بينما يخطّ الأبطال بدمائهم الطاهرة سُطور المجد في العراق و الشام و فلسطين و بورما و افريقيا الوسطى و غيرها .. يحتفل البعض الآخر من هذه الأمّة المنكوبة المكروبة بنشوة الفتح العظيم ..
‘تأهّل فريق كرة الرّجلين في المونديال الجريمة بالبرازيل إلى …الدّور الثّاني!!’
والأتعس من كلّ هذا أنّي أقرأ الجماهير تكتب عقب هذا الفتح” سجّل يا تاريخ “
إنّ التّارخ حقّا يُسجّل … يُسجّلُ العار الذي لن يمحوه غير الدم …
سجّل يا تاريخ ..
ماذا يسجّل التّاريخ ؟؟
خروج روسيا و إيران من المونديال و انتصاب جيوشهم في عقر ديارنا على تراب بلادنا يُقتّلون و ينهبون و يغتصبون و يحفرون وصمة العار على جبين أمّة المليار..؟
التخلّف والخيانة و العمالة و الهمجيّة التي قادتنا إلى شفا جرف هار؟
لقد سجّل التاريخ جراحاتنا بلا حساب و حكايا أمجادنا التي أضحت شيئا من سراب.. و في خضمّ مناصرة دموع النساء و أشلاء الأبطال بأضغاث أحلام و أوهام ..نقول سجّل يا تاريخ!
سجّل يا تاريخ أنّ خيرة شبابنا في سجون الإحتلالين الصّفوي و الصهيوني يذوقون مُرّ العذاب ..
سجّل قتل الطّفولة و إعدام الأجيال في زهرة العمر وعزّ الشباب …
سجّل فرقتنا وبُعد وحدتنا و تقسيم أراضينا على يد الأغراب إلى أمتار مربّعة من تراب!
أين هي إسرائيل من المونديال أيتها الجماهير المخدّرة ..
إدّخروا فرحكم المزيف الساذج لأيام عزٍّ قادمة يكتبها من ينبتُ عشب الأرض و نوّارها ارتواءا بدمه,من تشرق الشمس كلّ صباح لأجله ,ويستمدّ الياسمين شذاه من لفحة نَفَسِه ..
اللهم صلّ و سلّم و بارك على شهدائنا الأبرار و مجاهدينا الأخيار وحّد صفوفهم و سدّد رميهم و بحق شهر القرآن عجّل نصرهم . آمين .