قد يحتار الجميع في ظل تلك الفوضى العارمة من المفاوضات والتسريبات والتصريحات الخجولة والزيارات السرية والعلنية داخل الحدود وخارج الحدود بين صاحب معهود وعدو سابق لدود .
وحراك ضبابي الهوى لسنة منشطرين … وحلم وردي لشيعةٍ مشتتين … وبئر نفط قد يحرق اكراد منقسمين واللعبة خلف الكواليس تدار بين فطاحل السياسة والغموض سمة واضحة بين اروقتهم لكن الحقيقة وحسب الظن ان الامر قد انتهى وقد تم الاختيار واسدل الستار عن هذه الحقبة وها هم الان ينتظرون مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات ليعلنوا مرشحهم الثعلب الذي فاز بالكرسي على حساب الذئب .
(اود الاشارة الى ان الامثال تضرب ولا تقاس وقد ورد اسم الذئب والثعلب اشارة الى السلوك السياسي المتبع والكل يعلم ان السياسة فن الممكن ولا عيب بالأمر ان كنت فارسا موصوف بذئب او ثعلب )
نعم السيد باقر جبر الزبيدي لن ينالها رغم ما يمتلكه من قدرة على الادارة وحنكته في مناغات الملف الامني ومرونته بالتعامل مع الملف الاقتصادي وحتى الاجتماعي والسياسي لهذا وصفته بالذئب لقدرته على الانجاز والفعل والعملي في اي قطاع اوكلت اليه مهمة قيادته … ناهيك عن تاريخه الجهادي المشرف والذي لا يختلف عليه اثنان.
السيد الزبيدي لن يكون رئيسا للوزراء وهو من اكد ذلك اكثر من مرة عندما يُسأل هذا السؤال تكون أجابته اجابة ملك اقصي من عرشة … عرش يستحقه بامتياز … اجابة كلها عظمة ممزوجة بطعم الانتصار وهذا الانتصار اعتمد على مقولة تقول (ما ذهب لأخي فهو لي ) .
اما عن اسباب عدم ترشيحه لهذا المنصب
اولا:- لأننا نعرف ان علاقة السيد الزبيدي مع السنة ليست على ما يرام وتاريخه العنيف مع وزارة الداخلية قد وضع بصمة ليس من السهل رفعها من ذاكرة ابناء العم .
ثانيا :- السيد الزبيدي لا يمسك عصى التوازن الاقليمي والدولي من الوسط رغم دبلوماسيته العالية فهو اكثر قربا من الجمهورية الاسلامية الجارة جغرافيا والاخت عقائديا وهذا القرب قد زاد المسافة مع المحتل المحرر.
ثالثا :- هو ليس ابن الكتلة الاكبر داخل تحالف التغيير… ان استمر هذا المشروع ولم يكن هناك بديل للسيد المالكي مطروح على طاولة دولة القانون.
وهنا يتبادر للذهن ان لم يكن هو ابن الكتلة الاكبر فكيف سيكون المرشح لهذا المنصب هو الجلبي رغم انه من نفس الكتلة؟
لذلك دعنا نستعرض بعض النقاط التي رجحت كفة السيد الجلبي على السيد الزبيدي .
اولا :- السيد الجلبي ليس سهلا وفن القيادة يشهد له التاريخ بها وهو ليس قاصرا علميا وخصوصا المجال الاقتصادي والعراق بحاجة لرجل اقتصادي من هذا العيار له القدرة على مزج الدهاء والذكاء بالوطنية والولاء … خلاصة الكلام والوصف اجده قياديا متوازيا مع السيد الزبيدي.
ثانيا :- ستجد ان السيد الجلبي قريب من الجمهورية الاسلامية ايران وكذلك يتمتع بعلاقات طيبة مع اطراف في امريكا رغم حدوث بعض الاشكالات لكن هذه الاشكالات لن تصل الى حد القطيعة .
ثالثا :- يتمتع السيد الجلبي بعلاقات طيبة مع جميع اطراف العمل السياسي في العراق حتى مع اطراف من داخل ائتلاف دولة القانون وهذا ما يرجح كفتة اكثر على السيد الزبيدي.
رابعا :- السيد الجلبي يملك علاقة قوية جدا مع قيادة التيار الصدري واتمنا ان لا يخونني التعبير فهو مصدر ثقة ربما لهذا التيار والدليل ان السيد الجلبي قد رشح في فترة ما الى وزارة الداخلية وقد قبل هذا الامر بشرط ان يدمج جيش المهدي ويكون ضمن تشكيلات هذه الوزارة الامر الذي لم يلاقي ردود فعل ايجابية من الاطراف الداخلية والخارجية في العراق .
وهنا ياتي دور الاجابة عن السؤال الذي يقول ان لم يكن الزبيدي هو ابن الكتلة الاكبر فكيف سيكون المرشح لهذا المنصب هو الجلبي رغم انه من نفس الكتلة؟
والمنطق يقول وفق المعطيات اعلاه ان الصدريين بالاتفاق مع المجلس الاسلامي الاعلى قد زجوا بالجلبي في صفوفهم كمرشح عنهم اي بما معناه ان الجلبي هو مرشح التيار الصدري لرئاسة الوزراء ان فاز الصدريين بعدد مقاعد اكبر من المجلس الاسلامي وهذا ما ذكرته بأحد المقالات السابقة تحت عنوان (خفايا واسرار بين المواطن والاحرار ) حيث تحدثت تسريبات اعلامية ان الصدريين والمجلس الاسلامي الاعلى قد اتفقوا على ان من يحصل على عدد مقاعد اكبر بالبرلمان هو من سيرشح رئيسا لمجلس الوزراء بعد الائتلاف .
اما عن سبب عدم ترشيح الجلبي في قوائم التيار الصدري بعد اعتبار ان تغيير السيد المالكي من المسلمات عند هذه الاطراف … هو امر ثوابت وطنية وعقائد راسخة يتمسك بها التيار الصدري وقيادة التيار الصدري بعدم التفاوض او التواصل مع الامريكان ولهذا السبب لا يمكن ان يرشح الصدريين رجل من قوائمهم لهذا المنصب لأنه وبطبيعة الحال لابد ان يكون هناك تواصل دبلوماسي على اقل تقدير مع الامريكان بحكم منصبة كرئيس لمجلس للوزراء بالإضافة الى عدم وجود قيادة صدرية قد وصلت الى مرحلة النضوج التام والخبرة المحنكة تمكنه من التصدي لمثل هذا المنصب … لكن هذا لا يعني عدم وجود كفاءات قادرة على القيادة بالمستقبل القريب.
ختاما وهذه خلاصة اجدها اقرب للواقع وهذه وجهة نظري ولا افرضها على احد و وفقا للمعطيات واذا ما سار مشروع التغيير بمسارة المخطط له فان السيد الجلبي هو رئيس مجلس الوزراء القادم للعراق والسيد الزبيدي رغم فراسته وقوته وقدرته لن يستطيع ان ينقض على المالكي وقميص يوسف سيرفع على يد السيد الجلبي بالنهاية بدعم صدري .