22 ديسمبر، 2024 1:25 م

التوجه نحو الشرق أم التخوف من السقوط

التوجه نحو الشرق أم التخوف من السقوط

بقدر ماقد أثارت المعاهدة الصينية ـ الايرانية من شکوك وتم توجيه إنتقادات کثيرة ضدها من جانب الشعب الايراني وقواه الوطنية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق، فإن عزم النظام الايراني على إبرام إتفاقية أخرى مع روسيا، قد أثار هو هو الآخر لغطا وجدلا وساع النطاق ولاسيما وإن الاتفاقية مع الصين قد تزامنت مع تحديات وتهديدات جدية حدقت بالنظام مثلما إن العزم على إبرام إتفاقية مع الروس يتزامن هو الآخر مع واحدة من أکثر الفترات حساسية وخطورة حيث إن النظام وبعد أوضاعه الداخلية وتزايد الغضب الشعبي ضده وإحتمال إندلاع إنتفاضة عارمة الى جانب تزايد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق، فإنه يعاني أيضا من عزلة خارجية غير مسبوقة، ويبدو إن النظام الايراني لم يجد في الاتفاقية مع الصين کافية لتبديد مخاوفه التي تتزايد يوما بعد يوم ولذلك فإنه قد قام بالعمل من أجل إتفاقية أخرى مع الروس لکي يطمئن کما يظن ويعتقد.
الانتقادات الشعبية المتزايدة الموجهة على خلفية توقيع اتفاقيات طويلة الامد مع الصين وروسيا يبدو واضحا بأن النظام قد بات يشعر بالقلق منها ويرى فيها إمکانية أن تٶدي الى إثارة المزيد من التحرکات المناهضة له ولذلك فقد رد اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الاعلى للنظام على هذه الانتقادات زاعما بأنها تأتي وفقا لسياسة “التوجه نحو الشرق” التي تتبناها حكومة إبراهيم رئيسي بناء لتعليمات المرشد علي خامنئي. وأضاف إن “حقبة جديدة بدأت في السياسة الخارجية الإيرانية”، زاعما أن “سياسة التعاون مع الصين وروسيا أثارت حنق الأعداء الغربيين والمنافسين الإقليميين”.
الاتفاقيات المجحفة التي بات النظام الايراني يقوم بإبرامها مع الصين وروسيا ويقوم بتقديم تنازلات کبيرة وصفتها منظمة مجاهدي خلق والاوساط الشعبية الايرانية بأنها “مخزية” خصوصا وإن المراقبين المختصين بالشأن الايراني والاوساط الاستخبارية صارت تشير الى إنها مجحفة بحق إيران، لکن مستشار خامنئي في سياق تصريحاته هذه التي جاءت خلال افتتاح مؤتمر تحت عنوان “إيران ودول الجوار” يوم الاثنين الماضي، قد تحدث وبأسلوب من يريد التغطية على الحقائق عبثا ومن دون طائل عندما زعم أن”حقبة جديدة بدأت في سياسة إيران الخارجية”، مضيفاً: “لقد أذهلت سياسة التعاون مع الشرق والتنمية الشاملة مع الصين وروسيا الأعداء الغربيين والمنافسين الإقليميين وبعض العناصر في داخل البلاد، وأثارت انفعالهم” ولکي يغطي على عجز النظام والمشاکل والازمات التي يعاني منها وعلى عزلته الدولية والاقليمية فقد قال أيضا: “عشية القرن الخامس عشر الهجري والاحتفال بانتصار الثورة الإسلامية، أصبحت إيران قوة إقليمية لا يمكن إنكارها”، لکن الذي فات صفوي هو إن الشعب الايراني لم يعد يهتم ببريق وطنين التعابير المزرکشة للنظام وإنما ينظر للأوضاع المزرية الناجمة من جراء سياسات ونهج هذا النظام المعادي أساسا للشعب ومصالحه العليا.