18 ديسمبر، 2024 8:43 م

نعيش في زمن الضياع والتيه العربي ، وفي مرحلة غير مسبوقة من السقوط واليأس والبؤس والانحطاط السياسي والفكري والاجتماعي والاخلاقي .

لننظر إلى ما يحدث ويجري في مجتمعاتنا العربية ، فالصراعات الطائفية والعشائرية والمذهبية تعمها من محيطها حتى خليجها ، والارهاب الديني ينتشر فيها ، فضلًا عن انتشار الفوضى والكراهية والتفكك العميق على امتداد رقعة الجسد العربي ، حتى ما وراء البحار ، وهذا بالطبع خدمة لأجندات خارجية هدفها استمرار الابتزاز الغربي الامبريالي بغية نهب الثروات الطبيعية والسيطرة عليها .

هذا ناهيك عن الهرولة والتطبيع العربي الخليجي مع دولة الاحتلال ، والعداء لنظام بشار الأسد وتحييد سورية ، وانخراط أنظمة العار والذل العربية الرجعية في المشاريع والمخططات الامبريالية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية عبر خطة ترامب المرتقبة والمعروفة بـ ” صفقة القرن ” .

والحقيقة أن النظام العربي المتجسد في الجامعة والقمم العربية بات في حالة موت سريري ، وبتنا في انتظار الاجابة عن سؤال الشاعر السوري الراحل نزار قباني في قصيدته الشهيرة المعروفة ” متى يعلنون وفاة العرب ؟ ” ، التي استشرف فيها مستقبل ومصير الأمة العربية ، وكانه تنبأ بما آلت إليه الحالة العربية في هذه الأيام ، وهو مصير حتمي يلحق بكل من هو غير قادر على المواجهة ، ومرآة لذاته المتصدعة التي لا تملك خيارًا لها سوى الاعلان عن وفاتها ، وهي نهاية تؤكد عمق التيه العربي في هذه المرحلة البائسة بفعل ما سمي ” الربيع العربي ” ، وعمق الجرح من هذا الواقع المتردي الذي وصل إليه حال الأمة العربية في راهننا .