23 ديسمبر، 2024 2:39 م

التورط التركي في سورية

التورط التركي في سورية

مهما كانت أسباب التورط التركي في سورية ومهما تعددت تفسيراتها في خضم تناقض المصالح وتقاطع المفاهيم في العالم ولاسيما بين محاور ألاستقطاب الدولي , فأن نتائج مايجري على ألارض في سورية , ومايجري في الداخل التركي على المستويين
1-  السياسي
2-   ألاقتصادي
هو الذي يجعل المراقب والمحلل السياسي يلمس بوضوح معنى التورط التركي الذي بدأت ملامحه على الشكل ألاتي :-
1-  رفض أحزاب المعارضة التركية لموقف حكومة أوردغان تجاه سورية .
2-  رفض شعبي تركي واسع للتدخل التركي في الشأن السوري
3-  رفض شعبي وبرلماني تركي لظاهرة المسلحين ألاجانب من عرب وغير عرب ممن يترددون على مخيمات الاجئين السوريين دخل تركيا ؟
4-  عدم تقبل الجيش التركي الدخول في حرب أو نزاع مسلح مع الجيش السوري .
أما الجانب ألاقتصادي فيلاحظ مايلي :-
1-  توقف شبه تام للصادرات التركية عبر المعابر السورية
2-  توقف أغلب الشاحنات التركية عن العمل
3-   تناقص السياحة الى تركيا والتي بلغت قبل التورط التركي بالشأن السوري تصل الى “30 ” مليون سائح سنويا .
أن التصريحات التي تناوب عليها كل من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أوردغان ووزير خارجيته أحمد داود أغلو فا جئت المراقبين والمحللين السياسيين في مايلي :-
1-  أنعطافتها الشديدة مع الجانب السوري من صداقة وتعاون وفتح الحدود ورفع تأشيرات السفر الى تنديد وتهجم وتحريض ضد القيادة السورية بشخص رئيس الجمهورية
2-  قيامها بأنشاء مخيمات بالقرب من الحدود السورية لآستقبال الاجئين السوريين في خطوة ظهر لاحقا أنها معدة مسبقا ؟
3-  التصريح بتبنيها للمعارضة السورية ودعوتها للآطاحة بالنظام السوري
4-  الدعوة العلنية لآسقاط النظام السوري
5-  أنشا ئها مايسمى بالمجلس الوطني السوري الذي يشكل ألاخوان المسلمون عموده الفقري , وقد أصبحت أسطنبول مقره .
6-  تحالفها مع كل من قطر والسعودية من أجل تجميع ودعم المسلحين من البلدان العربية وغير العربية مثل كل من :-
أ‌-     المسلحين من ليبيا
ب‌-  المسلحين من تونس
ت‌-  المسلحين من المغرب
ث‌-  المسلحين من ألاردن
ج‌- المسلحين من مصر
ح‌- المسلحين من السودان
خ‌- المسلحين من العراق
د‌-    المسلحين من السعودية
ذ‌-    المسلحين من اليمن
ر‌-  المسلحين من الصومال
ز‌-  المسلحين من أفغانستان
س‌- المسلحين من الشيشان
ش‌-  المسلحين من تركيا
ص‌- المسلحين من حملة جنسيات أوربية
ض‌- المسلحين من لبنان
ط‌-  المسلحين من فلسطين
وهؤلاء جميعا هم من تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري , وقد بلغ عددهم حسب بعض التقديرات خمسة ألاف عنصر , وقد دعوا بالمال من قبل كل من :-
1-  قطر التي أستهوتها التجربة الليبية وتدخلها فيها حيث قامت بالدعم المالي جنبا الى جنب مع دول الناتو ألاوربية حيث قام رئيس وزراء فرنسا وبريطانيا بزيارة بنغازي قبل سقوط القذافي .
2-  السعودية التي تحمس وزير خارجيتها لدعم المعارضة السورية المدعومة من قبل الغرب وقاطع مؤتمر أصدقاء سورية لآنه لم يقدم في تصوره الدعم الكافي للمعارضة السورية بشخص مجلس أسطنبول الذي يسمى بالمجلس الوطني السوري .
ولقد أخذت تركيا على عاتقها الدعم اللوجستي للمعارضة السورية , وأقامت عدة معسكرات داخل أراضيها لتدريب العناصر المسلحة وأدخالها الى ألاراضي السورية عبر الحدود التركية السورية التي تمتد الى مسافة ” 900″ كيلو متر .
وأصبحت مدينة أضنة التركية ومدينة غازي عين تاب ومدينة هكاري من المدن التي تستقبل المسلحين الذين يقاتلون في سورية بأسم الثورة السورية وهم ليسوا من السوريين , وسنرى كيف أثر ذلك على مواقف أغلبية الشعب السوري التي رفضت وجود العناصر ألاجنبية تعبث بأمن بلادها وتدمر منازلها وممتلكاتها وتهجرها أو تقتل من تقتل على الهوية , كما سنرى أن تأسيس مايسمى بالجيش السوري الحر الذي هو تجمع من الهاربين من الخدمة العسكرية , ومن بعض الفارين من الجيش السوري نتيجة أغراءات مالية من قبل كل من قطر والسعودية فقد عرف من تفاصيل الحدث السوري وتدخل هذه الدول في التحريض والدعم المالي وبالسلاح بأن السعودية أخذت على عاتقها تقديم الرواتب للجيش السوري الحر , بينما أخذت قطر على عاتقها تقديم خمسة ملايين دولار لكل مسؤول سوري عسكري أو مدني من الدرجة ألاولى عندما يعلن أنشقاقه عن النظام السوري , ولذلك رأينا هروب كل من :-
1-  مناف طلاس وهو عميد في الجيش السوري وأبن العماد مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع أيام حافظ ألاسد , ولقد أعترف مناف طلاس في لقاء تلفزيوني بأن المخابرات الفرنسية هي من قامت بالتمهيد لعملية هروبه الى لبنان ثم نقل الى تركيا وظهر مع في لقطة سريعة للاستغلال ألاعلامي مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أغلو , وفي المفهوم التنظيمي العسكري لايعتبر مناف طلاس منشقا وأنما هاربا لآنه لم يتمكن من سحب مجموعة عسكرية معه ولو على مستوى فصيل ؟ مما تظل عملية أنفصاله عن الجيش السوري مجرد عملية هروب تمكن النظام السوري من أعتبارها خيانة للوطن والمؤسسة العسكرية التي أدى يمين القسم في ألاخلاص للوطن ؟
2-  السفير السوري في بغداد : نواف الفارس الذي ترك عمله كسفير لبلاده في بغداد وأنتقل سرا الى الدوحة في قطر وظهر على قناة الجزيرة مع أحمد منصور يكشف أسرار بلاده ويتحدث عن جهاز ألامن السياسي وأرهابه للمعارضين , ومثل هذه ألاعترافات المتأخرة لاتخدم أصحابها ولا تؤذي النظام كثيرا فهو لم يترك عمله كسفير ألا بعد مايقرب من سنة ونصف من الحدث السوري , ثم هو بعثي لسنوات طويلة وتقلد مناصب كثيرة , وتصريحات بعض أطراف النظام السوري عن نواف الفارس بأنه كان يطمح الى أن يكون وزيرا للداخلية فلما لم يحصل على ذلك هرب من وظيفته الى الدوحة مما يسقط عنه كل صفة حقيقية للآنشقاق ويسقط عنه كل أدعاء للمشاركة بالثورة السورية , ثم لم ينسحب معه من السفارة أو السلك الدبلوماسي أو التنظيمات الحزبية لحزب البعث مايجعله يكتسب صفة المنشق ولذلك يظل هاربا مما سهل على النظام الطعن به .
3-  رئيس الوزراء رياض حجاب : لم يمضي على تسلمه منصب رئيس الوزراء في الحكومة السورية الجديدة سوى شهرين ثم أنسحب سرا وأتجه الى محافظة درعا ثم الحدود ألاردنية حيث أعلن النظام السوري عن أعفائه من منصبه ليلة ألاحد ولم يظهر رياض حجاب في ألاردن ألا يوم ألاربعاء مما جعل رواية النظام مقبولة , حيث قال أنه علم بألاتصالات التي تمت معه سرا وتركه ينسحب ظانا أن القيادة السورية غير عارفة بنواياه ؟ ويضيف بعض المسؤولين السوريين بأنهم قد وضعوا من يكون معه وهو عين للنظام الى أن تم خروجه من الحدود السورية بأتجاه ألاردن وكان بأمكانهم ألقاء القبض عليه متلبسا بالهروب والخيانة للمنصب والوطن ولكنهم قالوا لم نرد له أن يكون كبيرا في عين البعض ويجعلوا منه بطلا فتركوه يهرب الى ألاردن وبهذا لم يعد رياض حجاب منشقا وأنما هاربا وهو رئيس حكومة لم يستطع أن يكسب معه في ألانسحاب والتمرد مجموعة كبيرة أو صغيرة من الموظفين أو من الحزبيين , وكان ألاجدر برياض حجاب لوكان صاحب موقف حقيقي وهورئيس حكومة أن يعلن موقفه في رفض تصرفات النظام ويعلن أنتصاره لمطالب الشعب السوري أن كانت هي مطالب ألاغلبية ؟ وبذلك يكون أنسحاب رياض حجاب هروبا وقد عزز ذلك سفره الى الدوحة في قطر , ورياض حجاب عمل محافظا لدير الزور وهو أبن دير الزور ثم عمل وزيرا للزراعة في حكومة الدكتور عادل سفر ثم رئيسا للوزراء وهو كذلك بعثي قديم , وبهذه الطريقة فقد ثقة المعارضة السورية التي صرحت بأنها لن تستقبل هؤلاء في صفوفها لآن الصراع على السلطة هو العامل ألاكثر وضوحا في صفوف المعارضة التي لم تستطع عبر أربعة مؤتمرات لآصدقاء سورية وعبر لقاءات في كل من أسطنبول والدوحة وفرنسا وأمريكا وبريطانيا من أن تتوحد وكان مؤتمر القاهرة الذي شهد عراكا بالكراسي قد أعطى للداعمين ألامريكيين وألاوربيين عدم الثقة الكافية بالمعارضة السورية , ثم أن المتابعة ألامريكية لسير المعارضة السورية التي كانت تريدها وسيلة من وسائل أسقاط النظام السوري ومن ثم تدمير الدولة السورية لآهداف بعيدة المدى يتحقق من خلالها ألامن ألاسرائيلي وهو الهدف ألامريكي ومعها كل ألاوربيين , ولذلك بدأت أمريكا بفرض العقوبات ألاقتصادية على أيران بحجة المشروع النووي ألايراني وهو مجرد غطاء لنوايا الحقيقية في أضعاف أيران ومحاصرتها من أجل أسرائيل وأمنها , ولذلك كانت خطتها هو تدمير الدولة السورية وتقسيمها ثم تقسيم العراق الذي هيأت عوامل تقسيمه من خلال عملية سياسية غير متفق عليها بين ألاطراف والكتل الحزبية من أحزاب السلطة الذين أستضافتهم ألادارة ألامريكية لتحقيق مأربها أولا وتركهم يرزحون تحت سيل من الخلافات التي أودعتها في كتابة الدستور , ثم في طريقة ألانتخابات ثم في المحاصصة وهو الشرك الذي نصب بعناية أمريكية لآحزاب قليلة الخبرة عديمة الكفاءة لايرى منها ألا أخطاؤها وعثراتها ولا تعرف ألا بمشاكلها التي جعلتها في منأى عن هموم الشعب وحاجة الدولة للبناء السليم وأسترداد عافيتها التي دمرتها الحروب العبثية لصدام حسين ثم الحصار ألآقتصادي اللئيم الذي دام “13” سنة وأتى على تدمير كل شيئ , ثم ألاحتلال ألامريكي بمساندة قوات متعددة الجنسية الذي أجهز على ماتبقى للدولة والمجتمع حتى قيم المجتمع العراقي لم تسلم من العبث بها ومانشاهده اليوم من أعمال تتزاحم عليها بعض الفضائيات بأسم الفن والفن منها براء ماهو ألا نتيجة لذلك العمل المبكر من قبل من أحتلوا العراق في بداية القرن العشرين ومن أحتلوه في بداية القرن الواحد والعشرين وهم متفقون على سيناريو واحد وهدف واحد هو تدمير ثقافة ألامة أنطلاقا من الدول ذات التأثير في المنطقة والتي منها العراق ومصر واليوم يأتي دور سورية في التدمير , وقد وكل رئيس وزراء تركيا بالدور , فكان رجب طيب أوردغان ووزير خارجيته مثالا على ألانتهازية التي أستجمعت العوامل التالية :-
1-  الطائفية بكل أمراضها وما أستجد لها من عناصر تتخذ طابع التنظيم الجهادي الذي ينسب للآسلام زورا وخديعة راح ضحيتها الكثير حتى أصبح اليوم مايعرف بمفتي الناتو وهم مجموعة من المعممين والمشايخ الذي يفتون بجواز ألاستعانة بالناتو لآسقاط ألانظمة مركزين بذلك على النظام السوري حاشدين كل مالديهم من تحريض طائفي وعنصري لنصرة ألانظمة التي تورطت في الشأن السوري بعيدا عن كل قيم ألاصلاح ومعاني الثورة .
2- فجعلوا من غوغاء ألاعمال المسلحة ماتتوجس منها أمريكا التي تريد مستقبلا تظل تتحكم من خلاله ببلدان المنطقة , ولهذا فهي لاتريد غوغاء تفسد عليها خططها لاحبا بسكان المنطقة وأمن دولها وتقدمها ولكن حبا بمصالحها أولا وألامن ألاسرائيلي الذي لاينفك عن أولوياتها كذلك ؟
3-  ثم أن مايجري في سورية من هوس مسلح تقوده القاعدة الوهابية عبر كل من :-
أ‌-     جبهة النصرة لبلاد الشام
ب‌-  لواء التوحيد وهو للآخوان المسلمين
ت‌-  أحرار الشام وهو خليط من الجيش السوري الحر ومن جماعات مسلحة غير منظمة , يشارك معها عناصر من تنظيم القاعدة في سبيل عمل أستباقي للسيطرة على المعارضة السورية
ث‌- وهناك أسماء كثيرة مثل : كتيبة الفاروق , وجيش المجاهدين , وهي تنظيمات وهابية أرهابية , أخذت تتنافس مع مايسمى بالجيش السوري الحر الذي تدعمه السعودية ولذلك حدثت أشتباكات بينهما راح ضحيتها العشرات بل المئات من القتلى , مما جعل الداعمين وعلى رأسهم تركيا التي تحملت العبئ الكبير للمسلحين والاجئين ترى أن أفق الحل في القضية السورية يتجه الى ألابتعاد عن خططها وأهدافها من خلال تشكيل الرباعية لحل القضية السوررية وهي تتكون من كل من :-
1-  مصر
2-  أيران
3-  تركيا
4-  السعودية
وعندما لم تحضر السعودية ألاجتماع الرباعي في القاهرة بحجة مرض وزير خارجيتها فهمت تركيا أن هناك تغيرا في مسار الحل للقضية السورية لم يعد بيد من دفعها لتمارس حماسا منقطع النظير في الشأن السوري , مما جعل 80|0 من الشعب التركي يرفض تدخل الحكومة التركية في الشأن السوري , حتى ظهرت مظاهرات شعبية تركية في أسطنبول تحمل صور بشار ألاسد وتدين التدخل التركي في سورية الجارة والصديقة للشعب التركي
ثم نتيجة للتدخل التركي في سورية أزداد التحرك الكردي التركي المعارض للحكومة التركية وأزدادت هجمات حزب العمال الكردي التركي , ومما ضاعف هذه الحالة هو تحرك أكراد سورية في منطقة القامشلي والحسكة المجاورة للحدود التركية مما ضاعف مشكل الحكومة التركية وزاد من أحراجها الخارجي والداخلي فكيف تقوم الحكومة التركية بأستقبال المسلحين وأدخالهم في ألاراضي السورية بحجة دعم الثورة السورية وتحقيق مطالب الشعب السوري في الحرية , وهي أي حكومة أوردغان تقوم بقمع حرية ألاكراد وهم من شعبها البالغ تعدادهم مايزيد على “15” مليون كردي تركي وهذه الحدود العراقية التركية تشهد بصورة متقطعة غارات الطيران الحربي التركي وهو يشن هجماته على ألاكراد , وعمل من هذا النوع لايجعل من يقوم به مؤهلا للدفاع عن حرية ألاخرين حتى وأن طلبوا منه ذلك ؟
فكيف بنا أذا عرفنا أن غالبية الشعب السوري لم تطلب من الحكومة التركية ماتقوم به من زعزعة للآمن وألاستقرار السوري كما أن غالبية الشعب السوري وقواه المعارضة ترفض التدخل ألاجنبي في سورية ؟
ثم أن العمل المسلح من قبل الجماعات المسلحة سواء من تنظيم القاعدة أو من الجيش السوري الحر أو من الجماعات التي تنتمي لآحزاب لبنانية عرفت بمعاداتها للنظام السوري وسارعت منذ ألايام ألاولى للحدث السوري الى التورط بدعم الجماعات المسلحة في سورية بالمال والسلاح حتى أصبحت الشواطء اللبنانية مكانا لتهريب السلاح الى الجماعات المسلحة في سورية وشهدت معارك حمص وباب عمرو الكثير من ذلك فكانت سفينة لطف الله 2 من أوضح ألادلة على تورط جماعات لبنانية بالشأن السوري مما جعل مقولة الحكومة اللبنانية النأي بالنفس عن الحدث السوري مجرد شعار تنقصه الكثير من المصداقية وما أحداث عرسال ألاخيرة من قيام مسلحين لبنانيين وسوريين بتطويق عسكريين لبنانيين لآنهم ألقوا القبض على جماعة من الجيش السوري الحر داخل ألاراضي اللبنانية بالقرب من الحدود السورية وهي تطلق النار على موقع سوري حدودي ؟
أن موقف ألامريكيين من القضية السورية المتسم بالعداء الشديد للنظام السوري الداعم للمقاومة ومحور الممانعة الذي تمثله أيران والذي بدأ بالمطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار ألاسد , وهذا المطلب ألامريكي لم يكن حكيما لمخالفته لآصول الديمقراطية فتغيير الرئيس السوري من واجبات وحقوق الشعب السوري السيادية ولايجوز لجهة خارجية القيام بذلك على طريقة ماحدث في العراق , فصدام حسين كان مثالا سيئا لكل ألوان الحكم وهو من أعطى الذرائع للتدخل الخارجي وذلك من خلال رفضه القاطع بألاعتراف بأي معارضة , بينما رأينا في سورية أن بشار ألاسد أعترف بالمطالب الشعبية وبادر الى ألاصلاح وغير الدستور , وألغى قانون الطوارئ , كما ألغى المادة الثامنة التي تجعل القيادة محصورة بيد حزب البعث وسمح بالتعددية الحزبية , ودعا الى الحوار , ولكن الذي جرى أن المعارضة في الخارج والتي مثلها مجلس أسطنبول رفضت الحوار مع النظام بشكل قاطع بل رفضت حتى الحوار مع أحزاب المعارضة التي تتحاور مع النظام , وبذلك أغلقت كل الطرق الديمقراطية لحل القضية السورية بل أنها ذهبت الى رفض مقررات مؤتمر جنيف , والنقاط الستة التي طرحها كوفي عنان مثلما رفضت من قبل مقرات لجن الدابي ثم رفضت مقررات اللجنة الدولية المراقبة في سورية برئاسة الجنرال مود
أن فشل المعارضة السورية في عدم قدرتها على التوحد وفشلها في عدم قدرتها على طرح مشروع وطني لحل ألازمة السورية وبقائها أسيرة ألارادات ألاجنبية ودعوتها المستمرة للتدخل ألاجنبي في سورية هو الذي أفشل موقفها تجاه الشعب السوري مثلما أفشل من يقف ورائها حتى سمعنا أمير قطر يطالب في كلمته في ألامم المتحدة بتدخل الدول العربية عسكريا في سورية وهو دليل على أفلاس وفشل الذين تورطوا بالشأن السوري بدون دراية وخبرة في المجتمع السوري الذي يملك قدرا من الوعي الوطني وليس لهم دراية بالجيش السوري وطريقة بنائه وتنظيمه الذي ظهر على قدر كبير من ألانضباط والمهنية والقدرة على أدارة المواجهة مع حرب العصابات المسلحة مما جعله يقترب من تحقيق ألانتصار على الجماعات المسلحة مع زيادة في شعبيته من قبل المواطنين الذي أدركوا ماتفعله العصابات المسلحة من تدمير وأبادة عشوائية , ثم أن قدرة الجيش السوري على أمتصاص أقسى ماوجه له في هذه المواجهة المفتوحة والتي أستمرت أكثر من سنة ونصف هو عملية دمشق المخابراتية الدولية بتفجير مركز ألامن القومي وقتل أربعة من القيادات ألامنية منهم وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة , والتي كان المخططون لها يتوقعون أنهيار الجيش والمؤسسة ألامنية والحكومة , ولكن شيئا من ذلك لم يحدث مما جعل الجيش السوري يأخذ زمام المبادرة لملاحقة العناصر المسلحة التي عاثت فسادا غير ملتفت للجان المراقبة ودعوات الجهات التي تطالب بوقف العنف من قبل كل ألاطراف وهي دعوات مضللة غير منصفة أذ كيف تساوى الحكومة التي تدافع عن أمن مواطنيها مع العصابات المسلحة التي أعترفت كل لجان المراقبة من عربية ودولية بوجود عناصر مسلحة تمارس العنف ورغم كل قنوات التضليل الفضائية التي تقلب الحقائق في الميدان السوري ألا أن ألامور أصبحت تسير بأتجاه القبول بالتسوية السلمية وتراجعت أمريكا والدول ألاوربية عن التدخل العسكري وعن الغطاء الجوي وعن المناطق العازلة , ولذلك رأينا أوردغان أراد التخلص من عبئ مايسمى بالجيش الحر فقال لهم قولوا نقلنا قيادتنا للداخل السوري ؟ وهي عملية تمويه ظاهرها غير باطنها الذي يعبر عن الفشل التركي في القضية السورية والذي بدأ يشعر بالتورط الحقيقي في هذه القضية التي أرتدت مفاعيلها على الداخل التركي , ومن أشد معالم التورط التركي في سورية أنه لم يترك له خطا من الرجعة , مما يعني أن تركيا ماضية لمزيد من ألازمات على رأسها موضوع الدولة الكردية التي يراهن البعض على ولادتها لآن سوء تصرف الحكومة التركية خلق أجواء ومناخات ملائمة لمثل هذه الولادة ؟ .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]