18 ديسمبر، 2024 6:50 م

تسعى اطراف متعددة في العراق للمباشرة ووضع آليات لتسوية الاوضاع في المناطق المحررة واعادة اعمار المناطق التي طالتها معارك التحرير ووسط خلافات حادة واختلافات في طرح الافكار والمقترحات تبدو الحاجة ملحة لتوحيد هذه الاختلافات بما يعزز الجهود الوطنية لارساء الامن والاستقرار واعادة الخدمات لابناء المدن المحررة وبرغم ان هذه المهمة ليست يسيرة وتتطلب طاقات وكفاءات وجهوداً مضاعفة الا ان المؤسف هو غياب أي دور حكومي او برلماني لتجميع الخطط التي نسمع عنها في وسائل الاعلام او التي تطلقها تصريحات من قبل ممثلين في مجالس محلية او وزارات وباستثناء ما اعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي في اكثر من مناسبة عن وجود خطط لتثبيت الامن والاستقرار في محافظة الموصل من دون الاعلان عن تفاصيل هذه الخطط تغيب الشفافية عن الدور الحكومي في رسم معالم المستقبل في الموصل.

وغيرها من المدن التي عبث الاحتلال الداعشي بمقدراتها ومايزال ملايين الناس يعانون فيها ولابد من التأكيد بأن المرحلة المقبلة تتطلب ترابطاً كبيراً بين جهود الدولة الاتحادية بما تمثله بغداد من مركزية وبين ماتفكر به وتريده المجالس المحلية في كل محافظات العراق واقليم كردستان فتخصيص الاموال وتحديد المشاريع واختيار الوزارات والمؤسسات المعنية بتثبيت الامن واعادة الخدمات لايرتبط بمحافظة بعينها ولايقتصر على جهود وزارة واحدة او جهة واحدة وبالتالي فان منح الكثير من الوقت لتوسيع دائرة البحث والمناقشة عن المرحلة المقبلة امر ضروري ويحتم على الحكومة اخذ زمام المبادرة والدعوة الى اجتماعات ومؤتمرات موسعة لمناقشة هذا التحدي الكبير ولابد ايضاً من مكاشفة الجمهور العراقي بما يجري الاعداد والتخطيط له ولابد ايضاً من تعريف الرأي العام بالدول والجهات الداعمة لهذا المشروع الحيوي في العراق وفي الوقت نفسه مصارحة هذا الجمهور بالمعوقات التي تقف امامه.

حيث ان مثل هذه الشفافية ومثل هذه المكاشفة ستمكن جهات أخرى تتمثل بوسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني في التعرف على حقيقة مايحصل في هذا الملف وتشخيص من هو مخلص ومن هو مقصر ومساندة الجهود الوطنية وتعزيز الامكانيات التي تتيح اختصار الزمن واعادة الحياة الطبيعية الى هذه المناطق من العراق وسيكون من المناسب جداً الشروع في هذا الوقت بفتح المنافذ واستقبال الاراء والافكار من كل فئات المجتمع حول المرحلة المقبلة وعدم الاقتصار على مجالس المحافظات والحكومة المركزية وفي النهاية فان توحيد هذه الآراء والمقترحات والجهود سيكون عامل قوة للدولة برمتها .

نقلا عن الصباح الجديد