17 نوفمبر، 2024 10:18 م
Search
Close this search box.

التيار الصدري إلى أين ?

التيار الصدري إلى أين ?

يعد السيد مقتدى الصدر شخصا طارئا على السياسة في العراق صنعته ظروف غير سوية ليكون واجهة حقيقية وصورة نموذجية للخراب العام، ومن الجائز القول إن الصدفة وإيران وكذلك المخططات الأمريكية  وسمعة والده المرحوم الشيخ محمد صادق الصدر قد اجتمعت لتضعه في واجهة الأحداث ليكون أحد أطراف المعادلة السياسية العراقية بتعدد مساوئها وعاهاتها وأيضا يكون في الكثير من الحالات بيضة القبان للأزمات والعقد وفي الوقت ذاته الرأس للعديد من الجرائم والخراب الذي عم العراق حاله حال بقية شركاؤه في تقاسم الغنيمة بعد سقوط بطل الحفرة.

يمارس تيار الصدر وقائده سياسات مراوغة تنم عن طبائع ماكرة ولكنها تبدو في الكثير من الأحيان مكشوفة وساذجة وغبية فنجد هذا التيار وتقليدا للمراجع الدينية قد استخدم أسلوب توجيه الرسائل والأسئلة من أحد أو مجموعة أشخاص حقيقيين أو وهميين ويقوم مقتدى الصدر بالإجابة عليها والقصد من هذا عرض ما يرتئيه مقتدى من توجيهات أو أعطاء تعليمات أو إبداء رأي في مسألة أو حالة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية ويغلب على هذه الرسائل منهجية السؤال العام الشعبي والجواب الذي يماثله بالسذاجة رغم أهميته. وتتحدث هذه الرسائل ومثلها أجوبة السيد مقتدى وبشكل مكرر وممل عن الواجبات الشرعية والأخلاقية والوطنية التي من الواجب اتخاذها من قبل مقتدى نفسه أو تياره، ودائما ما توجه سهام النقد في هذه الأسئلة والأجوبة إلى حكومة السيد المالكي ويطعن فيها بجميع المواقف التي يتخذها المالكي شخصيا أو تشريعيا وقد درج السيد مقتدى على وضع نفسه وكتلته كخصم عنيد لسياسات سلطة المالكي وحزب الدعوة وأخر ما هدد فيه هو ربيع عراقي يكتسح الشارع يقوده تياره لكشف الفساد وضد الطائفية والعرقية .

شعار جميل لواجب شرعي وأخلاقي ووطني سمعناه من التيار ومن قائده السيد مقتدى الصدر منذ أول يوم دخلت فيه قوات الاحتلال أرض العراق ولكن على أرض الواقع لم نشاهد بالملموس من قبل السيد أو تياره مثل هذه الواجبات بل العكس فالتيار حصل على وزارات ومناصب  كثيرة وحيوية في حكومة السيد المالكي ولكنها تعد حالها حال باقي التشكيلة الوزارية فاشلة ومنخورة بالفساد والسرقات ولم تقدم ما ينفع الناس بل كانت وبال على الشعب العراقي ومع هذا يتحدث السيد مقتدى عن الواجبات الشرعية والوطنية. أذن لماذا قبل بالمحاصصة الوزارية والإدارية وفي جميع سلم التشكيلات الرسمية العراقية إن كان يرفض المحاصصة، وأي واجب شرعي وأخلاقي دعاه لمثل هذا، ما الذي يبقيه في دست الحكم يدير شؤون الناس بالرغم من ما يقدم من التماسات وشكاوى على وزرائه وعلى رفاقه وطرق تعاملهم مع الناس وتفشي السرقات في دوائرهم وقتلهم للخصوم وتهديدهم اليومي لمخالفيهم في الرأي، ما هو الواجب الشرعي والوطني في كل هذا والذي جعل أغلب شركاء التيار الصدري في العملية السياسية ومثلهم جميع أبناء الشعب العراقي يتهامسون حذرا وخوفا حين يريدون التحدث عن سرقة المال العام والاتاوات و التعديات والأفعال المستهجنة التي يقوم بها أعضاء التيار رجال ونساء.

الحديث عن الواجبات الشرعية والأخلاقية والوطنية توجب على المرء أن يكون صادقا مع نفسه أولا وإن لا يتمم المرء بالتراب مع وجود الماء، وتطهير البيت أحق وأفضل وأكثر صدقا من الحديث والضجيج عن ربيع عراقي يطهر الزقاق والمحلة.

ومثلما توجه الأسئلة للسيد مقتدى الصدر ليجيب عليها نتوجه له بأسئلتنا لا نريد منه جوابا بقدر ما نريد له أن يدونها لديه و يتحقق منها حقيقة وبصدق وليس نفاقا مثلما عودنا عليه حين شكل العديد من اللجان ذرا للرماد في العيون دون نتائج.

ـ ما الذي قدمه وزراء التيار الصدري للشعب العراقي من خدمات وما هي منجزات وزاراتهم. ومثلهم أعضاء مجالس المحافظات.

ـ ما الذي يبقيهم في الوزارة إذا كان السيد المالكي يقودهم من فشل إلى أخر ويستغلهم لتمرير مخططاته حسب ما يدعون.

ـ لماذا استقال السهيل بعد أن كان طيلة تلك المدة مشاركا بسرقة المال العام والمتكتم على المجرمين والإرهابيين.

ـ أذا كان السيد المالكي يناور ويحاور ويضع في عقله أن يكون حزب الدعوة سيد المواقف ويضغط بالعديد من الأمور على من أيده سابقا كي ينقادوا له ولمغامراته مثلما تدعون فما الدوافع التي جعلت التيار الصدري يأتلف معه ويستمر في التحالف الوطني كل ذلك الوقت. هل المال السائب  والمناصب كانت تلعب أدوار حاسمة أم  هناك جهات خارجية لها اليد الطولى في قرار البقاء في جانب المجرم والتخلي عن الواجبات الثلاثة التي تصدع الرأس بطنينها.

ـ أين نتائج التحقيق في التهم الموجه لأعضاء كثر في كتلة الأحرار وباقي رجال التيار الصدري التي ضجت الناس من جراء أفعالهم المشينة .

ـ ما موقف الواجبات الشرعية مقارنة بجهل وسذاجة ما يصدر عن الكثير من قيادات التيار وأخرهم السيدة مها الدوري والشهيلي .

ـ ما وضع الواجبات الشرعية التي يتحدث عنها السيد مقتدى مع ما يظهره أعضاء تياره من غنى فاحش بعد أملاق طويل وخير مثال على ذلك مكرمات السيد بهاء الأعرجي وغيره.

أحدث المقالات