منذ انطلاق التظاهرات التي كانت عفوية صادقة مدنية الروح علمانية الطابع في بداياتها برزة صورة واضحة للصراع كأننا في حالة لقاء او حوار سياسي بين شاب انطلق بكل عنفوانة وطيبتة يحارب على طريقة دون كي شوت طواحين الهواء .وبين قوى شاخت وكبرت وترهلت شاخت بحكم الزمن وطول السنين فلم تعد قادرة على مواكبة روح العصر او تقنع احد وترهلت بحكم اموال الفساد والسرقة بل وصلت الى حالة الانتفاخ فلم تعد قادرة على الحركة واستحقاقاتها فظلآ عن كونها غير راغبة بالحركة
ولا كن مع ذالك فقوى السلطة تملك النفوذ في كل دوائر الدولة مشكلة مابات يعرف بالدولة العميقة وهذة في العالم كلة اخطر من الدولة الظاهرة فالموظفين والمدراء العامين وبعضا لضباط هم جسور لنفوذ قوى الفساد السياسي هم النفوذ الحقيقي وهم من يتولون قيادة الفساد من موقع اقل وهم من يخطط لما يعرف بالثورة المضادة بالادبيات اليسارية او قوى الردة حسب المفهوم الاسلامي والدولة العميقة لها تقاليدها واخلاقياتها .قوى السلطة تملك المال السياسي والمال السياسي لة دور في شراء النفوذ وكسب الولاءات وتسخير وصناعة الفضائيات والصحف والاقلام وربما تخلق قاعدة شعبية من المنتفعين او تخلق عبر الاعلام اجهزة قادرة على خلق رأي عام شعبي يمجد حتى الفاسدين عبر التسقيط والتمجيد والخبر والاشاعية الى غيرها من فنون الدعاية وهنالك المليشيات والمجاميع القذرة التي تحكم بسطوة نفوذها وتدبر الاغتيالات والانفجارات وهنالك العشائرية التي توظف ببراعة لتخلق قوة لهذا او ذاك فتنطلق العراضات السياسية وربما تشكل جسرآ متحالفآ مع السلطة وفسادها وهنالك العامل الدولي الاقليمي الفاعل من طهران الى الرياض الى اسطنبول وصولا الى موسكو ولندن وو اشنطن وهنالك خطر الارهاب القاعدي الداعشي الذي يلوح فية ويوظف ويستغل لخلق نفوذ سياسي وهنالك الدين الذي اخرج من اطار علاقة الفرد بما يعتقد و تحول الى اداة وايدلوجية سياسية تستخدم للتسلق الى السلطة والبقاء فيها …
في ظل اجواء التظاهرات ومع تراجع حدة التظاهرات دخل السيد مقتدى الصدر على الخط داعمآ وبقوة في خطوة اثارت تساؤلات مبررة وجدل مقبول وتغطية اعلامية واسعة وقد اصبح التيارالصدري اللاعب الاهم على الساحة في الايام الماضي بأعتقادي ان الموضوع ليس عصيآ على الفهم اذا قلنا ببساطة ان مقتدى الصدر هو من دخل على الخط وليس التيار بهذة التفكيكية يمكنالتعامل مع الموضوع فالتيار الصدري اليوم مؤسسة حاكمة متكاملة مع الائتلاف الوطني لديها نواب ووزراء ومحافظين ورؤساء مجالس محافظات واعضاء مجالس محافظات ومدراء عامينومجالس بلدية وعشرات الالاف من الموظفين في الدوائر المهمة وهنالك مجموعة من المقاولين وكبار التجار في قطاع اعادة الاعمار متحالفين مع التيار وهنالك رجال الدين و جيش سرايا السلاماو لواء اليوم الموعود في النهاية فأن ماينطبق على القوى الاخرى ينطبق على التيار الصدري فهنالك فساد و سرقات وثروات مكدسة لدى موظفين يدعون الانتساب للتيار ووزراء ومدراء ورؤساء واعضاء مجالس تابعين للتيار الصدري لا يختلفون على باقي الكتل هم جزء من واقع اسمة قوى التحالف الشيعي بما تحملة من اخطاء السياسة وخطايا الفساد .(وهذا الوصف يجعل هذة الطبقة بحكم انتماءها الطبقي الجديد وثرواتها خارج اطار جمهور زعيم التيار الصدري الحقيقي).هنالك معادلة مفهومة في سياسة الشرق الاوسط وهي انة في ظل فترة الازمات والمحن ومع فشل الاحزاب والتجارب القومية فأن الشعوب اتجهت للبحث عن اليقين والخلاص الروحي وقد وجدت في الدين عزاءها وفي العودة الى الذات خلاصها وبرزت عدة زعامات وفق هذا المنظور .وعندما برزت ازمة الحصار في تسعينيات القرن الماضي ومع هزائم البعث وجدت جماير عريضة من الطبقات المسحوقة والكادحة من فقراء الشيعة عزاءها ومنقذها في شخص الشهيد محمد الصدر والد السيد مقتدى هذة الجماهير هي الجمهور الحقيقي للسيد مقتدى الصدر وهي تنظر فية امتداد لوالدة فألابن سر ابية في الموروث الشعبي وهي من نظرت الى التيار كحامي ومدافع عنها لحظة غياب الدولة في 2003 .لكن مع بروز طبقة المليارديرية الجدد في التيار ومع فساد الموظفين في دوائر الدولة التابعين للتيار ومع تحول مسؤولي التيار الى طبقة من الاغنياء ومع مارافق ذالك ظلم واجحاف وفساد فأن كل هذة المساوئوالافساد صار يجري بأسم التيار الصدري واسم رموزة طبعآ وهذا اثار اسئلة وتسائلات مشروعة من جماهير التيار التي اصبحت ترى نفسها مجرد رقم انتخابي يصوت لمن لا ينبغي ان يمنح الصوت وهنا فأن قساوة الواقع واخفاقات التجربة السياسية ستجعل المثل والفكرة السياسية الدينية نفسها محل تساؤل وضعف يقين . هذة الوقائع ستجعل مشروع التيار محل تساؤل ومن هنا فأن الامور تستدعي وقفة ولو من باب المحافظة على خطى الاب الشهيد او رمزية المثل