23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

التيار الشعبي الجديد مع مَنْ وضِدَ مَنْ؟

التيار الشعبي الجديد مع مَنْ وضِدَ مَنْ؟

لا يختلف اثنان على أن البغدادية، داعبت عقلية المشاهد العراقي بطريقة قل نظيرها، وأصبحت قناة المظلومين بالعدد الهائل لمشاهديها، في عهد الحكومة السابقة، التي اشتهرت  بالفساد والفشل في إدارة مؤسسات الدولة، لكنها لم تستطيع أي “البغدادية”النيل من العشق الأزلي بين المواطن البسيط وصاحب الحكم.
أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2014، فوزا كبيرا للسيد المالكي بأغلبية مقاعد المنافسة مع الحكيم والصدر، وبرغم الاعتراضات التي حصلت، وغرابة الفوز في مناطق نفوذ أخرى في بغداد وأطرافها، لكن المحكمة الاتحادية صادقت على النتائج.
المؤيدون للولاية الثالثة باركوا الفوز، والمعارضون لم يتقبلوه، لكن البغدادية لبست البياض وفكت حزنها، أملا بتنحية المالكي عن الحكم، وكان ذلك بفضل المرجعية الدينية وتوجيهاتها السديدة، وليس  بفضل البغدادية، وكل مشاهديها، فكان العبادي خير خلف لشر سلف، باعتقاد البغدادية.
مع كل تلك التغيرات عاد السواد من جديد للبغدادية، وبدأت تطلق نداء لظهور تيار شعبي جديد، اسمه البغدادية، يطغى على مسامع الناس يوميا، وبدأت شخصيات تلوح في الأفق، ومع طمطمة ملفات فساد الفترة السابقة، أو عدم التجرؤ على فتحها من قبل الحكومة الحالية، وتعيينات الوكالة من المقربين لدولة القانون، لم تتحرك مشاعر التيار الشعبي الجديد، بهذا الاتجاه، لأسباب قد تكون إستراتيجية بالنسبة للقناة.
 تظهر صورة حمار يجر عربة، لينقل الأزبال، وفديو يظهر ناقلة مياه مجاري ثقيلة تفرغ حمولتها في الشارع، يقال أن المكان هو البصرة، والناس تشتكي من الشركة الكويتية التي تعاقدت معها الحكومة المحلية، والتي قد تكون استخدمت هذه الطرق.
السيد الحكيم في ملتقاه الأسبوعي، يحذر الإعلام من الانجرار وراء الصور المفبركة، التي غرضها الأساسي هو تسقيط المسؤول، بعد أن استجاب لدعوة البغدادية وحقق بالموضوع، وفي اليوم التالي لا تتجرأ البغدادية على نقل كلام السيد الحكيم وتحذيره للإعلام المضلل، بل إكتفت بنشر صورة “فيس بوكية” تشرح موضوع التحذير تقول أنها جاءت من مكتبه.
تخوف البغدادية ليس ظاهرا لجميع الناس، وخاصة البسطاء في تلقيهم، فهم يصدقوا ما يقال من سلبيات ويتلقفونها، من غير فهم أو أدراك، لكن ما حصل من عدم إظهار المقطع الفيديوي للملتقى، ترسخ في ذهن كل المشاهدين تقريبا، وترك إشارات لا تخلو من ريبة…!
بغض النظر عن نية البغدادية وتيارها الشعبي الجديد، ومستقبلة في السنوات المقبلة، تبقى لدينا شكوك حول تعظيم هذا الموضوع الصغير من قبل قناة البغدادية الموقرة، وترك مواضيع أكبر من مزابل كل محافظات العراق، الذي يئن تحت وطأة الحرب وأنعدام الأموال المصروفة لمحافظاته وخاصة البصرة.
فهل أن التيار الشعبي للبغدادية، أصبح يستخدم وسيلة الإعلام، بحسناتها وسيئاتها؟، ليتنافس مع تيار شهيد المحراب والتيار والصدري وباقي التيارات الأخرى، ويجد موطأ قدم له بين مساحة نفوذ هذه التيارات، لنيل مستقبل سياسي في السنوات المقبلة، أم أن الصدفة هي من جعلت هذا الموضوع يتشعب ويكبر