23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

الثابت القرآني الكوني

الثابت القرآني الكوني

هذا الكون ليس صدفة كما يدعي عباقرة الالحاد ، بل على العكس فأن عباقرة العلم كلما توغلوا في حقائقه وجدوا أنفسهم أمام حقيقة لا مفر منها ، أنه “لا بد من خالق”  ،  وايضا  وجدوا أنفسهم أمام حقيقة أخرى  أنه  “لا يوجد صدفة” فكل شيء بقدر  .ففي اللحظة الأولى من الانفجار العظيم بدأت القوانين العظمى التي تحكم هندسة هذا الكون بالتشكل   ..أولها على سبيل المثال ثابت الجاذبية constante de gravitation   والذي يساوي (6.76384)   ..الجاذبية  أنقذت كوننا فلو كانت بمعدلات أقل ، لكان هذا الكون كونا مملا و ثملا  سيتطاير كل شيء إلى أشلاء بسرعة عالية ولما كان بالإمكان تشكيل المجرات  ..أما لو كانت الجاذبية أقوى  لكان هذا الكون فاشلا ، مسلوب الارادة وواقعا تحت سلطة الثقوب السوداء المطلقة  .لذلك لم يكن بالامكان إلا أن تكون الجاذبية ضمن مقدار  معين ليأخذ هذا الكون طريقه في بناء نفسه .
 هذا المقدار عَرّفَهُ العلماء بثابت الجاذبية كغيره من الثوابت التي تحكم هندسة هذا الكون العظيم  .  .من الثوابت الكونية الأخرى هو ثابت البنية الدقيقة constante de structure fine الذي يدير ويتحكم بالقوة الكهرومغناطيسية والذي يساوي ( 0.0072973525698)   ،  لو تم تغيير عدد واحد من هذا الرقم أو تم تغيير مكان الفارزة ، فسوف تنتفي القوة الكهرومغناطيسية مع ما سيترتب على ذلك من تداعيات كارثية ليست أقلها أن يتوقف هذا الكون  كله عن الوجود ولن يكون بإلامكان التمييز بين المادة والعدم .أيضا ثابت سرعة الضوء الذي حدد بـ 299792458 كلم/ثانية  والذي يدخل بشكل أساسي في معادلة الطاقة الشهيرة  التي تساوي حاصل ضرب الكتلة في مربع سرعة الضوء  (E=M*S^2 )  وما لهذه المعادلة من حسابات جمعت بين الزمان والمكان ..هذه المقدمة البسيطة جدا هي أشارة واضحة إلى أن الصدفة كلمة  لا وجود لها في قاموس الوجود و الإمكان والقدر  ، بل إن كل شيء بقدر  ، وما هذه الثوابت إلا أرقامًا ذات قيم رياضية ثابتة ودقيقة للغاية موجودة منذ الأزل ، منذ اللحظة الأولى للانفجار العظيم Bing Bang ولم يفعل الإنسان سوى اكتشافها والتوصل إليها بعد جهد دؤوب  ، كل شيء خاضع لسلطة وتحكم هذه الثوابت الفيزيائية الكونية الشاملة .لقد أعترفوا  جميعا  ، أن وراء هذه الثوابت  خالق عظيم فوق الإدراك وفوق الوصف   ..

لقد أوجد الله هذ الكون المتسع و أوجد فيه مقومات الحياة ، و أرضنا  الجميلة مثال على ذلك  (إني جاعل في الأرض خليفة)  ، كان لا بد من تشريع يحكم علاقات الحياة . فأرسل الله العديد من الأنبياء والرسل والرسالات ليُقَوِم ما أعوج وما أنحرف عن الهدف  ، وآخرها القرآن الكريم  .فإذا كانت هناك ثوابت فيزيائية كونية تضبط هندسة هذا الكون الغريب ، فأن القرآن ثابت عظيم يتضمن سلسلة من الثوابت الرقمية التي تضبط هندسة علاقة الإنسان بالخالق العظيم  ..لذلك جعل الله لنا ثوابتا قرآنية تعمل بمثابة القوانين لضبط هندسة العلاقة بين ذاته المقدسة  و  مخلوقاته العاقلة   ..إحد هذه الثوابت القرآنية  هو الرقم  الشهير  (313)  ، هذا الرقم  (313)  ليس رقما عاديا  ، انما هو ثابت قرآني لا يمكن أن يزيد أو يقل  ، حاله حال ثابت الجاذبية أو ثابت سرعة الضوء أو ثابت البنية الدقيقة   ..إن أفضل إثبات لهذا الثابت القرآني هي الفترة التي تصدى لها آية الله العظمى الشهيد  السيد محمد الصدر في صناعة مجتمع إسلامي يؤمن بقوانين رغم أنها قديمة قدم الخلق الأول الإ انها  جديدة على العرف الإنساني الذي أبتعد كثيرا عن بؤرة الحقيقة ..لقد كان السيد محمد الصدر ثابتا إلهيا ، لولاه لساخت أرض الإيمان بأهلها  ولسقطوا في هاوية العدم تماما مثلما لو غَيّرنا رقما واحدا في ثابت الجاذبية أو ثابت سرعة  الضوء  أو ثابت البنية الدقيقة  .