17 نوفمبر، 2024 11:49 م
Search
Close this search box.

التيار الصدري والاستهداف المستمر

التيار الصدري والاستهداف المستمر

 المتابع للشأن العراقي بعد التغيير يلمس جيداً وبدون شك أو ريبة ما تعرض له التيار الصدري من حملات تشويه وتسقيط سياسي وشعبي لم يتعرض لها أي تيار آخر وما زال الاستهداف مستمر ولن يتوقف بالطبع وهذه حالة متوقعة مادام التيار الصدري يمثل النبض الواقعي للشارع العراقي, والكل يعلم إن المتحرك دائماً يرمى بشتى أنواع التهم, وفي ظل مساحة الحرية التي يتنعم بها الكُتاب جميعاً وكذلك أصحاب الأقلام التي تُجيد فن إطلاق التُهم الجاهزة, بدأنا نقرأ أنواع المقالات وفي مجالات عديدة, وهذه من الحقوق التي كفلها الدستور العراقي ففي المادة (38) أولاً أشار الدستور إلى حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل , وفي نفس المادة ثانياً يؤكد الدستور على حرية الصحافة والطباعة والنشر, لذلك تقع على الكاتب مهمة وطنية وأخلاقية كبيرة في استثمار هذه المساحة بطريقة ايجابية ومهنية, فكم هو رائع أن نجد أقلام تنتقد سواء العمل الحكومي أو السياسي, وتُشخص الخلل في مواطن عديدة, ومن حق الكاتب أن ينتقد أي جهة سياسية يرى من وجهة نظره إنها لا تتلائم مع توجهاته الفكرية, ولكن بطريقة موضوعية وليس بطريقة التسقيط والحقد الطافح والكراهة المفرطة, ومن أكثر الجهات التي تعرضت إلى الانتقاد والتشويه والتسقيط التيار الصدري ومن عدد كبير من الأسماء واعتقد إن اغلبها أسماء وهمية لأن أكثر الأسماء التي تكتب ضد التيار الصدري ليس لها تاريخ صحفي أو أدبي في الساحة العراقية, أنا هنا لا أريد من الكُتاب أن يمتدحوا التيار الصدري لأنه ليس بحاجة إلى المديح فالمعَرف لا يحتاج إلى تعريف والذي لا يرى الشمس بالغربال فانه أعمى البصيرة قبل البصر, لكن أتمنى أن يكتبوا بإنصاف وبضمير حي يضع النقاط على الحروف بعدالة وصدق وليس بانتقائية وأمزجة وأهواء نفسية تعاني من عُقد عديدة, الملفت للنظر إن هؤلاء الكتاب الذين يدعون الوطنية وهنا لا أريد أن أشكك بوطنية هؤلاء ولكن أتسائل , هل الوطنية هي استهداف التيارات الوطنية التي وقفت بوجه المحتل وقدمت التضحيات من أجل سيادة واستقلال العراق, الذي يثير الشك إن الذين امتشقوا أقلامهم ضد التيار لم يكتبوا عن الاحتلال وجرائمه كما كتبوا ضد التيار الصدري, ولا اعلم أليس من واجبهم الوطني أن يرفضوا المحتل ويكشفوا للشعب والتاريخ حجم الجرائم التي خلفها الاحتلال, أم هناك أسباب وخفايا حالت دون ذلك؟ سادتي الكرام أصحاب الأقلام التي لا تجيد سوى الشتم والطعن والاتهامات التي تكشف حجم المرض الذي أصابها, لا تتوقفوا عن هذا النهج المزمن الذي أمتزج مع دمائكم, فكلما تماديتم في مقالاتكم كلما ازدادت وحدة هذا التيار وتمسكه بنهجه الوطني والشرعي لأن مقالاتكم تكشف حجم الظلم الذي يتعرض له التيار الصدري من أبناء الوطن قبل الأعداء فتنعكس مقالاتكم ايجابياً على أبناء التيار بوحدتهم وتماسكهم وثبات مواقفهم, أما أصحاب الأقلام الوطنية التي لم تتلوث بأدران الحزبية والفئوية والطائفية والأمراض الاجتماعية الأخرى عليهم أن يكونوا بحجم المسؤولية لأن الوطن يحتاج إلى وقفة حقيقية مخلصة من أبنائه وخصوصاً الطبقة المثقفة, فعليكم أن تستثمروا مساحة الحرية المكفولة دستورياً بطريقة ايجابية تُساهم في بناء الإنسان أولاً لأن بناء الإنسان يكون مقدمة صحيحة ومهمة في بناء جيل قادر على تحمل أعباء المسؤولية وبالتالي يستطيع هذا الجيل أن يساهم بفعالية وحرص وتفاني في بناء الوطن, وكم نحن بحاجة لبناء وطن يحتضن الجميع دون تمييز ويكون ملاذاً لأبنائه وخيمة واسعة يجتمع تحت ظلها كل أبناء العراق, يجب أن يدرك الجميع إننا بحاجة إلى لملمة الشتات وتوحيد المواقف الوطنية وان التهجم والطعن بالآخرين لن ينفع العراق إذا كنتم فعلاً تحرصون على وحدة العراق واستقراره.
[email protected]

أحدث المقالات