ثقافة الأمة لا ثقافة النخبة بخاصة وأن انتشار التعليم قد عم طبقات الأمة كافة. هذه الثقافة لا تكون خارج نطاق اللغة الآشورية.
2- الوعي بخصوصية الثقافة القومية وقدرتها على تدعيم شخصية الأمة الوعي بخصوصية الثقافة القومية الآشورية وقدرتها على تدعيم شخصية الأمة وتحصينها. ولكن ذلك لا يعني اتهام ثقافات الآخرين وإظهار العداء لكل ثقافة أخرى. فأي ثقافة تطمح للنمو وتعمل للعيش في هذا العصر لا يمكن لها أن تتنكر للآخرين وترفضهم رفضاً قاطعاً. وقد كان للثقافة الآشورية تجربتها مع الثقافات الأخرى, ودللت فيما مضى على مرونتها وحيويتها بأن أقبلت على الآخر –حينئذ-وتمثلت ثقافات الأمم الأخرى, دون أن تضيع خصوصيتها بل دعمت هذه الخصوصية.‏
.‏
وفي العصر الراهن لا يصعب على الأمة الآشورية أن تجد في خبرتها الماضية الدروس التي تستفيد منها للتفاعل مع ثقافات الأمم الأخرى واستيعابها ليكون إسهامها في حضارة العصر ممكناً.ولكن هذه العلاقة مع الآخر لا يتيسر لها أن تصون الخصوصية الثقافية إن لم يكن هدفها توظيف ما تستوعبه من ثقافة العصر لخدمة الأغراض النهضوية. فالاستفادة من تفوق الحضارة المعاصرة تكنولوجياً وعلمياً وعقيدياً لا يكون بالنسج على منوال مثال )أوروبا في العصر الحاضر وأمريكا) وإنما بنسج ثقافة تحفظ تمايزها وتستوعب التجارب, والبداية في ذلك والمنطلق يكون في فهم طبيعة العصر وفهم البيئة التي ترعرعت فيها الحضارة المعاصرة والوعي بأهم ملامح المستقبل.‏
3- الثقافة القومية الآشورية في حفاظها على تمايزها وعنايتها بخصوصيتها تنطلق من مبدأ نهضوي يشدد على أن النهضة لا يمكن أن تبدأ من فراغ بل “لا بد لها من الانتظام في تراث , والشعوب لا تنتظم في تراث غيرها بل في تراثها هي.
ولكن هذا لا يعني الاعتقاد بصحة كل ما في التراث وصوابيته. بل لا بد من أن يقرأ التراث من جديد ليكون دليلاً وشاهداً على نزوع الأمة نحو الوحدة, وعاملاً من عوامل الأمن والاطمئنان على مستقبل الأمة الآشورية حيث تجد نفسها في تاريخها. والأمة الآشورية في هذا المجال لا تفتقر إلى ما يحفظ لها هويتها ويؤكد على تواصل وجودها, ويوفر لها هذا كثيراً من الجهود التي تبذلها شعوب وأمم أخرى وهي تبحث عن جذور لها تحدد هويتها وتطمئنها على مستقبلها, فالهوية القومية الآشورية والملامح الشخصية لا تبنيهما القرارات والإرادات الفوقية. ويدرك العالم المتحضر اليوم أهمية الماضي في توازن الحاضر وضمان المستقبل . ويحث المهتمون بقضايا شعوبهم ومصيرها على الاهتمام بالتاريخ ووعيه وتكوين الإحساس به لدى الأجيال لما لذلك من أهمية في الحفاظ على وحدة الشخصية القومية للأمة. فقد اعتبر الرئيس الفرنسي(ميتران)(3) أن نقائض التاريخ تقود إلى فقدان الذاكرة الجماعية لدى الأجيال الجديدة. ففي التراث تتحصن الأمة من الذوبان في الآخر, وبوعيها له وقدرتها على الإبداع تستطيع أن تستفيد من تجارب الآخرين وتتمكن من تجديد هويتها فيصبح حاضرها استمراراً طبيعياً لماضيها وأساساً لانطلاقتها. فالتراث جزء من تاريخ الأمة وحين تفقد أمة ما ارتباطها بتراثها ستجد نفسها وقد أضاعت شخصيتها مع تاريخها وصارت لا تجارب لها تستفيد منها ولا خبرات تبني عليها خبرات جديدة.

ثالثا:  أهمية التراث في حياة الأمة الآشورية:
“إن  الهوية الآشورية لا تنفصل عن التاريخ الآشوري، ولكن لكي نحافظ على الهوية عبر تتابع الأطوار التاريخية لا بد من وجود ثوابت بدونها سيكون الأمر تغييراً في الكينونة. هل ثمة من يقول بوجود كائن يحل محل كائن آخر في مراحل حياة الإنسان طفلاً ومراهقاً وراشداً؟؟ أليس هو نفس الكائن الذي يتطور؟ إن ذلك ينطبق على الشعوب”.
هذا يعني إيلاء الثقافة التاريخية وتنمية الوعي بالتاريخ والحس التاريخي ما تستحق من اهتمام بحيث تسهم في تربية الناشئة وتفتيح ذهنها على وعي مفهوم الزمان, ومساعدتها على معرفة طرائق البحث التي تنير أفكارها في فهم نشأة الحضارة الإنسانية والتنبؤ بمستقبلها.وبالنسبة للإنسان الآشوري يكون للثقافة التاريخية دورها الذي يمكنه من إدراك أبعاد مفهوم الآشورية وطبيعتها المتجددة. على ألا تكون مادة هذه الثقافة التغني بأمجاد الأجداد,بل تكون قادرة على مساعدة الشباب الآشوري على وعي التاريخ كونه أحد أهم عوامل تكوين الشخصية الآشورية والمسهم في تجديد هويتها واتجاهاتها .
وليس من أهداف هذه الثقافة –مرة أخرى- إذكاء الحنين للماضي بل وعي حركة التاريخ وصلة الماضي بالراهن والمستقبل. فمثل هذه الثقافة لا يمكن لمخرجاتها أن تسهم في تحصين الشخصية القومية إن هي استمدت مادتها من مصادر تتعصب لهذه المرحلة التاريخية دون غيرها, أو لبعض المصادر المعينة بسبب من تعصبها لمذهب دون آخر. فالثقافة القادرة على الإيفاء بأهداف التربية القومية المطلوبة هي التي يكون من سماتها نقد المصادر والتعامل معها بروح نقدية موضوعية.‏ (4)
ويجب مراجعة شاملة لتراثنا الثقافي الآشوري القريب, بخاصة ما أنتج منه خلال العقود الأخيرة والتعامل معه بنظرة نقدية متحررة من سلطان الدعاية والتهويش والتطرف.حدث في ميدان الفعل الثقافي ما يمكن أن نصفه بأية صفات لا تنتمي إلى الاتزان والتعقل. فقد تسابق المتبارون-من مفكرين آشوريين وأحزاب آشورية- على التركيز على دور الأفكار في الفعل القومي الآشوري وفي الفعل السياسي بعامة من منطلقات إيديولوجية فيها الكثير من التسرع والمغالاة, وبتنا نرى ظاهرة اللعب على حبال مختلفة في الدعاية لهذه الفئة أو تلك, و لتسويغ هذا السلوك أو ذاك .
وتضاربت على الساحة الثقافية الاتجاهات الماركسية…وبالاتجاهات القومية المغالية منها والمعتدلة (تلك التي ابتعدت عن مسارها القومي الآشوري)…, بالاتجاهات الدينية المغرقة في رجعيتها والمنفتحة على العصر بهذه الدرجة أو تلك لاهثة وراء مكاسب شخصية من جراء ذلك…‏
وغدت الساحة الثقافية الآشورية ميدان مزاودات, كل فريق يسارع من خطواته للتطرف في هذا الاتجاه أو ذاك(أصحاب نظرية الاسم المركب الثلاثي أو الثنائي أو المذهبي), وقد نتج عن ذلك تشرذم الفئات والأحزاب والجماعات الآشورية… وغدا المجال واسعاً لبروز ثقافة طفيلية(بل ثقافات طفيلية) على حساب الثقافة القومية الآشورية, مما أعطى لقوى التخريب الفرص الكافية لنشر أفكارها التي لم يكن لديها هدف إلا في تخريب المقوم الثقافي للشخصية القومية الآشورية.. حتى أن مثل هذه الدعوات التي أبعدت نفسها خارج إطارها الحقيقي بتنا نجدها تتردد على ألسنة وفي كتابات أعلام ثقافية, تكرس جهوداً لا يستهان بها في تنمية نزعات (لا آشورية ).
وإن النهوض بالمشروع الثقافي الآشوري لا يكون ممكناً إلا بوسائل عصرية تفسح المجال واسعاً للفكر الآشوري المبدع الذي لا يتيسر بدون تربية تنطلق من فلسفة آشورية تؤمن بالمستقبل والتطور وتهدف إلى بناء الشخصية التي لا تستهويها في المجال الثقافي الأسماء اللامعة ذات البريق, وهذا يعني أن صورة المثقف الذي يتعصب لكل ما يقرؤه ليست هي الصورة المطلوبة, بل إنها تلك التي تعنى بالإنسان الآشوري ذي الفكر النقدي.
وهذا يعني تربية الناشئة على ما يمكنها التحرر من سلطة الأفكار الحزبية الضيقة لبعض أنصاف مفكرين من بني أمتنا .‏ (5)
وقد أدركت قوى الهيمنة والاستغلال والاستعباد(من قبل بعض الأحزاب الآشورية ومثقفيهم من داخل البيت الآشوري،ومن قبل أعداء هذه الأمة من خارج ذلك البيت الرصين أولائك الذين يتمنون ويخططون لهدم أركان الأمة الآشورية وعزلها في زاوية بعيدة عن جذورها وأصولها مثل التلاعب في مسألة التسمية القومية الهجينة ومسألة اللغة وووو)  منذ أمد ما لهذا النمط من المثقفين من دور في لجم القدرات الإبداعية الآشورية .
وللمشروع الثقافي الآشوري بأهدافه النهضوية والإبداعية ,ثمة معوقات تحد من نموه تتمثل بوسائط الاتصال الحديثة حيث أنها باتت تستخدم تقنيات متطورة جداً في عمليات تسويقها وإعدادها ..ومن حيث قدرتها على الفعل في الثقافة إن في تعميق بعض جوانبها أم في تسطيح بعضها الآخر.
وأخطر ما في وسائل الاتصال الحديثة التي تغلغلت في الحياة الثقافية للبشر في مختلف البلدان والمجتمعات أنها تمتلك من أدوات التوصيل وسرعتها ومن وسائل الجاذبية والتشويق ما يجعلها ذات آثار لا يمكن تجاهلها في ثقافات الناس المختلفة.
والأدهى من ذلك والأكثر خطورة كون هذه الوسائط تقع في دائرة الهيمنة والتسلط التي تستغلها في غزوها الثقافي للشعوب الأقل تقدماً ونمواً من النواحي الاجتماعية والاقتصادية(كما هو الحال اليوم في ما يسمى بإقليم كردستان وسيطرة السياسة الكردية فيه على العمل السياسي الآشوري في كل جوانبه وخاصة في الجوانب الإعلامية منه الصحف-الإذاعة-والمحطات التلفزيونية الفضائية- وأكبر مثال فضائية آشور وفضائية عشتار).‏
والذي يزيد من خطورة ذلك غياب سياسة إعلامية آشورية موحدة ناهيك عن شعور عدم الثقة في أجهزة الإعلام الآشوري من قبل مواطنيه وأبناء أمته بخاصة بسبب من خضوعها لسياسات حزبية تفتقر لعناصر التنسيق فيما بينها إضافة لاستخدامها في الدعاية لأحزاب همها تزويق نفسها وتصغير الأحزاب التي تعدها منافسة لها.‏
ما سبق يدعونا للتأكيد على أهمية العمل الآشوري الجاد الهادف إلى تحقيق مناعة إعلامية تخدم الأمن الثقافي الآشوري وتحافظ على اللغة الآشورية.
ويستلزم ذلك وجود إستراتيجية آشورية يتجند المثقفون للدعوة لها, تستند إلى أساس من التوجه إلى امتلاك تكنولوجيا تسمح لنا – كآشوريين- بدخول العصر وتوظف لإنجاز مهام ثقافية يعنى بها مختصون في مجالات الإعلام والتربية, وتستوعب الطاقات القومية الآشورية وأن تكون السياسات الإعلامية والسياسات التربوية متكاملة ومتحدة كجسد واحد والمضي نحو الأمام كأمة واحدة وتعمل في اتجاه واحد.‏

مراجع البحث :
1-       عبد اله سليمان    : عوامل الابتكار في الثقافة المعاصرة – مجلة العلوم الاجتماعية – المجلد 13 – ع1 – ص10.
2-الباحث الآشوري آشور كيواركيس ،الهوية الآشورية والتسميات مقارنة بين الحقيقة والواقع،بيروت،أب/2005م.<<أخذ المقطع بتصرف>>.
3-جاك أتالي مستشار الرئيس الفرنسي ميتران. والفقرات منقولة عن كتابه( آفاق المستقبل) ترجمة: محمد زكريا اسماعيل –دارللملايين – نيسان 1991.‏
4-د.عبد الله عبد الدائم: من محاضرة له في المؤتمر الثاني لتطوير التعليم ما قبل الجامعي- دمشق 1986‏ م.
5-من محاضرات اليونيسكو-ترجمة سامي الدروبي-صدرت الترجمة في عدد خاص من مجلة (المعلم العربي) دمشق 1955-تحت عنوان ( في الثقافة)‏ .
a- The Assyrian Identity in ancient times and today”, Prof Semo Parpula, P:7

كاتب أكاديمي.

أحدث المقالات