بذلت الحكومة العراقية والاطراف الفاعلة في الوسط السياسي العراقي جهودا” حثيثة في مسعى لتضميد الجراح واصلاح منظمومة العلاقات بين العراق واغلب دول العالم وخاصة العربية والاسلامية منها ولعل اكثر العلاقات تقرحا” بسبب عبثية النظام السابق هي العراقية الكويتية التي سرعان ما قطعت اوصالها بعد اجتياح الكويت عام 1990 ذلك الفعل الهمجي الذي لم يجني منه ابناء شعبنا ناقة بل جمل محمل بالخذلان والدمار لجيش كان يحسب له الف حساب على صعيد المنطقة والعالم ناهيك عن الجوع والحرمان في السنوات العجاف للحصار الاقتصادي كل هذه المصائب والرزايا والثبور لان هذه الدولة او بالاحرى احد السياسين فيها من الذين لايتمتعون باللياقة والادب والاخلاق تفوه بكلمات بذيئة عن اهل العراق وكان بالامكان ان يتم الرد عليه ردا” مناسبا او ان يتم ارسال احد عناصر المخابرات انذاك لتصفيته وهذا ماكان معمول به لتصفية الخصوم ولكن ان يتم اجتياح بلد بسبب شخص سفيه تفوه بكلمات لاتليق الا به فهذا ما لايعقل !! فنحن لسنا في غابة وانما عالم تحكمه القوانين والاعراف الدولية والدبلوماسية و السؤال الذي يثير الاستغراب هل ان النظام السابق احتل الكويت طمعا” في حقولها النفطية واستغل هذا الامر كمبرر لاجتياح الكويت أم انه وقع في فخ نصب بأيادي امريكية خاصة بعد انقلابه عليها وهي التي زودتهه بالسلاح والاموال على مدى ثمان سنوات في حربه على ايران في محاولة منها لتدمير محور القوة في المنطقة والمتمثل بالدولتين المتقاتلتين وكما يبدوا فانه وقع في الفخ فحليفته السابقة حشدت ثلاثة وثلاثون دولة في حرب الخليج الثانية او ماتعرف بحرب تحرير الكويت وارغمته على تقديم فروض الطاعة والولاء في خيمة صفوان.
وبعد هذه الاحداث الماساوية دخلت العلاقة بين البلدين غيبوبة لم تستفيق منها الا بعد القمة العربية التي اقيمت في بغداد عام 2012 وحضور الامير الكويتي في سابقة تعد الابرز من نوعها بعد انقطاع دام مايقارب العشرون عاما وما تلا هذه الزيارة من محاولة جادة لحل كافة الاشكلات والبنود العالقة بين الطرفين ومنها موضوعة الخطوط الجوية العراقية الكويتية و الارشيف الكويتي ورفاة الضحايا من كلا الجانبين ومسالة التعويضات والحقول المشتركة الا ان اكثر الملفات جدلية في الوقت الحاضر هو ملف ترسيم الحدود العراقية الكويتية استنادا لقرار الامم المتحدة رقم 833 لسنة 1993 الذي اقر في وقت كان العراق يمر في اوضاع غير طبيعية واليوم الكويت تشرع بنصب الدعامات لترسيم الحدود بين الجانبين تطبيقا” لهذا القرار الذي اضر بالكثير من العوائل العراقية القاطنة في المناطق الحدودية واصبحوا بين مطرقة القوات الكويتية التي تنفذ قرار اممي وسندان و وعود المسؤولين في البصرة الذين وجدوا في هذا الموضوع ارضا” خصبة للثرثرة السياسية فمنهم من فتح فوهته للتصريحات النارية ومنهم من بدأ يسب ويشتم ويتهم الكويتيين والحكومة الكويتية والبعض الاخر بدأ بوصف الكويت بانها الحديقة الخلفية للعراق وانهم قرية صغيرة تتطاول على العراق وكل هذا التصريحات بعيدة كل البعد عن اللياقة والكياسة الدبلوماسية فالكويت اليوم تنفذ قرار اممي وبدلا من الثرثرة التي يمارسها البعض فمن الاجدر بهم ان يعترضوا على هذا القرار في الامم المتحدة خاصة ان هذا القرار جاء استنادا لادلة مقدمة من جانب واحد وهو الجانب الكويتي ولا اعلم اين الخارجية العراقية من كل هذا فبامكانهم تقديم الادلة الكافية لاثبات ان الكويت وحسب هذا القرار قد ضمت مساحات شاسعة من الاراضي العراقية للاراضي الكويتية وبالتالي الحصول على الحقوق قانونيا وبطريقة دبلوماسية وليس بالسب والشتم وليعلم الجميع ان السباب الذي يمارسه البعض هو السبب الرئيس في تعقيد العلاقات مع العديد من الدول فكلما حاول بعض السياسيون اذابة الجليد بين العراق واحدى الدول يتفاجئون عندما تعرض لهم الدولة المعنية تصريحات لبعض الساسة العراقيون وهم يسبونها ويشتمونها ويحاولون التقليل ونقول لهم ياساستنا(” ليس المسلم بالسباب , ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء “).
http://www.facebook.com/saiflegal
Mobile:07904761683