10 أبريل، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

الثانية/ لم يعد الينا

Facebook
Twitter
LinkedIn

أيقظت بقية الاولاد وقدمت لهم الفطور وبعد مضي فترة من الزمن اخذت امي أخي الصغير وذهبت به الى المستوصف القريب من بيتنا وفي سري حمدت الله تعالى على ان ذلك المستوصف قريب من بيتنا وإلا كانت أمي ستحتاج الى مبلغ اضافي من المال للذهاب والاياب كأجرة للمركبة.
بعد مضي ما يقارب الساعتين من الزمن عادت امي تحمل اخي ووضعت حقيبتها على الارض واخرجت علب الدواء التي كتبها طبيب المستوصف وحصلت على بعض منها من صيدلية المستوصف واشترت ماتبقى بما بقي لها من مال………………………………
……………………
كنت احس خلال ساعات النهار, صباحه وظهيرته بألم في صدري وانقباض في نفسي وكنت في كل و أتأمل واجهة المنزل حيث الباب وترتسم صورة والدي عائدا فأطمئن نفسي واردعها عن ان تذهب بها الافكار والهواجس الى ما لا تحمد عقباه .
مضى الوقت ,مضى بطيئا اليما لكني حرصت على ان اخفي افكاري اللعينة تلك عن امي واخوتي ,بل وحاولت ان ارميها بعيدا عن نفسي ذاتها ولكنها كانت اشبه ما تكون بالحقيقة الماثلة امام ناظري.
ياه…. يا أبي…متى تعود …؟ها هي الساعة تعلن الربعة وهو موعد عودتك اليوم …فماذا في الأمر…؟
زحفت الثواني والدقائق ومضت ساعة تبعتها أخرى وكبر التساؤل …؟
امي لقد تأخر ابي
يا الله ان شاء الله يكون خيرا …ربما كلف بعمل .
لكن الساعات تمر وابي لم يعد الينا………………………..
………………………………
لم يكن القلق الذي عشناه مقتصرا على بيتنا الصغير, فهناك بيوت اخرى شملها القلق إذ تأخر فيمن تأخر عن العودة لى البيت كلمن المهندس المسؤول وموظف الهاتف وعاملين آخرين كانا برفقة ابي.
إذن ابي ليس بخير….
حاولت الاتصال بأبي أكثر من مرة لكن هاتفه لم يرد مما زاد في قلقي ولذا سألت امي ان تفعل شيئا للاطمئنان على ابي بأية وسيلة ممكنة حتى لو اضطررننا الى مراجعة الدائرة التي يعمل بها وفعلا كنا على وشك الخروج إذ طرقت الباب ودخل عمي مكفهر الوجه حزين النفس كأنه يعالج امرا شديد الخطب فألقت اليه أمي بالسؤال حتى قبل ان ترد السلام قائلة:
-اين أبو سهام
– انه بخير …أطمئني وبعد لحظة صمت واصل حديثه قائلا:
لقد تعرض الى حادث بسيط وهو في المستشفى.. بعد لحظات انساب صوت امي متسائلا من تركت معه في المستشفى…؟
معه المهندس المشرف وثلاثة من زملاءه في العمل هيا اعدي له بعض الملابس والحاجيات كي اذهب اليه فقد تأخروا معه وعليهم العودة الى منازلهم. نظرت اليه بفزع وقد ماتت الكلمات على شفتي …فقط صورة ابي تملأ ناظري ,لم اعي بقية الكلمات إذ غامت عيناي ودارت بي الارض دوائر فسقطت مغشيا عليَّ…
حين افقت بعد مدة من الزمن كانت امي قد ذهبت برفقة عمي للاطمئنان على ابي وحين عادت لاحظت انها ليست بخير لأن ابي ليس بخير فسألتها
ماذا حدث لأبي …؟
لقد سقط من اعلى عمود الكهرباء .
ها …كيف سقط من اعلى العمود الم تكن هناك رافعة …؟
اجل كان في الرافعة وهي التي سقطت حين افلتت الشبكة التي تحمله فهوى الى الارض.
اذن ابي ليس بخير …انه في حالة خطيرة …ربما ستودي بحياته….؟
ان الله ارحم الراحمين.
كانت هذه الكلمات التي قالتها هي بمثابة اقرار بخطورة حالة ابي ودونما ارادة مني وضعت يدي على قلبي الذي كان يحدثني بالفاجعة ورحت اصرخ بألم :
اليس من احد اجرى فحصا على الرافعة والشبكةقبل ان تقل ابي وكيف يستخدمون آلة معطوبة …حياة البؤساء لاقيمة لها في هذا الزمن الغادر اليس من الواجب التأكد من سلامة الالة قبل استخدامها انني احمل الجميع مسؤولية حرماني ابي …ابي لم يعد الينا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب