23 ديسمبر، 2024 6:24 ص

الثغرات في الموقف الامريكي اتجاه التصعيد مع ايران

الثغرات في الموقف الامريكي اتجاه التصعيد مع ايران

الخلاف بين امريكا وايران ليس خلاف بين طرفين وانما خلاف من اجل اسرائيل بالرغم من عدم وجود عداء عقائدي بين ايران واسرائيل وهذا ما عبر عنة روحاني ومن قبل فيروزي وزير الدفاع الايراني السابق الذي قال بشكل واضح لا يوجد عداء عقائدي بين ايران واسرائيل .. وان كل ما في الامر من هذة الضجة هو عدم قبول اي تفوق عسكري إقليمي في منطقة الشرق الاوسط يفوق التفوق العسكري الاسرائيلي سواء كانت ايران او غير ايران هذا هو جوهر الخلاف، بالرغم من رسائل الاطمئنان الايرانية الى اسرائيل وأول تلك الرسائل عدم رد ايران على الضربات الاسرائيلية لتموضعات الميليشيات الايرانية في سوريا وآخرها التلميح بقبول التفاوض مع امريكا التي تعني امكانية بحث البنود الأنثى عشر التي اعلنها وزير الخارجية الامريكي، بمعنى هناك امر مهم وهناك امر أهم والأهم هو امن اسرائيل وتفوقها في المنطقة .. والمهم هو الغموض والتراخي الذي يكتنف الموقف الامريكي في كثير من المواقف ومنها الموقف من اتباع أيران في المنطقة الخضراء الذين جعلوا من العراق حديقة خلفية لايران خصوصاً بعد الاتفاقات والعقود الايرانية التي وقعت عند زيارة روحاني الاخيرة الى بغداد والتي تعتبر بمثابة فتح أبواب العراق للالتفاف على العقوبات الامريكية حيث لم يظهر موقف جدي امريكي اتجاهها فضلا عن الموقف المتراخي اتجاة الميليشيات الموالية لايران في العراق والسكوت على التهديدات التي يطلقها قادة تلك الميليشيات وايضا لم يحصل اي رد فعل من امريكا سوى التعبير عن قلقها بالرغم من علمها علم اليقين ان العملية السياسية برمتها اصبحت في قبضة ايران واغلب السياسيين من كل الاطياف اصبحوا من الموالين لايران ومع ذلك امريكا تتعامل معهم كونهم أصدقاء وتعلن مراراً وتكراراً انها تدعم العملية السياسية وتعتبرها جزء من السيادة العراقية وهذة أولى الثغرات في الموقف الامريكي .. والثغرة الثانية فيما يتعلق بمضيق هرمز حيث ابدت ايران مؤخراً بعدم رغبتها في اغلاق المضيق خلافاً لما كان يردد في السابق من تهديدات بل اتهمت امريكا بسعيها لذلك. مما يعني هناك توافق غير متفق علية في عدم غلق المضيق مما جعل امريكا تطمئن بعدم قيام ايران بذلك لهذا لم تعد تبالي بأهميته باب المندب لذلك تركت الحوثيون في تنامي نتيجة نفاق الموقف الدولي الذي أنقذهم في اكثر من مرة ولو كانت امريكا جادة في تأمين الحماية الكاملة للمرات الدولية لما تركت الحوثيون العبث في المنطقة وتهديد الملاحة الدولية مما دفع مصر والسعودية والدول المتشاطئة على البحر الأحمر الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية امن مضيق باب المندب والتنسيق مع المجتمع الدولي لاستمرار حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية .. اما الثغرة الثالثة في الموقف الامريكي هو التراخي اتجاه النظام السوري وكذلك حزب الله بالرغم من تصنيفه حزب ارهابي الا ان امريكا عملت على ابقاء الاسد في السلطة بالرغم من ولائة المطلق لايران لانه الافضل لضمان امن اسرائيل بعد ان قايض قوة سوريا التي دمرها مقابل كرسي الحكم لكن بقاءه جعل من سوريا عمق استراتيجي لايران وهمزة وصل بينها وبين حزب الله مما افقد ذلك اهمية اعتبار حزب الله منظمة ارهابية .. اما الثغرة الامريكية الاخيرة والتي تتعلق في التحركات العسكرية والبوارج الامريكية وحاملة الطائرات وهي رسالة تهديد لأذرع ايران وليس لايران ذاتها بالرغم من اعتبار اي تحرك ضد مصالح امريكا هو تحرك إيراني لان امريكا تعلم ان تلك الأذرع والميليشيات منضبطة وفق الإيقاع الايراني ولا تقوم باي فعل من غير أوامر إيرانية .. مما يعني ذلك ان المقصود بالتهديد هو الأذرع وليس القلب .. وهذا يعني ان هذة الضجة لازالت في إطار الحرب الدعائية ويمكن عدم توسعها حسب ما أبدا الطرفين استعدادهم للتفاوض من غير شروط كما أعلن مؤخراً ولكن ايران تتقن فن المناورة وتتقن عملية التقدم خطوة والتراجع خطوتين وفي الاخر سوف ترضخ للضغوط الجسيمة وتبدأ تحاول اللعب على حبال التناقضات مستفيدة من دعوة الرئيس ترامب بلقاء قادة ايران كمخرج لاسترداد ماء الوجة وفرصة لكسر حاجز المكابرة والتعنت ولننتظر ونرى ما سيحدث في القادم من الايام هل سيجلس ترامب مع روحاني مثلما جلس مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون .. وايضاً بالمقابل هل سيقبل روحاني على شروط بامبيو وهو يعلم مدى خطورة نقل المعركة داخل الارض الايرانية بعدما حرصت ايران منذ عشرات السنين على خوضها خارج حدود اراضيها ..