18 ديسمبر، 2024 10:49 م

التيار الصدري والحقد الدفين

التيار الصدري والحقد الدفين

لعلي قلت في مقال سابق ان التيار الصدري من اهم العناوين التي ظهرت بعد الاحتلال الامريكي وهذا الكيان الشعبي وان اختلفت مسمياته الا انه يعني ببساطة اتباع الحوزة الناطقة التي رفع لوائها الشهيد الطاهر محمد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) والتي يقودها الان سماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) وهذا الكيان له مميزات قلما تجدها في المجتمع سواء كأفراد او مجاميع ومع كل ذلك هناك شيء غريب جدا في سيرة هذا التيار وهو قلما يتم التطرق له وهذا الشيء هو الحقد الذي يكنه له نسبة كبيرة من ابناء الشعب العراقي وخصوصا الشيعة وبالتحديد ابناء الوسط والجنوب فعلى الرغم من كل ما قدمه التيار من تضحيات ومواقف ليس لها مثيل على الاطلاق وبالإضافة الى كل الاجراءات التي يقوم بها السيد (اعزه الله) من التجميد والعقوبة والطرد والمحاسبة المستمرة لكل ابناء التيار وعلى اختلاف مستوياتهم الا انني اكاد اجزم بان تلك الامور لا تحرك ساكنا في هذا الموضوع وقد وصل الكره الى درجة قد تكون غريبة فمثلا نجد ان البعض وخصوصا في الزيارات العامة او المجالس يمتنع من ذكر الصلاة على محمد وال محمد خوفا من قيام الصدريين بذكر الصلاة التعجيلية!! بل ان هناك مواقف مضحكة ومبكية في نفس الوقت اخرها انا رايته بأم عيني وهو ما حصل في التفجير الاخير في الكاظمية حيث سمعت احد المتحدثين من الجرحى ومن مكان الحادث يقول ان (السيارة كانت ذاهبة للثورة !!) اي انه لا يريد ان يقول مدينة الصدر ، واما الاسباب في ذلك فهي كثيرة ولعل منها :
1. اعتقاد الكثير من غير ابناء التيار بان السيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) قد الغى بظهوره كل الشخصيات في الحوزة من المراجع وغيرهم وهؤلاء لهم اتباع لذلك امتد هذا الكره الى وقتنا الحضر .
2. الاعلام البغيض وما فعله من تشويه لنهضة السيد (رضوان الله تعالى عليه) والصاقه التهم والتشويه فرسخت هذه الامور في اذهان البعض فكان من نتائجها هذا الكره والبغض .
3. ما قام به السيد مقتدى الصدر من مواجهة للاحتلال واتخاذه مواقف كان الجميع يقف على النقيض منها فكانت النتيجة هذا الكره والحقد .
4. مواقف السيد مقتدى الصدر من البعث والبعثيين وهؤلاء نسبة لا يستهان بها في المجتمع .
5. مواقف السيد الصارمة والتي دائما تكون ضد الاهواء والنفس الامارة بالسوء .
6. بعض المواقف السيئة التي قام بها قسم ممن يحسب على ابناء التيار الصدري والتي ولدت نوعا من البغضاء والحقد في المجتمع .
7. طبيعة الفرد العراقي وأيدولوجيته الفريدة في العالم فهو يحب ولا يدري لماذا يحب ويكره ولا يدري لماذا يكره .
اذن كخلاصة يمكن ان نخلص اليها ان القاعدة الصدرية قاعدة ثابتة ورصينة مع ذلك فقد يحدث ان ينفرط عنها البعض وينشق ويتركها لسبب او لأخر الا انه من البعيد جدا جدا ان ينضم لتلك القاعدة اناس جدد على الرغم من كل ما يصدر من مواقف ومعطيات فكما يقال (لو نعلك العشرة شمع ) فقد رفعت الاقلام وجفت الصحف .