23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

التوجه الاعلامي الايراني الجديد في العراق والمنطقة

التوجه الاعلامي الايراني الجديد في العراق والمنطقة

لكل مرحلة هناك متطلبات لخدمتها وانجاحها بناءا على ستراتيجيات مدروسة ومخطط لها سلفها تتغير تبعا للمستجدات ،فستراتيجية الاعلام الشيعي الذي انطلق بقوة بعد ٢٠٠٣ والذي اعتمد على الكم في اطلاق وسائل الاعلام من فضائيات واذاعات ومواقع الكترونية اكيد سيكون متغيرا بعد مرحلة الاتفاق النووي الايراني .
فاليوم لايحتاج الاعلام الشيعي الى التركيز على الخلاف العقائدي بين الشيعة والسنة ولا على بث المحاضرات او مجالس العزاء الحسيني او استخدام هذه المنابر للتسقيط الشيعي الشيعي فتلك مرحلة كانت ايران تسعى من خلالها ان تبين للعالم حجم هذا المذهب والاعداد الكبيرة المعتنقة للمذهب الجعفري والذي غيب خلال عقود عن مشهد الامة الاسلامية والعربية ومحاولة للاستفادة من الاوراق الشيعية المتعددة والتي دعمتها ايران للحصول على مكاسب في المنطقة ومن ثم العالم .
اليوم ايران بحاجة الى اعلام يتعدى المتلقي الشيعي ليصل لكل العالم عبر تسويق ايران كقوة عظمى سياسية واقتصادية في المنطقة والعالم ولايتم البت في اي ملف في المنطقة دون الرجوع اليها او اشراكها لذلك سنرى اغلاق العديد من تلك المؤسسات التي انتهى دورها والتي ستحاول تمويل نفسها بنفسها او عن طريق التبرع من ميسوري الحال من ابناء المذهب وفي الوقت ذاته سنرى ولادة مؤسسات جديدة بتسميات مختلفة تعدى المحلية وتنطلق نحو الرأي العام العالمي وسيكون لمراكز البحوث والدراسات نصيب اكبر كذلك تبني بعض الاسماء اللامعة من اعلاميين ومحللين برزوا في الفترة الاخيرة وكان لهم نصيب كبير من الظهور الاعلامي في مختلف وسائل الاعلام والمدعومة من جهات قد تكون على خلاف كبير مع التوجه الايراني فالمرحلة القادمة هي مرحلة الاممية ومرحلة جني الثمار .
النموذج الايراني السياسي والاقتصادي برغم الحصار والمحاربة الكبيرة من القوى الغربية اصبح مدرسة يحتذى بها لاغلب دول المنطقة فلا يقل اهمية عن النموذج الصيني او التركي مع اختلاف النهج والالية في التعاطي مع القضايا الراهنة وطريقة التحالفات واستخدام الموارد .
هذه الستراتيجية الجديدة ستكون بموافقة ضمنية غربية فالولايات المتحدة وصلت الى نتيجة ان المنطقة بحاجة الى قوة على ارض الواقع تمتلك اغلب المفاتيح وتؤثر تأثيرا كبيرا على ان لايكون بالضد من سياستها في المنطقة اي بتسمياتنا الدارجة (مقاول ثانوي) ينجز جزء كبير من المشروع لكن ضمن المواصفات المتفق عليها دون الخوض في مشاكل تؤدي الى انهيار سياستها في المنطقة.
[email protected]