18 ديسمبر، 2024 8:01 م

بعد طول مماطلة و تسويف و کذب و خداع ولف و دوران وقفز على الحقائق، يبدو أن قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يجدوا مناصا من الرضوخ للأمر الواقع و الاعتراف بالواقع المزري الذي صنعوه للشعب الايراني من جراء سياساتهم اللاوطنية و اللاإنسانية و الابعد ماتکون عن العلمية و العملية.

بعد أن کان مسٶول من الجمهورية الاسلامية الايرانية، قد إعترف خلال الايام الماضية من أن هناك 11 مليون جائع في إيران، وهو رقم کاذب يموه على الرقم الحقيقي الذي هو 70 مليون، جاء اسحاق جهانغيري النائب الأول لروحاني ليعلن في کلمة له يوم السبت الماضي بأن:” احد التحديات المهمة هو البطالة التي تحولت الى غيمة تحدي كبيرة.” وإعترف بأن”نسبة البطالة في البلاد 12 بالمئة وفي بعض النقاط تصل الى أكثر من 30 بالمئة وهذه النسبة تتضاعف أحيانا بخصوص توظيف السيدات.”، وبطبيعة الحال فإن المعروف عن هذا النظام الاستبدادي و کل نظام آخر يشابهه، هو التمويه على الارقام الحقيقية و تقديم أرقام متواضعة لکي يغطوا على عار سياستهم و نهجهم الفاشل الذي لم يحصد الشعب الايراني منه سوى الفقر و الجوع و البطالة و السجون و الاعدامات و الفساد وکل أنواع المسائل و القضايا الضارة.

هذا الاعتراف يأتي أيضا متزامنا مع إعتراف”خجول”آخر للنظام بأن 70 ألف عائلة يبيتون جوعا في طهران! المعاناة من البطالة و الجوع و الفقر و المشاکل المشابهة الاخرى يأتي في وقت يقوم فيه هذا النظام بتوظيف 700 مليون دولار في الصين و إستثماره هناك لکن کل فائدته تخص الحرس الثوري! کما إن هذه الاعترافات المريرة تأتي في وقت يضاعف فيه النظام من ميزانته العسکرية خلال الاعوام الاخيرة بنسبة جنونية بلغت 128%، و يقوم بتطوير صواريخه البالستية و کذلك مضاعفة تصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة و العالم على حساب البطون الخاوية للشعب الايراني.

هذا النظام الذي يمنح کل إهتمامه لأجهزته القمعية ولاسيما للحرس الثوري الذي يکاد أن يهيمن على الاقتصاد الايراني، حيث إن شرکاته الوهمية و المشبوهة و مصالحه المختلفة التي تلتف کالثعبان على رقبة الاقتصاد الايراني فتکاد أن تخنقه، يعتبر هو المستفيد الاکبر من هذا النظام القمعي، والانکى من ذلك أن الاموال الايرانية المجمدة التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق اوباما و حذرت المقاومة الايرانية من إن النظام سوف يقوم بصرفها على أجهزته القمعية والاجدر بأن يبادر المجتمع الدولي الى وضع آلية تضمن صرفها للشعب الايراني، لکن تأکد للعالم کله ولاسيما للأمريکيين و الغربيين من إن هذا النظام قد قام بصرف حتى تلك الاموال من أجل تعزيز أجهزته القمعية و تعزيز ترسانته العسکرية، والحق إن هذا النظام طالما إستمر فإن الشر و العدوان و الموت و الدمار و الخطر يستمر معه، والسٶال هو: الى متى سيبقى المجتمع الدولي يربي ثعبانا ساما في حضنه؟!