على الرغم من ان قيادة التيار هي قيادة دينية حوزوية لا يخفى عليها الكثير من احاديث اهل البيت (ع) التي تدل وتوجب عدم التسرع في الفعل او القول كما ورد عن امير المؤمنين ع انه قال “ التأني في الفعل يؤمن الخطل، التروي في القول يؤمن الزلل ” الا انها وفي اكثر من مرة تقدم على امر يصعب بعدها التعاطي او التعايش معه او تقبل نتائجة كما حصل في انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان ثم تلاها عدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات وأخيرا ما نعيشهالان من مصيبة عظمى ومطب يصعب الخروج منه وهو مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة حيث أدت هذه الخطوة غير المحسوبة الى أمور يصعب تقبل نتائجها الانية او المستقبلية فالكتل السياسية نجح في تحشييد الرأي المجتمعي في العراق على ان المقاطعة ستؤدي الى رجحان كفة المكون الاخر وكذلك عودة البعث وستؤدي تلك المقاطعة الى شرخ في المجتمع قد يستغل من المجاميع إلارهابية وغيرها من الأمور التي وان كان اغلبها غير واقعي الا ان المجتمع تقبلها وتعاطى معها وايقن بحصولها وبالتالي فأن قيادة التيار بدلا من ان تنتظر المديح والثناء من أطياف المجتمع اصبح المجتمع العراقي خصوصا في محافظات الوسط الجنوب ناقما عليها وبدلا من ان تكون المقاطعة سببا لوحدة التيار نجد انها أدت الى خروج الكثير من أبناء التيار من السيطرة وذهابهم الى الجهات الأخرى والدليل على ذلك كثرة كتب الطرد والبراءة التي تصدر من قيادة التيار وكذلك بدأت الجهات الأخرى باستخدام المرجعية وانها مؤيدة للانتخابات وتؤكد على دقة الاختيار وبالتالي يظهر التيار وقيادته انهم غير منصاعين لقيادة المرجعية وفوق كل هذا وعلى الرغم من خطورته الا ان هناك امر اكثر خطورة وهو ان المقاطعة فسحت المجال للكتل السياسية الى التمدد وتوسيع رقتها وسيطرتها على المجتمع واصبح ما يسميهم التيار (بالفاسدين) هم المسيطرون وكأن المقاطعة عبارة عن ضوء اخضر لهم ليفسدوا ويزدادوا علوا وعتوا ! فهل ترضى قيادة التيار بما وصل اليه الحال نتيجة هذا القرار غير المدروس وغير المعلوم العواقب وانا لله وانا اليه راجعون.