23 ديسمبر، 2024 2:02 م

الثالثة ثابتة ومات الصدر

الثالثة ثابتة ومات الصدر

يمر العراق هذه الأيام بمنعطف كبير، وخطير في تاريخه، ويقف اليوم على حافة الهاوية، ولا يحتمل المزايدات السياسية، والحزبية، وبحاجه إلى تظافر الجهود من اجل الإسراع بحل المشاكل، والصراعات الطائفية، والسياسية؛ التي جعلت البلد يدور في دوامة المصالح الشخصية، والقرارات الفردية، والارتجالية.

مفاجئات الأحزاب السياسية، والمزايدات الانتخابية، والتي جعلتنا لا نغادر دائرة الخطر التي وقعنا فيها منذ2003 بسبب المصالح الحزبية، والشخصية التي ملئت قلوبنا قيحا، وسئمنا من سماعها؛ تلك المصالح التي وأدت الروح الوطنية، ونمت المصالح الشخصية، والحزبية، والطائفية، والقومية.

فاستقرار البلد وحل جميع مشاكله لا يصب في مصلحة معظم ساسة العراق، وإنما يعري إخفاقات الدولة ومؤسساتها، ويكشف الفساد الإداري، والمالي الذي تغلغل في جميع مفاصل الدولة اليوم، وأصبحت المؤسسات العراقية أشبه بالمافيات من خلال الفساد، والروتين القاتل الذي يجبر المواطن على دفع الرشوة من اجل إن يسهل علية جزء من الروتين الحكومي.

إن اتهام الآخرين، والهجوم عليهم إعلاميا، وسياسيا لا يدل على رؤية لبناء دولة قائمة على الحرية، والديمقراطية، واتخاذ مبدأ إذ لم تكن معي فأنت ضدي، وهذا الأمر الخاطئ الذي ارتكبه معظم ساسة العراق منذ”صولة الفرسان” والهجوم على أنصار التيار الصدري في محافظة البصرة جنوب العراق، وراح ضحيتها العشرات، واعتقال المئات من إتباع الصدر حتى يفسح المجال أمام المخططات السياسية الرهيبة، والانقضاض على هذا التيار العريق، والذي يمثل تاريخ أل الصدر.

فقد عاد ذلك المسلسل المشبوه على الواجهة السياسية من جديد، وبدأ يستهدف الجميع إلا من تمسك بعروة الحزب الحاكم، وهذا الاستهداف جاء هذه المرة على الرموز الدينية، والوطنية من اجل فسح المجال أمام الولايات المتعاقبة.

مقتدى الصدر الذي كان أول ضحية لمسلسل الولايات المتعاقبة، الذي أعلن اعتزاله الحياة السياسية، ومغادرة البلاد، وهذا الأمر يعد بالكارثة الكبرى على إتباع الصدر؛ حيث فتح الباب على مصراعيه أمام كواسر السياسة، والحاقدين على إتباع الصدر منذ مؤتمر اربيل، والذي عقد لسحب الثقة من الحكومة القائمة ألان، وقد أصبحوا اليوم صيدا سهلا بيد الخصوم…

الهروب من الواقع لا يعني حل للمشكلة ألقائمه اليوم في العراق، وإنما يزيدها تعقيدا وضبابية، ويصب في مصلحة مفتعلي مثل هكذا أزمات؛ كونهم فقدوا جماهيرهم الشعبية، واعتمدوا على جمهور السلطة، والمنتفعين منها.