20 مايو، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

الثالوث الدنس في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

العالم كله، يقول العراق يحترق،وعلى شاشات التلفاز في كل بيت اينما كان، يرى الناس انياب الجحيم تلتهم الاخضر واليابس فيه. لم تعد هناك حرمة لاي انسان ولا لاي شيء، النساء كالرجال، والاطفال كالعجائز، والمعابد كدكاكين البقالة، كل ما فوق الارض يهوي في قاع جهنم، كانها عقوبة على جريمة لا يدري بها احد، حتى المتهم الذي يمارسون فيه الاعدام بكافة الوسائل بات في ذهول الغيبوبة، لا يدري شيئاً.. لماذا، والى متى، والى اين؟ اسئلة يتوجه بها الجميع الى الثالوث الدنس، امريكا، اسرائيل، ايران.
هل يمكن لهذا الكابوس الدموي ان ينقذ الامن العراقي، العربي والاسلامي؟
ابداً، فهو المناخ الامثل لاسرائيل التي لن تتوقف عند حدود التنسيقات العابرة او الاتفاقيات الظرفية المؤقتة. انها سرعان ما تمزق اوراق التعاهدات السرية عند اول منعطف تختلف فيه مصالحها عن أية مصالح اخرى.
اسرائيل في خاتمة المطاف لن تفيد العراق، لانه بلد عربي قبل وبعد كل شيء، وأمنه فعلاً من أمن محيطها العربي والاسلامي، وأمن سوريا وايران أمن عربي، فهل يصل قصر النظر الى حد الوهم بان المحافظة على النظام العراقي تقتضي المغامرة بأمن الوطن وبأمن محيطه السوري –الايراني الاكبر؟ هل تصل الانانية السياسية الى حد الوهم بان مصالح اسرائيل لن تتعارض مع مصالح ايران على حساب العراق وسوريا ولبنان .. والعرب؟
انه الوهم الكبير، وهم الكارثة التي تحيق بالمجتمع، فاذا كان بعض العراقيين يلتقون الآن مع الاسرائيليين في تفتيت العراق واعتباره ارضاً محروقة، فان قلب اسرائيل الكبرى (يزغرد) من الفرح، لان طرفاً عربياً يدعمه ويساعده في انجاز بعض خطواته، دون ان يغمض عينيه، هذا القلب الاسود عن بقية الخطوات التي يلتهم فيه العراق نفسه.
ان الحريق العراقي المروع الذي يهز الضمير العربي والاسلامي حتى الاعماق ليس اكثر من نموذج للجراحة التي تريدها اسرائيل وبمقتضاها تتحول المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية تشكل اقوى وابقى حزام أمن وارسخ واخطر حدود آمنة لاسرائيل.
وبعض اقطاب القرار العراقي، ليسوا غافلين عن ذلك ولا حتى اغبى ساذج، بل انهم بممارستهم البشعة غير الاخلاقية وغير السياسية وغير العربية كذلك، انما تسهم اسهاماً نشيطا في تحويل العراق الى دويلات هشة تحمي اسرائيل، ولن تحول دون تفتيت سوريا ولبنان نفسها، ويصبح النظام العراقي الراهن نظاماً لطائفة يستحيل ان يكون غافل عن هذه النهاية التي تحرق العراق الآن، وسوريا الآن وغداً.. يستحيل ان يكون هذا النظام غافل ولكن الحكم فيه وصل الى مرحلة اليأس المطلق الذي يحطم فيه المعبد على رؤوس الجميع.
الكل يرى المشهد الدموي الحالي في العراق، فاذا باسرائيل في شمال العراق علناً ولكن بشكل مستتر، وايران في كل ثنايا العراق كونه اشبه بمحافظة تابعة لادارتها المحلية، في تنسيق اجرامي واضح للعيون المجردة غاية الوضوح، تنسيق يسجله التاريخ بدماء اطفالنا وشبابنا وامهاتنا ونساءنا وآبائنا… من كل الطوائف، وعاهات الشباب العراقي من كل المذاهب، ومقابر النساء والرجال والشيوخ العراقيين من كل دين، انه ابشع تاريخ دموي في عصرنا العربي كله وربما في عمر العالم المعاصر، وكأن الاجتياح الامريكي -الاسرائيلي- الايراني الذي اخفق منذ عقود، قد تنازل عن اداء المهمة لفريق عراقي فقد البصر والبصيرة وراح يقتل كل ما هو عراقي بحقد شرير، يقتل الحجر والشجر والحيوان وحتى قطرات المياه ونسمات الهواء، انه يقتل ويقتل، فاذا لم يجد ما ومن يقتله فانه حتماً سيقتل نفسه وينتحر.
نعم، انهم يغتالون العراق اليوم وسينتحرون غداً، لان التاريخ لا يرحم اولئك الذين يقتاتون بلحوم البشر وامتصاص دمائهم، لم يرحم المغول ولا التتار، لا جنكيز خان، ولا هولاكو.. انهم يقتلون الاجنة في بطون الحوامل وينتشون برؤية الدم المتدفق من الشرايين العراقية، وينسون ان هؤلاء العراقيين ليسوا ملائكة وانه لو بقيت منهم آلاف معدودة فقط فان ذاكرتها ستكون مسكونة برصاص الثأر والانتقام، لان القيادة العراقية الطائفية شاءت ان تزرع الحقد بيديها وان ترعاه بعيونها، فلم تترك بيتا عراقيا واحدا دون جريح او قتيل او شريد او معوق او بين ميت وحي.
ليبصر الشعب العراقي الذي لا حول له ولا قوة، ما تقوله التقارير الدولية من ما تفعله الحكومة في العراق، ليس فقط من اجل وضع كامل التراب العراقي الى هيمنة النظام الايراني وليس فقط من اجل الارباح الخيالية من التجارة مع ايران، وليس فقط من اجل الامساك بالورقة الطائفية التفتيتية على مائدة المساومات في صراعات الشرق الاوسط العربي والاسلامي، وانما بكل أسف من اجل اشباع الغول العنصري الكامن في الاحشاء ومن اجل الارتواء الطائفي بدماء الاخرين، فهي تزرع في القلوب والنفوس والاعماق العراقية ما لا تزيله المواثيق الشرفية والتوقيعات المتبادلة على الورق….
انهم يبدون كل اخوة وطنية وحتى عربية قومية، وينسفون كل الجسور بين ابناء الوطن وابناء الجيرة العربية… ويطلقون وحوشاً كاسرة تتباهى بالتعصب والمقت والكراهية.. اساليبهم في القتل والتدمير والتمثيل بكرامة العراقيين، فاقت الاساليب الفاشية والنازية والصهيونية والفارسية.. بعد ان تعلمت منها.. ولكن الجريمة هنا مضاعفة لان العراقي يدرك لماذا فعلت الصليبية الغربية والصهيونية والفارسية ما فعلته بالفلسطيني واللبناني والسوري.. ولكنه لا يفهم ان يفعل العراقي- السلطوي وذيوله… الشيء نفسه ويتفوق على اساتذته من كبار الطغاة على مر التاريخ.. ولكن الذي مسح وشوه صورة بغداد من الخريطة قادر على اقتراف الجريمة ذاتها في مدن عراقية اخرى…
ان الدمار الذي فاق خراب الحرب العالمية الثانية، كما يقول خبراء الحروب عن العراق، بل ان بعضهم يقارن بين التدمير الامريكي- الايراني والتدمير الذري لهيروشيما، والتدمير الهتلري لستالينغراد.. هذا الدمار المادي الذي يوازيه ويواكبه ويرتبط به دمار من نوع آخر، يهدد الجذور والينابيع الروحية ذاتها… فما هي العروبة التي يمكن ان نعلمها الآن للطفل العراقي، وما القومية التي يتحدث عنها هؤلاء الذين يحولون بلداً عربياً الى انقاض بشرية وجغرافية ومذهبية…؟
أليست مشاركة بعض اقطاب الحكومة الطائفية في هذه المؤامرة توقظ من عمق اعماق الذاكرة الطائفية مناخات ذلك الصراع المرير منذ اكثر من خمسمائة عام؟ وعندما يجتمع هذا النكرة الحكومي او ذاك من سقط المتاع بالمسؤولين الايرانيين لتخطيط وتنفيذ ما يجري في العراق تحت رعاية امريكا واسرائيل المباشرة ولو بشكل خفي، الا يعني ذلك خيانة طائفية صريحة للوطن العراقي، فضلاً عن العروبة التي لا ينتمون لها الا باللغة التي يحلو للبعض منهم ان يتغنى بها زوراً وكأننا لا نعرف اصله (التبعي)؟ ما علاقة طهران بأي خلاف ينشأ بين هؤلاء؟ هل هناك غير الطائفية التي ينتمي اليها هذا النفر العراقي (تجاوزاً)؟
فاذا كان الامر كذلك، هل يصبح الامر مسموحاً به لبقية الطوائف ان تستنجد بالدول التي تشاركها العقيدة، ألم يستقر في ضمائرنا على مدى التاريخ ان هذا النوع من الاستنجاد خيانة للوطن حتى لو ربطتنا رابطة الدم والدين والحسب والنسب..؟
ليست ايران في واقع الامر الا الوجه الآخر من العملة الامريكية- الاسرائلية ذاتها، فهي على الصعيد السياسي بدأت حكمها الثوري بالشعار الفلسطيني لاستعادة القدس وانتهت عمليا بالتحالف العلني مع اضلاع المثلث الدنس امريكا واسرائيل، فيما سمي بفضيحة ايران غيت.
ولكنه ليس تحالفا في السلاح فقط وانما هو تحالف استراتيجي، فالهجوم الاسرائيلي على المفاعل النووي العراقي وقتئذ، استكمل مهام العدوان الايراني على بغداد، والطموح الايراني للهيمنة على الخليج العربي يستكمل الطموح الاسرائيلي للهيمنة على الشرق الاوسط العربي، انه الطموح المشترك للسيطرة على العرب وليست بغداد الآن الا  اداة سياسية وعسكرية لهذه السيطرة التي اخفقت في تطويع قوى الوطنية والعروبة والقومية في العراق وسوريا ولبنان والاردن وفلسطين… فلم يكن امامها سوى مطاردة هذه القوى عسكريا في الماضي القريب ومطاردتهم من ديارهم الى المقابر والمنافي في الوقت الحاضر؟
ماذا تريد ايران من العراق؟
انه نفس ما تريده اسرائيل، اقامة دويلات مذهبية على انقاض الوحدة الوطنية العراقية. وليس التحالف او التنسيق السري والمعلن ونصف السري ونصف المعلن بين اسرائيل وايران وامريكا، الا تحالفا طائفيا ضد عراقنا ومجتمعنا وامتنا العربية عامة، وضد العراق على وجه الخصوص كونه جمجمة العرب. لقد تلاقت لاول مرة هذه الارادات المعادية للعرب بسبب تلاقي العنصرية الصهيونية الاسرائيلية والطائفية والمذهبية الايرانية. انه التلاقي العقائدي الاستراتيجي الذي يجد نفسه في تقنين الطائفية وتعميمها سواء بالاستيلاء الصهيوني الاسرائيلي على فلسطين او بتمزيق المنطقة، لا العراق وحده، الى دويلات صغيرة للسنة والشيعة والكرد والمسيح والتركمان… ولولا انتصار العراق في رده للعدوان الايراني عقد الثمانينيات، لكانت ايران منذئذ قد بدأت في تصدير ثورتها، اي لبادرت الى تمزيق المنطقة تحت سيادتها.
هذا الانتصار نفسه هو الذي مدَّ يده الى قوى الشرعية الوطنية والعروبة والقومية حتى لا تفقد الايمان بالوطنية ولا بالعرب وحتى تقف حصناً قوياً  ضد الاستراتيجية الشريرة للتحالف الثلاثي الدنس بين طهران وتل ابيب وواشنطن.
ان وقوع مدعي الوطنية العراقية (الوطنجية) في براثن المخطط الايراني هو سقوط في مستنقع هذا التحالف غير المقدس، وهو التحالف الذي جر الويلات على الطوائف التي يدعي (نكرات) تمثيلها لا لذنب جنته هذه الطوائف الكريمة وانما للأسف بسبب الذنوب والجرائم البشعة التي يقترفها قادتها السياسيون.
ولم يعد غائباً عن الوعي الوطني العراقي او العربي او الرأي العام الدولي، ان المسلمين، كل المسلمين قد توحدت مطالبهم مع بقية اخوانهم من بقية الديانات حول اولوية تحرير العراق من الاحتلالات الاجنبية – الامريكية والاسرائيلية والايرانية- والحق ان توصيف جيش ما بأنه جيش اجنبي او جيش احتلال يفهمه الناس حسب الوظيفة التي تؤديها قوات هذا الجيش لا حسب جنسيتها فقط. لذلك اصبح الجيش الامريكي/ الايراني (ميليشيات …) المتواجدة في العراق قوات اجنبية وقوات احتلال، لانها لم تدفع غائلة الاعداء الحقيقيين عن حدود وأمن وسيادة العراق، لم تحارب العدوانات الصهيونية المستمرة على العرب، ولكنها حاربت الشعب العراقي في العراق واللبناني في لبنان والسوري في سوريا، وعملت على تمزيق صفوفهم وامتهنت سيادة بلدانهم، واعتدت على استقلالهم السياسي وبخاصة العراق، ومارست على الافراد والممتلكات والمؤسسات العراقية سيطرة الغزاة الفاتحين.. لذلك اعتبرها الشعب العراقي جيوشاً اجنبية بحكم الاهداف التي حدودها لدخول قواته الى الاراضي العراقية، وبحكم الوسائل التي استخدمها في تحقيق هذه الاهداف. وليس مطلوباً من الجيش الاجنبي الا الجلاء دون قيد او شرط ودون أية مساومات لان استقلال الاوطان وسيادة الشعوب على خياراتها لا تقبل المساومة.
ليس امام ايران واسرائيل او حتى امريكا في النهاية سوى ان تسحب قواتها العسكرية وميليشياتها من العراق، ليس هناك اي طريق آخر، فالاهداف التي حددتها القيادة الايرانية لاحتلال العراق لم يتحقق منها سوى الحقد والكراهية والتعصب الذي زرعته في القلب العراقي، ولن يزول قبل زمن طويل، اما الاهداف الاخرى فلربما قد اثرى منها افراد او اغتنت منها عائلات، لان ارباح السرقات والفساد لا تتسع لاكثر من ذلك، ولكن هذا نفسه لا يدوم فضلاً عن ان ضم الاراضي الوطنية لبعض الوقت ممكن اما ضم الاراضي والبشر كل الوقت مستحيل.
لننظر قريبا منا، ايران ضمت الاحواز رسمياً الى حدودها، فهل تغير المواطنون الاحوازيون العرب في الاحواز؟ ابدأً، وانما سيعود الاحواز يوماً ومواطنوه، مواطنينا الاسرى في المعتقل الايراني… ولننظر ايضاً كيف ان اطفال فلسطين لا يملكون سوى الحجارة قد برهنوا لاسرائيل والعالم ان سياسة الضم مستحيلة مهما بنوا من مستوطنات ومارسوا من تعذيب وتشريد، وانظروا كم حاولت ايران ان تقيم رؤوس جسور في بعض المحافظات العراقية الحدودية فكان لها اهاليها بالطرد والرفض وعدم القبول.
ليس من احتلال يدوم للأبد خصوصاً  احتلال ايران، لأننا شعب عربي عظيم الانتماء لامته العربية، ولن نقبل في جميع الاحوال استمرار هذه المأساة داخل حدود عراقنا، فالذين دمروا لبنان ماضياً وسوريا راهناً وقتلوا عشرات الالوف من هذه الاقطار، وعذبوا ويعذبوا المواطنين في اقبية الجحيم، هم انفسهم الذين دمروا العراق وعاصمته بغداد وهم الذين قتلوا عشرات الالوف من السنة العراقيين ويعذبون كل من يقع بين ايديهم من أية طائفة عذاباً لا تمحى اثاره من الجسد او الروح ويستحيل على الشعب العراقي ان يتحمل هذا العار التاريخي، فلابد ان يأتي اليوم الذي يصفي فيه حسابه مع صناع هذا العار.
اننا لن نغفل عن الذين يتأمرون على مستقبلنا ويتواطأون مع خصومنا، فنحن شعب واجهنا اقسى الظروف في تاريخنا القديم والحديث والمعاصر على السواء، لن نتهاون في محاسبة الذين تاجروا بدمنا ومستقبلنا سواء بالخضوع لهيمنة الاحتلال الامريكي او بالمشاركة في جني الارباح الحرام، وسواء بوعي او بغير وعي وقصد…
ان الشعب العراقي الذي يذوق الاهوال في الوقت الحاضر، لن يفلت من حسابه او عقابه هذه القلة التي خانت امانيه في الوحدة الوطنية والسيادة والحرية، وسيأتي الذي يصفي فيه حساب هذه القلة من صناع الغار الطائفي.
اما اسرائيل وايران فالعالم كله كفيل بهما، ويجب الا نخدع انفسنا، فالعالم ليس ضدنا بالضرورة في كل موقف وكل موقعة، كما يحلو للبعض ان يشيع. لقد كسبنا وما زلنا نكسب بعض المواقع في الرأي العام العالمي الشعبي والرسمي وهي مواقع مؤثرة.
ان موقف هذا الرأي ليس من الامور العادية فهو  موقف حي متحرك ينشد السلام والامن والاستقرار في المنطقة، وهو ايضا موقف شجاع في مواجهة الحقائق المتغيرة.
اذن، ليس من طريق امام الثالوث الدنس سوى الانسحاب من العراق، وكلما اسرع هذا الانسحاب كلما قلت خسائرنا وامكن لمستقبلنا ان يكون اقل قتامة… ليس من طريق آخر امام هذا المثلث الدنس، فكل شيء حتى الحروب لها نهاية، ولن ينسى التاريخ من اطال الطريق الى هذه النهاية ولن ينسى ايضا من عمل على الاسراع بوضع حد لشلالات الدم وكوابيس الظلام… لن يبقى في النهاية سوى شعبنا ونزول كل مقاعد الحكم وابهة السلطة، وعندها ستبدو الحقيقة البسيطة جلية واضحة لا احد يأخذ الارض من اصحابها ولا احد يقتلع او يمحو شعباً من تاريخه وحريته وسيادته، ولا احد يقيم جداراً دموياً بين شعبين الا ويفاجئه التاريخ بأن وحدة الشعوب لا تنفصم ام الطغاة فمصيرهم الهاوية.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب