20 ديسمبر، 2024 4:51 ص

الثالوث المقدس؛ أنقذ البشرية..

الثالوث المقدس؛ أنقذ البشرية..

الصحراء غير آمنة، والأرواح تدفن حية، والقتل والسلب منتشر، والغزو محلل بين القبائل، وعقول متحجرة، أخذت ثقافتها من خشونة البيئة، ولغة السيف والرمح هي السائدة، وسط هذه الأجواء، تشهق الروح الهادئة، والنفس المطمئنة، يبعثها الباري، لترويض نفوس الشر، بعد أن أخذت حيزا كبيرا من الإجرام في ذلك الوقت، ولد الدفء في ذلك البرد القاسي، في أرض جرداء، فاستبشرت النفوس خيرا، فأمطرت السماء، وكثرت خيراتها، وأثمرت الأشجار، وتحررت الروح المسلوبة، ودق جرس الحرية.
تلك الأيام لم تخلو من المصاعب والمخاطر، وقوى الشر كان لها أعين تتربص، والقوم عازمون على الحرب بلا هوادة، ويحتاج الأمر إلى سيف يستقوى به بوجه ألأعداء، وفي تلك الجلسة، عند الأقربين، لم يقف معه، ألا ذلك الفتى، الذي صلى معه في محرابه، فكان أقدمهم أيمانا، هو المضحي بكل شيء، يعرفه كنفسه، وثقته التي لا تهتز بوجه العواصف، ذلك الفتى ذخره الباري، ليكون ساعده الأيمن، الذي يضرب به خياشيم القوم، وأما المال فقد بذل، في سبيل رسالة السماء.
ثلاثة يقفون بوجه التحديات، والأسباب طبيعية، تسير وفق المنهج الإلهي، بدون رياء، ولا تكلف، لكن بطبيعتهم والكوامن جمعتهم على تلك المبادئ، فكان التوفيق حليفهم، والنوايا صادقة، جعلت الصحراء تؤمن بمشروعهم، رغم كل ما مر عليهم من ظروف قاسية، استعانوا بالباري، بروح لا تعرف الحقد، وتنكروا للكراهية فليس لها طريق لنفوسهم، يتعاملون مع الأمر بأسبابه ومسبباته، ويعفون عن أخطاء الآخرين بحقهم، يحملون روح الإنسانية، حتى مع ألذ أعدائهم، وهم الطغمة الأموية.
ذكرى ولادة الرسول الأعظم، (صلوات ربي عليه وعلى آله)، تزامنا مع الانتصارات، التي يحققها أبناء الأجهزة الأمنية، والحشد والبش مركة، وأبناء العشائر، امتداد لتلك الرسالة المحمدية، التي جاءت لتحارب قوى الشر و الظلام ، من أولاد الطلقاء، أبناء ذلك المشروع هم رواد الساحة اليوم، يحملون روح الإنسانية التي نادى بها الإمام علي (عليه السلام).في الختام؛ الثالوث المقدس، المتمثل، محمد ورسالته (صلوات ربي عليه وعلى آله)،  وعلي وسيفه (عليه السلام) وخديجة ومالها (عليها السلام)، لولاهم لما وجدت الإنسانية على ألأرض.

أحدث المقالات

أحدث المقالات