18 نوفمبر، 2024 2:28 ص
Search
Close this search box.

التيارات الاسلامية الصاعدة وتجاوز الاشكاليات

التيارات الاسلامية الصاعدة وتجاوز الاشكاليات

تباينت التيارات الاسلامية الليبرالية منها والتقليدية في تفسير الديمقراطية تبعاً لتجربتها الانسانية وخبرتها العملية في الادارة والتنظيم للحياة السياسية للدولة وقدرتها على بلورة فهم جديد للرأي العام لتقبل افكارها واراءها .
وتنقسم هذه التيارات الى قسمين ، الاولى تؤكد على أن الديمقراطية ليست مبدأ وانما اداة ، والاخرى تؤمن ان الديمقراطية مبدأ اساسي للنظم السياسية للتعامل مع المواطن بحقيه المدني والسياسي  مما ينبغي التمسك بها كمبدأ يمكن اعتمادها في الحياة السياسية المعاصرة ، وكلٌ منهما له حجته في تفسيرها واعتمادها في نهجه وسلوكه لمفهومي المبدأ والاداة .
فالاولى تنظر الى نجاح أو فوز عدد من المرشحين وتبوأ مراكز في السلطة والقرار والحكم بالرغم من وجود نقاط سوداء في حياتهم السياسية ، فلو كانت الديمقراطية مبدأ لما سمح لهؤلاء بالصعود ، لذا فانها اداة للوصول الى السلطة والحكم . اما الاخرى فتعتبرها مبدأ كونها يرتكز عليها الحكم الرشيد وبدونها لا يمكن أن تتحدد العلاقة بين المواطن والسلطات أو بين الفرد والحاكم . وامام هذه التصورات لمفهوم الديمقراطية في كونها مبدأ  او اداة نرى ان التيار الرسالي العراقي قد تجاوز هذه الاشكالية باعتباره تياراً اسلامياً لا يتوقف في حدود المبدأ او الاداة وانما يعتمد على النتيجة النهائية في ممارسة الحكم الرشيد وبناء دولة المؤسسات . في حين يؤكد  التيار الرسالي العراقي  في طروحاته ان الصعود الى السلطة ليس هدفاً وانما وسيلة لبناء وادارة الدولة وتقديم الخدمات للمواطن .  ووضع التيار حداً فاصلاً بين المشارك والشريك في الحكم ، لذا امتلك التيار الرسالي العراقي قابلية التعامل بمرونة مع رغبة كبيرة في تطوير وبناء الدولة حتى وان كان خارج السلطة .
من جانب اخر نرى ان تنامي دور التيارات الاسلامية المسيسة وتأثيراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمع بالرغم من توفير بعض متطلبات وحاجات الناس من خلال استقطاب اعداد كبيرة من الشباب العاطل عن العمل واعطائهم الوعود بايجاد منافذ عمل لهم وتعينهم  في دوائر الدولة او في المكاتب والفروع التابعة لها مما اوجد نوعاً من عدم الولاء المطلق والايمان بفكر وطروحات هذه التيارات مما يشكل تحدياً لاستقرار وتطور النظام السياسي في البلد ، فضلاً عن التشكيك في قدرات واراء هذه التيارات . ومن هنا نعتقد ان تبني التيار الرسالي العراقي للطروحات المعتدلة والتي مزج بين الماضي المتمثل بالارث الفكري التنويري للشهيد الاول محمد باقر الصدر ، والحاضر بالانفتاح على كافة شرائح المجتمع وتبني الوسطية والحيادية بالتعامل مع الاحداث والوقائع السياسية والفكرية مع التيارات والحركات والاحزاب ، واستشراف المستقبل الذي يحمل في طياته امال وطموحات الشعب ويرفض النظرة البائسة التي تنظر الى الواقع بيأس وتراجع ونكوص ، وينظر الى الماضي بالرغم من جراحاته  المريرة في الاجساد والنفوس  والعقيدة  الا انه  شكل مرحلة مهمة من مراحل الرأي في عصر العولمة  . فالنظرة التي يحملها التيار الرسالي هو عدم القفز على الحاضر حتى وان كان متعثراً لانه طريق الولوج الى  عالم  البناء والتسامح .

أحدث المقالات