تعالت بعض الاصوات عن علم او عن غير علم وبنية حسنة او غير حسنة بإرادتها او بتوجيه من جهة او شخصية تقف خلفها الى طرح هذا التساؤل وهو (كيف يدعو السيد مقتدى الصدر الى الخروج بمظاهرات مليونية ولديه اكبر كتلة برلمانية وثلاث وزارات وعدد غير قليل من الوكلاء والمستشارين والمدراء العامين) واعتقد ان الذي اثار هذا التساؤل قد غفل عن شيء مهم جدا وهو ان العقلية التي قادت التيار الصدري ومنذ 2003 والى يومنا هذا واثبتت وبشهادة العدو قبل الصديق انها اهل للقيادة هل يمكن ان تغفل عن هكذا امر وهكذا موضوع واما الحقيقة فهي ان التيار الصدري صاحب القاعدة المليونية العريضة من الشمال الى الجنوب يريد ان يقول انه من هذا الشعب ومع الشعب فيما يطالب به من مطاليب قانونية ودستورية وحتى لا يقال ان القيادة الصدرية قد ادارت ظهرها لأبناء شعبها في مظاهراتهم فقد دعت للخروج بهذه المظاهرات واما القول انه لماذا لا يسحب التيار الصدري وزرائه ويسلم الامور للعبادي فانا على يقين تام انه لو حدث مثل ذلك الامر لقال المغرضين والمبغضين ان التيار الصدري يركب الموجة ويريد ان يحقق مكاسب سياسية مستغلا هذه التظاهرات لذلك فهذه المظاهرات مساعدة وتأييد لكلا الجهتين (المتظاهرين والحكومة) فأما المتظاهرين فالتيار لم يكتفي بنؤيد ونساند المتظاهرين بمطاليبهم وانما سينزل معهم الى الشارع وسينادي بأعلى صوته مطالبا بما هو حق للشعب وبما يكفله الدستور واما بالنسبة للحكومة فهي رسالة تطمين ومساندة ان التيار الصدري مع الحكومة في كل ما اقدمت وتقدم عليه من اصلاحاته وهو – اي التيار الصدري- لا يدعي ذلك بل لديه اجراءات سابقة مع حكومة المالكي على الرغم من الضرر الكبير الذي لحق التيار وابنائه من تصرفات المالكي الرعناء وعليه فهذه رسالة الى كل الافواه التي تحاول النيل من التيار الصدري وقيادته ان يتوخوا الدقة وان يقرؤوا الاحداث بصورة صحيحة وان يجعلوا خدمة هذا الشعب المظلوم هي المقدمة على كل الولاءات مهما كان اصحابها.