23 ديسمبر، 2024 5:53 م

التوظيف الجيوسياسي للقرارات السعودية والمواقف ألامريكية ومايجري في الآنبار

التوظيف الجيوسياسي للقرارات السعودية والمواقف ألامريكية ومايجري في الآنبار

كثيرة هي التأويلات وألاجتهدات لمايجري في المنطقة والعالم , ولكن المعطيات الجيوسياسية كثيرا ماتغيب عن الحضور لدى المتحاورين نتيجة غياب العقل المعرفي الذي يستحضر أدوات التفكير ومواقف التناقضات التاريخية ومحطاتها التي لم تهتدي بنور السماء لاسيما تلك التي حملت أسماءا دينية ولكنها فارغة من المضامين الشرعية , لآن الدين رسالة سماوية , والشريعة خطاب وتفسير بشري , لذلك فالدين واحد لآن السماء واحدة , والشريعة متعددة , لآن البشر متعددون , والمفسرون مختلفون .

والقرارات السعودية ألاخيرة ” ألاحكام العقابية الخاصة بالسعوديين  المقاتلين خارج ألاراضي السعودية , وهم الموجودون في سورية والعراق تحديدا ” ثم القرار الذي أعلنته السفارة السعودية في أنقرة بتحمل تكاليف سفر السعوديين الراغبين بالعودة الى المملكة ” وهم مجموعة ألارهابيين التكفيريين الذين دخلوا الى سورية والعراق عن طريق ” تركيا , وألاردن , ولبنان ” وأخواننا من أهل ألانبار يعلمون ن من بين كل عشرة أرهابيين تكفيريين يوجد ثلاثة منهم من غير العراقيين , وللسعوديين بين ألارهابيين التكفيريين وجود ملحوظ في ألانبار وقد قتل أحدهم في منطقة ” البوفراج ” و” البوبالي ” أما في سورية فهناك عشرات القتلى ومئات ألاسرى من السعوديين , والدعوات العلنية للجهاد في سورية كان يمارسها خطباء المسجد الحرام والمسجد النبوي علنا في العام الماضي .

ومثلما كانت ألادارة ألامريكية متحمسة لدعم مايسمى بالمعارضة السورية التي أسبغت عليها صفة الثورة وسارت فضائيات معروفة بتحريضها الطائفي لتشجيع هذا ألاتجاه الذي يستعمل مصطلحات الثورة في غير مناسباتها .

وألادارة ألامريكية كانت ترمي من وراء ذلك تفتيت وأضعاف محور المقاومة والممانعة الذي لم يفهم من قبل العقل العربي الذي يتعرض لهجمة من التشويش والتضليل أنتجت تحليلات وكتابات مضللة أدت الى تحقيق مايسعى اليه العقل الصهيوني التوراتي الذي أستطاع بالجيوسياسة أن يقود العقل ألاوربي وأنظمة التبعية العربية التي أصبحت لاترى ضيرا من المصالحة مع أسرائيل وقبول مفهوم ” الدولة اليهودية ” التي ستترتب على قبولها ضرائب ومضاعفات لايعرفها من لايعرف الجيوسياسية ألاقتصادية .

وعندما بدأ العقل القيادي ألامريكي يدرك مخاطر  اللعبة بأدوات ألارهاب التكفيري وذلك عندما صرح وزير ألامن ألامريكي قائلا : أن سورية أصبحت تهديدا للآمن القومي ألامريكي وهو يقصد بذلك ألارهاب في سورية وأرتداداته التي أصبحت الدول ألاوربية تعاني منه وتتخوف منه مستقبلا , وعندما أعلن عن زيارة الرئيس أوباما للمملكة السعودية في أذار القادم , سارعت السعودية لآصدار قراراتها ألاخيرة والتي تناقض تصريحات كل من سعود الفيصل وزير خارجية السعودية في أجتماعات الجامعة العربية , وأجتماعات مايسمى بأصدقاء سورية , وكذلك تناقض تصرفات ومواقف بندر بن سلطان في دعم المجموعات ألارهابية التكفيرية , وأعلان ألاثنين موقفهما العدائي الداعي لآسقاط النظام في سورية معتبرين أن سورية محتلة من قبل أيران , وهي دعوة مأزومة تعبر عن أزمة العقل الذي يحمل مثل تلك ألافكار التي لاواقع لها , ثم أن موقف النظام السعودي السلبي من الحكم في العراق هو ألاخر موقفا مأزوما لايأخذ المتغيرات العراقية كما تأخذها القيادة ألامريكية التي تتحمل وزرا كبيرا مما يجري في العراق .

أن مؤشرات المواقف ألامريكية ألاخيرة سواء من مؤتمر جنيف 2 أو من ألارهاب التكفيري في سورية والعراق رغم تباين موقفها في الساحتين العراقية والسورية ألا أن ذلك التباين هو مقدمة لتغيير الموقف ألامريكي من ألارهاب التكفيري , بل وحتى موقف  الرئيس أوباما من ألالعاب ألآولمبية في ميسوتشي  وكلفتها الباهضة ” 50 مليار دولار ” هي تعبير عن التملل والضعف ألاقتصادي ألامريكي الذي لم يعد قادرا على تحمل نفقات العمليات ألارهابية من خلال معارضات لم تظهر قدرة على التوحد والثبات الميداني الذي بدا لصالح النظام السوري وقواته المسلحة التي لم تنفع معها دعايات التحريض والتضليل مرة بالكيمياوي وتارة بما يسمى البراميل المتفجرة , كذلك لم تعد تنطلي ألادعاءات في العراق بأسم ” تهميش أهل السنة ” أو ” القصف العشوائي ” بعد أن أصبح واضحا من يقف مع ألارهاب التكفيري , ومن يقف مع وحدة العراق وجيشه الوطني , وهذا أختبار وأمتحان للآحزاب التي كانت تحسب نفسها معارضة وأذا بها تقع في حاضنة ألارهاب وتصبح فريسة له , كما أنه درس جديد لبعض أطراف التحالف الوطني من الذين لم يحسنوا حسابات الحقل والبيدر , فأصبحت حساباتهم تجديفا ووهما لايحسدون عليه لاسيما بعد أن عرف من يقتل جنود الجيش العراقي غدرا , وعرف من يعلن طائفيته في وضح النهار من الذين لم تعد تنفعهم شعارات ثوار العشائر وهي مسمى مضلل لداعش ومسيمياتها التي لاتخفى على من يفهم المصطلحات السياسية .

أن مايجري في ألانبار هو خيانة للوطن , وخيانة للدين والشريعة , وخيانة للاخلاق والضمير والروح العراقية التي خرجت منتصرة من كل حروب الردة والطائفية والعنصرية وبقيت بغداد كما قال الشاعرالعراقي مصطفى جمال الدين :-

بغداد ما أشتبكت عليك ألآعصر

             ألا ذوت ووريق عمرك  أخضر