دعونا نتخيل حالة البناء والتغيير ابان حرب البسوس ومستوى التنمية والأمن خلالها : هل حصل شيء من ذلك ؟؟ ام ان هناك عقود من الزمن جرت فيها الدماء .. ما هي النتائج؟؟ فقط اراقة دماء ليبرد دم (كليب) ويرتاح في قبره ، ولا اعتقد انه ارتاح لأن نصف الضحايا كانوا من اهله . . كان ذلك في العهود الغابرة .. جاء الاسلام وأسس لاستراتيجية جديدة تمثلت بأن نبي مرسل (ص) عقد صلحا مع عبدة الاصنام من قومه والذين أذاقوه مر العذاب وأصناف الحرب النفسية ، وبمجرد فتح مكة قال “من دخل بيت ابي سفيان فهو آمن” وكان لأبي سفيان وأبنه حصة الاسد من الغنائم في اول معركة بعد الفتح “حنين” تلك المعركة التي بقى فيها مع النبي (10) رجال فقط ثلاثة منهم ابناء ابي لهب الذي تبت يده ،وانتصر واوصل الاسلام الى مدينة ليون في فرنسا بدون همرات .. وفي معاركه قبل الفتح كان يستدين الادرع والسيوف من يهود المدينة التي وضع وثيقتها “دستورها” بما يؤمن بناء الاسلام ونشر رسالته “للعالمين” يلقي محاضرة للنساء تحضرها هند التي قلعت قلب سيدنا الحمزة (ع) ليقول لها “هند آكلة الكبود” وتستمر المحاضرة .. نعم سيداتي سادتي .. اكلت كبد عمه العظيم والعظمة لله ، فيصبح من يدخل دارها آمن.
لنقفز الى حالة اخرى وهي انه تم أسر ابن ملجم من لدن سيدنا الحسن (ع) وهو الذي شق رأس الامام علي(ع) بسيفه اثناء صلاته ، وكان الأمام يعاني من وجع قاتل ، اعطاه الحسن شربة لبن .. تناول القليل منها واعادها الى الحسن قائلا له ” اعطه لأسيرك ” يقصد به ابن ملجم القاتل ” .!!! هذا حصل في وقت لم يكن هناك فيه مجلس قضاء اعلى ، ولا هيئة مصالحة “وطنية” ولا لجنة التعايش والسلم المجتمعي المرتبطة بمكتب رئيس ولا الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، ولا دساتير.
هكذا تعامل ابن ابي طالب (ع) ليس مع “الآخر” بل مع قاتله ، اما الآخر .. خصومه فقصة “الجمل ” معروفة حيث بعد انتصاره جاء الى زوجة نبيه ليقول لها : كيف رأيت قتالنا ” يا أمنا” فلم يكن للأمام ان يقول غير ما قاله ربه ((النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )) {الأحزاب:6} .
كيف تعامل سياسيو ما بعد 2003 ممن حاولوا تصوير ان عليا ليس ملكا لكل المسلمين بل لهم فقط حاشاه ؟؟ كيف تعاملوا مع “الآخر” .
1.قتل 2.اقصاء3.تهميش4.مخبرين سريين وسجون حوتية5.تجويع 6.تهجير7.اذى نفسي وجسدي8.سب وشتم وقذف9. فصل جماعي من الخدمة 10. ترويع11.مستقبل مجهول 12.قوانين ثأرية تتعارض مع كلام الله اولا والدستور ثانيا والنظام القانوني العراقي ثالثا والاعلان العالمي لحقوق الانسان رابعا ، ووثيقة العهد الدولي للحقوق خامسا ، وغير ذلك .
بصفتي احتقر السلاح الذي يرفع بوجه ابن جلدتي” ابن بلدي اولا ، وابن عروبتي ثانيا، وشريكي في العقيدة السماوية (الاسلام) ثالثا وليس ابن الجلدة اليوم “ابن مذهبي” ولم امتلك ذلك السلاح يوما عدا المدرعة والبندقية في سوح الشرف .
قاتلت بقلمي فقط الاحتلال وكل مفرزاته وقاتلت اي نفوذ اجنبي في العراق ، والظلم بكافة اشكاله . وبجميع الطرق ومنها اللجوء الى القضاء كرجل قانون ، وأخيرا لجأت الى المحكمة الاتحادية العليا بقضية خسرتها ، وسأوضح لاحقا كيف اني كنت محقا بها برأيي المتواضع ،لعلمي ان كل من هو تحت سلطة القانون لا قدسية له فالقدسية للقانون فقط وقبله الدستور.
نشرت قبل ايام بأن المحكمة الاتحادية العليا وافقت على قبول طعن موكلي بدستورية البند رابعا من المادة (6) من قانون الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة (( يمنع فدائيو صدام من اية حقوق تقاعدية )) .. هل في ذلك خلل بربكم ؟؟ خصوصا واني ذكرت ان الامر يتعلق بأرامل وأيتام لا يعرفون شيئا عن فدائيو صدام ام فدائيو المالكي ، ولذلك فقد حظر النظام القانوني العراقي لحد الآن التلاعب بالمعاش التقاعدي لأي كان فالذي يحكم بالإعدام يؤول تقاعده الى خلفه وعندما يعفى يعود راتبه اليه .. لسببين اولهما ان راتبه متاتي من امانات امنها لدى الدولة “توقيفات تقاعدية” والدول لا تخون اماناتها والثانية ان الله جل جلاله قال ” الا تزر وازرة وزر اخرى” وهم الخلف .. صدق الله العظيم وكذب الثأريون . صدق الدستور والنظام القانوني العراقي وكذب المشرعون الذين يرفعون ابديهم للتصويت والنقال على آذانهم .
كانت معظم الردود على نشري انسانية رائعة ، وهناك البعض وهذا حق من حقوقهم غالوا كثيرا في النقد اللاذع والسب والشتم ، ورغم اني غير متفرغ اجبت بصبر واحترام للجميع الا ان ذلك لم ينفع ولكم نماذج .
– يتاماهم ام يتامى من قطعت رؤوسهم … ذولة تريدلهم رواتب تقاعدية لقتلهم العراقيين ..اي انسانية تتحدث عنها تطالب باعطاء رواتب الى مجرمين قتلة سفاكي دماء .. اذا تريد رواتب للأبناء على شنو انطيهم رواتب ؟ على ذنوب ابهاتهم المشعولين بنار ونفط لو على شنو ..انعل ابو الوكت اللي يخلي البعثية يتحدثون بصوت عال المفروض يخلون رؤوسهم بالتراب كالأنعام بل اضل سبيلا .. البعث وكل من يتحدث عنه وعن ازلامه انما هو مجرم .. كروب وطني شلون يروج فيه للبعث وللمجرمين .
لا تعليق على كل ما جاء في اعلاه .. الحكم لكم وللاتحادية العليا الموقرة .. ولكن اختتم بسؤال لكل من ساهم في رسم ثقافة الكراهية والثأر او تقنينها وهو : ان هناك اكثر من 100 تعريف للأمن احدها بكلمتين انه “حالة رضى” فهل ان الآخر راض ، وهل ان المكون الاكبر او الاصغر راضيان عن ما جرى ويجري من مآسي مخجلة ، وهل ان دوامة الكراهية المقيتة التي تشدنا الى الخلف دوما افضل من المصالحة التي حققها شعبنا في كردستان العراق لسبب واحد بسيط وهو انهم رموا الماضي خلفهم ، واتجهوا الى الأمام ، وسياسيونا وبعض مثقفينا رموا المستقبل خلفهم واتجهوا الى الماضي ينبشون قبوره . . سؤال اضافي هل ان من يحمل الكراهية والثأر لأيتام فدائيو صدام يحمل نفس الكراهية لأيتام قتلة شباب تشرين الابطال ، ام لقتلة اهلنا في الزركة والصقلاوية والرزازة والمنطقة الخضراء ؟؟؟
خلف اولئك وخلف هؤلاء مواطنون تحميهم الدولة كما حمت خلف داعش ” مخيم الهول ” ويحميهم شعبهم كله .. تبا للكراهية والثأر .. عاش الحب العراقي الاصيل الخالد .