17 نوفمبر، 2024 9:40 م
Search
Close this search box.

التونسيون والمصريون وعراق لبيك يا حسين واشياء اخرى !!

التونسيون والمصريون وعراق لبيك يا حسين واشياء اخرى !!

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر . بهذه الكلمات للشاعر ابو القاسم الشابي افتتح مذيع احدى  القنوات التلفزيونية التي نقلت خبر نتائج الزحف المليوني  للشعب التونسي الشقيق الذي ادى الى التغيير وانهاء حقبه حكم الاحزاب الدينية المتشددة التي شوهت صوره الربيع في تونس الخضراء والتي وقفت بالضد من  الزحف المليوني للشعب المصري الشقيق الذي لفظ حكم الاخوان الارهابي وحاولوا ان يجهضوا احلامهم في تحقيق حلم الدوله الكريمة لكن شجاعة واصالة الشعب المصري الشقيق وعقل الحكيم السيسي حالت دون تحقيق حلم الحزب التونسي الحاكم انذاك في انقاذ حكم الاخوان الارهابي .

نهض الشعبان الشقيقان التونسي والمصري بكل قوة لتعديل كفة الميزان ولم يكن له قائد او رمز يحركانه سوى  وعي الشعبين وحبهم لوطنهم واصرارهم على رفض الذل والهيمنه لتلك الاحزاب المتطرفه الفاشله .

ادرت القناة الى اخرى عراقية حيث رايتها تنقل اخبار الملايين الزاحفة نحو كربلاء المقدسة نحو ضريح سبط رسول الله (ص) في ذكرى استشهاده (ع) ومن مئات الكيلومترات وهم يهتفون (لبيك يا حسين ) و( هيهات منا الذلة)  واخرى تنقل خبر اطول مائدة طعام والتي امتدت لثلاثين كيلو متر من سوق الشيوخ  الى الشمال والناس مبتهجة بان الطعام والخدمات متوفرة طول الطريق ووافدين ينصبون المطاعم ويشوون اطنان من اللحوم  ويوزعون اخرى من الفاكهة .

كنت اتساءل في قرارة نفسي (ماهو يا ترى ذلك النداء الذي اطلقه سبط رسول الله (ص) عندما رفض البيعة للحاكم الفاسد ويريد محبيه ان يلبوه؟؟). ربما يكون ندائه ( ايها الاحرار كلو ثم كلوا ثم اشبعوا بطونكم واوصيكم بالاكل في كل زمان ومكان ؟) او ربما كان ندائه (ع) يقول ( ايها الاحرار امشوا وامشوا وامشوا لمسافات طويلة فالمشي احسن رياضة؟) والا ما رأيت من تلك الملايين غير المشي والاكل .

لا ! نداء الحسين (ع) في وقتها والرسالة التي اراد ان يوصلها للاحرار هي ( الاصلاح ) والثورة ضد الفساد والجور وسرقة اموال الفقراء والايتام والارامل . ضحى بنفسه (ع) وال بيته من اجل هدف سامي هو الاصلاح في امة جده رسول الله (ص).

في الفتره السابقة حكمتنا مجموعه فاسدة نهبت ثروات البلاد وسلمت نصف العراق لخوارج العصر وكانت تلك الفئه الفاسدة قد تفننت في سرقتها وانهار الجيش العراقي في عهدها انهيارا تاريخيا لم يحدث من قبل  ولن يحدث وقد اثبتت بشاعة الفساد وحجمه الحكومه الحالية ولجان التحقيق ولم استنتج ذلك من تلقاء نفسي . وقتها كنت انا والالاف نصرخ ونقول ان تلك الفئة قد ضيعت ثروات العراق وضيعت ارضه وشعبه وما نلمسه على ارض الواقع خير دليل على كلامنا . فئه استأثرت السلطه وسخرت القانون لخدمة احلامها المريضة لثمان سنين عجاف .

كنت اتوقع من تلك الحشود المليونية السنوية صاحبة هتافات (لبيك يا حسين , هيهات منا الذلة ) ان ينتفضوا كما انتفض التونسيون والمصريون الذين لا حسين عندهم ولا كربلاء ولا يمشون بالملايين سنويا الى رمز معين ولا يهتفون بهتافاتكم من غير ان (يدركوا معنى ما يقولون ) , لكني صدمت عندما رأيت تلك الملايين لم تكتفي بالصمت على ذلك الفساد بل زحفت بعشرات الالاف وربما المئات حتى يقولوا نعم لتلك الفئه الفاسدة واطلقت تسميات مثل مختار العصر وخنساء العصر ورجل المرحلة والحزب الحديدي على تلك الطغمة الفاسدة !! واتهموني بشتى انواع التهم عندما وضحت لهم خطورة افعالهم . هل سيقبل منا سبط الرسول تجريد ثورته من محتواها والاكتفاء بالسير والاكل في تلك المناسبه وتصويرها للعالم على انها مهرجان الطعام الاعظم ؟؟ هل بتلك الطريقة يتم احياء امر ال بيت رسول الله (ص)؟؟

ايها المغفلون والمتملقون والفاشلون عليكم ان تشعروا بالخجل عندما تنظروا الى التونسيون والمصريون عندما ثاروا ككتلة واحدة وزحفوا بالملايين من اجل الاصلاح ومن اجل تنفيذ رسالة الحسين (ع) من غير ان يدركوا ذلك لان الشعوب الحرة الشجاعة لا تحتاج ان يذكرها احد برسالة العظماء من اجل ينتصروا لارضهم وشعبهم ومستقبل ابنائهم .

وابقوا انتم ايها المدعون بحب الحسين (ع) واله كلوا واشربوا وامشوا واهتفوا من غير وعي ولا ادراك فلن ينكسر القيد ابدا ولن  يستجيب القدر لكم مادمتم لا تريدون الحياة يوما .

*[email protected]

أحدث المقالات