يردد كثيرا من الناس, أن الخائِف لا يمكن أن يحمي نفسه, كون الحماية تحتاج إلى ألشجاعة, ألثقة, ألجرأة في إتخاذ القرار, لا نحتاج إلى مُتَردِدٍ مُتَهاوِن, فالحرص ألمبالغ فيه يوقع بالمهالك, هذه من الصفات ألتي نعتقد إنها يجب أن تتوفر بصاحب القرار.
ليس هناك ضَيرٌ أن يُشارك كل من يهمه الأمر, فما خاب من إستشار.
إلا أن هناك من يرى في نفسه, ألقدرةَ على صنع المعجزات أو كذلك يُخَيَّل له!
ألمشورة من أهل الحكمة وحملة ألعلم, واجبة من أجل تقليل الأخطاء أو تحجيمها.
ليس كل المقربين ورفاق الدرب من ألمخلصين, فهناك من المتملقين من يتركوك عند أول زلة, كي يسدوا الشاغر الذي ستتركه.
ثمان سنوات من ألحكم, بدأت بأزمة الأنا! وتم الإتفاق على أمور, لا يعلم بها ألتحالف ألوطني! إلا المالكي, الأخوة الكرد, ومن إجتمع معهما في أربيل!
ثلاثة تحت الوصاية الأمريكية! يحددون مستقبل العراق لأربع سنوات!
وَصَفَ قِسْمُ من الساسة ألحكومة أنذاك, أنها حكومة أزمات فاشلة, فالأنانية لا تُنتِجُ ألنجاح, والصعود على أكتاف ألشركاء, سرعان ما يؤدي للسقوط.
وعود كاذبة عشناها لثماني سنوات, بدعوى ألخوف على العملية السياسية من الإنهيار؛ أثبتت فشلها كونها شعارٌ يفتقد الى المصداقية!
تم إحتلال ألعراق إعلامياً, قبل أن يتم إحتلالهُ عسكرياً, هذا أمر واقعي لا يمكن تجاهله, أمر مرحلي كان هدفه إسقاط نظام الحكم ألفردي, ألذي عانى منه العراق على مر ألسنين, ليتكون نظام برلماني وليس رئاسي.
بالرغم من مناداة ألكثير بحقوق ألشعب, إلا أن بعضا منهم إتخذها شعارات إعلامية, من أجل الوصول الى ألسلطة, لتُهمَل بعد أداء القَسَم الدستوري! لإرجاع العراق الى العهود السابقة.
ما مر به وطننا ليس بالأمر الهَيِّن, من الحزب الواحد والقائد الأوحد قد ولى, فهل فهم كل المتصدين لهذا الأمر؟
هناك من تعود على أن يقلد من سبقه! لا سيما أن هالة من ألمتملقين والوصوليين, تحيط بمن يسعى لذلك, من أجل أن يحظى بفتات السلطة وزهوها, فما بين أقارب, مقربين, رفقاء درب, يرون ألمجاملة على ألخطأ فضيلة, إضافة الى من جُبِل على شعار” بالروح بالدم نفديك أبو فلان” أناسٌ يعيشون بالماضي! لا يفكرون بتغيير ثيابهم بالرغم من علمهم أنها أصبحت بالية!
إتَّخذَ سياسيونا التوافق ثم ألشراكة لا حباً بشخص معين, بل كي تسيرالعجلة لخدمة المواطن ألجريح, فليس من الممكن بناء العراق من مكون واحد, يراه الباقي بأنه تهميش, للثأر من باقي ألمكونات, فقد زَرَعَتْ أَنظمة الطغاة, ألعداوة والبغضاء بين ألجميع, من أجل تسهيل السيطرة على كل المكونات.
فالكُرد أعداء للعرب, والسُنةُ أعداءُ ألشيعة, ألأقليات الأخرى لا تستحق المناصب, إلا حسب حجمها السُكاني, بعيداً عن الكفاءة والنزاهة لبناء دولة! فالأهم أن يكون حاكم!
سواء نجحَ أم فشلَ لا يهم! المهم بل الأهم الحاكم موجود على رأس الهرم, وعلى الجميع الركوع, بالكذب, المراوغة, نقض العهود, إيهام الشعب أن الجميع ضده!
إنتكاسات أمنية, فَشَلٌ بكل ألخدمات, خَلقُ أزمات, وكأن ألزمن توقف! إتخاذ قرارات يتبعها تنازلات حتى وإن كانت دماء! الأهم القائد باق!
نفاق وزواج بدون طلاق, حتى وإن كان الزواجُ فاسداً! متناسين أن السياسة فن الممكن!
سُرّاقٌ فاسِدون مع خونة بلا دِين, يرتقون سلم ألتكريم! لا لشيء إلا كونهم من ألمقربين!
تهمة التآمر والخيانة للجميع مُعَدَّة, والخائن الحقيقي يسرح ويمرح في ألداخل والخارج.
نتيجة كل ما تقدم من ألفشل, خراب ديار, تهجير, دمار, عصابات عالمية تحتل أكبر ألمحافظات, تسفك الدِماء بدون وازع من دين أو خلق..
كل ذلك وتستمر المطالبة بولاية ثالثة, تحت غطاء الأغلبية البالي.
كفى فالعراق ليس عقيماً, ففيه من الرجال من تهابه ألجبال, لقد وجب ألتغيير, فالثالثة فيها المَنِيَّة, هكذا هو أمر ألمرجعية