23 ديسمبر، 2024 12:09 م

التوسيم الالكتروني

التوسيم الالكتروني

في سلسلة مقالات لماء الذهب ، ومقالات الظل الآخر:
انا اكتب ، اذن انا كلكامش (مقولة الكاتب) ()
من فضل ربي مااقول واكتبُ** وبفضل ربي بالعجائب اسهبُ( بيت الكاتب)
انا اصنع قرائي ، ولا تهمني الدعاية لمن تكون ، وعمن تكون( مقولة الكاتب)
قالوا: من العجب ان لانراك ديوانا ، او كتابا مطبوعا؟ !، فقلت: لأنني لااكتب طلاسم تضحك على ذقون المغفلين!( مقولة الكاتب)

لماذا لايتم توسيم الأقلام المميزة توسيما الكترونيا معنويا ، في محطة استراحة شهرية ، او فصلية ، او سنوية ، بحسب أريحية هذا المقترح ، والكلام هنا موجه الى هذا الكم الوافر من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية التي أصبح لها حضور قوي ومشهود ، في الساحة الكتابية والثقافية ، وأصبح لها قراء ومشاطرون ومعجبون ومسحورون ، وهل بعد السحر شيء اعجب!، وأصبحت تنافس اتحادات الأدباء ، وفوهات القنوات ، وهدهدات الأمسيات ، والصحف الورقية ، والمنتديات الثقافية الأخرى لما وجد فيها من أقلام وخواطر وبواعث ، وتجارب أدبية اختصرت أجيالا مهمة من زمان الكتابة ، ولما فيها من محصول كتابي قلما تجود به الروافد الأخرى ، بسرعة حضور قياسي ونوعي باهر!
ففي هذا التوسيم ، دلالات كثيرة : اهمها ان هذه الصحف والمواقع ، لديها رؤية بصرية مستقبلية مفيدة شاخصة في تحديات الكتابة، ولديها مخطط منهجي تسير عليه ، وقدرة مراجعة الذات ، من خلال مايكتب فيها ، ولها ، وعليها ، وإنها منزه عن التخبط الذي يمكن ان يطيح بالصروح الثقافية والكتابية الدارجة الأخرى ، وانها تمتلك معيار التمايز الآخر ، فهي تشهد مثلا : ان قراء القلم الفلاني ، أكثر من قراء القلم الآخر ، دون ان يكون لفلان اثر في التحريض على فلان ، او لصالح فلان ، كما يحصل في الواقع المباشر ، او ان مايكتبه قلم زيد فيه سحر ، يفتقر له قلم عمر ، او ان زيدا الشاعر مثلا ، تميز في سرعة مواكبته للإحداث وترجمتها ، عن بعد وعن قرب ، وعن قصد وغير قصد ، فكان سابقا ولاحقا دون غيره ، او ان زيدا الكاتب مثلا ، لديه القدرة على سبر أغوار مواضيع ، قلما يطرقها غيره ، او ان عمرا مثلا لديه القدرة على اعطاء نص متكامل ، متناسق من حيث العنوان والمضمون ، والأسلوب الريادي ، او ان زيدا مثلا ، رُصِد في كونه قادرا على تجديد معانيه الشعرية ، في قدرة عجيبة ، لم يكن احد يتوقعها من قبل ، فأتانا بنصوص متنوعة ، متنقلا بنا في سياحة كتابية ، بين نص نثري ، وعمودي ، ومقالي وو00 الخ ، او ان فلانا مثلا ، له نفس كتابي نوعي وكمي ، ترفع به عن غيره ، فرن جرس تفوقه في آذاننا أن 00 أو ان زيدا مثلا، يجيد نصه تطبيق القاعدة الإملائية والنحوية والصرفية والبلاغية وو00الخ ، بما يشعرنا بتفوقه على غيره ، فهو علمي أدبي، او انه لايمهلك فرصة بالتقاط أنفاس الملل ، بينما أنت تهرب من غيره بعربة يجرها حصان الاحتضار بالكلمات، او ان فلانا يستطيع ان يرمي بعباءتنا الإعلامية ، فيلقيها على أي حدث ، او ظاهرة ، فيقتنصها بكامرته الإبداعية ويرميها بين متناولنا 0 ام ترانا نظل نسير من غير المحافظة على مرتكزات المسير ، الأقلام المميزة هي مرتكزات مسيرنا، وهي عجلاتنا في اتجاه المسير بالاتجاه الصائب ، ام أننا أقررنا بما اقره علينا خصوم الأقلام المتألقة ، فوقعنا في حالة تخدير مايسمى الافتراضية التي أطلقها خصوم القلم الالكتروني من أقلام العالم الورقي ، على كل مايكتب بطريقة عجيبة غير مسبوقة ، ولا يسمح له ان يظهر في العالم الورقي ؛ لأن بعض ادوات وأصنام العالم الورقي تشعر بالتهديد لزوال مملكتها الكتابية الهرمة!
التوسيم الالكتروني ، لو اقر به وعمل ، لسجل صفحة مشرقة ، واتانا بالشمس من حيث هي ، لامن حيث غيوم عيون الآخرين ، وسيرسل رسالة صائبة ، ان العالم الالكتروني ، ليس افتراضيا كما يريده دعاة التهميش الورقي ، الذين اعتاشوا هكذا منذ عقود ، وان العالم الافتراضي الحقيقي : هم المزيفون والصنميون في العالم الورقي ، الذين ظلوا عقودا من الزمن ، لايجيدون سوى الابداع في محاربةالابداع0