23 ديسمبر، 2024 10:59 ص

التيار السياسي غلب التيار الكهربائي

التيار السياسي غلب التيار الكهربائي

يختنق العراق بزحمة المشاكل العالقة والمتدلية من سقف الانحطاط السياسي والذي يعتبر اليد الرئيسية في حياكة تلك المؤامرات ونسجها سعيا لأطماعهم الشخصية بالدرجة الاولى ومن ثم النيل من رفعة البلد وسموه ودفنه تحت ركام الجهل والتخلف .

من اهم المعضلات التي تبدو غير قابلة للحل وتختفي خلف كواليس مبهمة لا يعلم بسرها الا الله هي مشكلة الكهرباء في العراق , فغياب تلك الركيزة الاساسية في الحياة البشرية والتي لا تغيب في اغلب الدول الا المتخلفة منها هي من اخطر الآفات السياسية التي من شانها ابقاء العراق متخلفا ومعذبا وكان هناك ايادي خفية تحترف الدمار والخراب رغم المليارات التي خصصت لإعادة اعمار المحطات الكهربائية وتزويدها بالوقود لقتل علامات الاستفهام التي توالت سنوات طوال عن معضلة هذه الحاضرة الغائبة .

فلم تعد الوعود المتوالية التي يصرح بها المسؤولين تأخذ مصداقيتها في الشارع العراقي لما تحمله اعذارهم الواهية من اسباب روتينية غير مقنعة يكسوها غبار الفساد وقلة الكفاءة وغياب التشريعات وتضارب المعلومات والقوانين في بلد تقطعت اجزاءه اوصالا تحت وطأة التخلف الاداري والتشريعي وصدأ الضمير الانساني الحي.

ما يشهده العراق كل يوم من نفور شعبي ومظاهرات احتجاجية على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وعدم مضي الحكومة العراقية قدما بالوعود التي قطعتها للشعب منذ سنوات خلت لهي اكبر ثورة شاجبة للوضع المتردي بصورة عامة وكأنها انطلاقة حية لصحوة الضمير العراقي من غفوة الآمال المرتقبة لإيجاد حل لهذا الملف والملفات الاخرى التي اكل عليها الدهر وشرب  نتيجة تفشي الفساد الاداري والمالي وازدياده كالسرطان في حياتنا والقضاء عليه بشكل نهائي , بغية الخروج بنتائج ايجابية تنتشلهم من واقعهم المظلم  والنهوض بالوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي  بما يليق بشعب ولد من رحم الحضارة والاباء.

تيارات سياسية منافسة وتيارات كهربائية مترهلة واجساد امتلأت بالشحنات العارمة , سباق تخوضه الساحة العراقية وصراع بين قوى الخير والشر كزوبعة هائجة تقتلع جذور اليأس وترمي بها الى حيث لا تعلم علها من المجهول تصنع الرؤية الحقيقة والتي تتوق اليها عيون غشاها الظلم والبهتان.