19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

التوتر الشديد التوتر بين ايران والولايات الامريكية، ماذا؟.. والى اين؟..

التوتر الشديد التوتر بين ايران والولايات الامريكية، ماذا؟.. والى اين؟..

التوتر الشديد التوتربين امريكا وايران والذي بدأ مع بداية العقوبات الامريكية الاقتصادية على ايران، يتراوح منذ بدأت العقوبات، بين السخونة الشديدة والتى تصل احيانا على حافة الحرب وبين خفض درجتها بالواسطات الاقليمة والدولية او تصريحات ترامب من ان لاحرب بين امريكا وايران. هذه العقوبات القاسية جدا وكما عبر عنها رئيس الادارة الامريكة في وقت سابق قبل سيرانها؛ من ان هذه القوبات سوف تكون قاسية ولم يسبق لها مثيلا في التاريخ. وبالفعل كانت عقوبات قاسية جدا..ايران من جهتها تعاملت بحنكة سياسية واضحة في ادارة هذا الصراع، فقد لعبت على عدة اوراق، اوراق في حوزتها ولها القدرة على تحريكها في الاتجاه الذي تريد ويحقق لها اهدافها في ارسال رسائل للتاثير النفسي والسياسي والاقتصادي على صانع القرار الامريكي في البيت الابيض. في البداية كانت الرسائل، عبارة عن تصريحات لمسؤولين ايرانيين ولم تحمل اي اجراء فعلي على الارض…لكن مع بقاء العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها، وفي فضاءات سياسية عدائية، وزياة تشديدها وتوسيعها ومع انعدام اي بارقة امل في تخفيفها الا في حالة واحدة وهي الجلوس حول طاولة المفاوضات للبحث من جديد ليس في البرنامج النووي الايراني فقط بل في ملفات اخرى ومن ابرزها، برنامج الصورايخ والتمدد الايراني في المنطقة كما يقول الامريكيون ومناصروهم من دول الخليج العربي والكيان الاسرائيلي، وما جرته من تاثير واضح على ايران الدولة وعلى حياة الناس..لم يكن امام النظام الايراني من خيارات الا تحويل الرسائل الكلامية، الى رسائل واقعية وتفعيلها في البحر وعلى الارض. بدءا من اعطاب ناقلات النفط قبالة ميناء الفجيرة وهنا نحن لانتهم ايران من انها وراء هذا الاعطاب، ولكن مسار الصراع بين ايران وامريكا يفترض علينا؛ ان نفترض افتراضا، من ان ايران او اذرعها وراء هذا الاعطاب..وعلى ذات هذا الافتراض، نفترض ان ايران وراء الهجوم بالطوربيدات على الناقلتين اللتان تحملان النفط( الاثينول والميثانول) الاماراتي والسعودي في خليج عُمان. وهي لعبة ذكية جدا، في ارسال رسالة ذات تاثير فعال على صانع القرار الامريكي في البيت الابيض، ان صح افتراضنا هذا؛ من ان ايران وراء هذا الهجوم. ان الهجوم الاخير جرى كما في الهجوم السابق، في المياه الدولية وفي خليج عُمان وخارج مضيق هرمز، لأبعاد المضيق عن اللعبة، كونه مضيق ملاحة دولية، مما يجرد الامريكيين من الحجة او يحرمهم من استثمار الحجة التى تقود حكما الى اتهام ايران بعرقة الملاحة الدولية في مضيق هرمز، مما يؤثر على الاقتصاد العالمي. اما في خليج عُمان فالامر مختلف، فالخليج واسع جدا بالقياس على مضيق هرمز وينفتح على بحر العرب وعلى المحيط الهندي. الامر الثاني؛ ان الهجوم جرى على ناقلتين احداهما تنقل النفط السعودي والثانية تنقل النفط الامارتي، ان اختيار الناقلة التى تملكها شركة يبانية مع زيارة وزير خارجية اليابان، لأبعاد الشبه عن ايران، كون اليابان تتبنى وساطة بين ايران والولايات المتحدة،أذ، يحمل وزير خارجيتها، دعوة امريكية او ترامبية للحوار.. السؤال هنا؛ هل ان الهجوم على الناقلتين اللتان تحملان النفط السعودي والاماراتي، سوف يقود الى اشعال حرب مفتوحة او محدودة او ضربة امريكية محدودة؟، او اجراء اخر عملي وواقعي. للاجابة على هذا السؤال يستوجب منا الرجوع الى هدف امريكا من تخليق هذا التوتر وما تريد ان تصل اليه في نهاية المطاف. نجملها في نقاط مختصرة جدا:

1-الاحتمال الاكبر،( امريكا لن تلجأ الى الفعل العسكري..) هو ان امريكا سوف تلجأ الى المهادنة وعدم تصعيد التوتر وهذا لايعني عدم تصعيد الاتهامات غير القطعية كما حدث في ناقلات ميناء الفجيرة، بل سوف يكون هناك تصعيد كبير في هذا الاتجاه ولكن من غير الاشارة الى ايران بصورة قطعية. مما يعفي الادارة الامريكية من الرد العسكري ولو بضربة محدودة ويحفظ كما تتصور هيبتها ولو اعلاميا..وهذا ما يفسر لنا، ان شكوى الامارات التى قدمتها الى مجلس الامن قد خلا من اتهام ايران…ترامب وبومبيو وبولتون كانوا قد قالوا في وقت سابق، عند الاعلان عن العقوبات الامريكية الاقتصادية على ايران؛ من ان اعتداء ايراني على مصالحنا ومصالح اصدقاءنا سوف يجابة برد مجلل..

2-الادارة الامريكية برئيسها، ترامب، تدرك جيدا من ان العقوبات القاسية هي حرب فعلية على ايران النظام، وسوف تأتي بنتائج كما يعتقد صانع القرار والسياسة الامريكية في المنطقة..وهنا فهي اي الادارة الامريكية لاتحتاج في الوقت الحاضر الى التصعيد العسكري، على العكس من ذلك فان التصعيد سوف يربك المشهد السياسي والاعلامي في المنطقة والداخل الامريكي..الذي بدأ يشهد التسابق الانتخابي للانتخابات الامريكية القادمة..

3-الادارة الامريكية وبمعزل عن رغبة دول الخليج العربي، تحرص اشد الحرص على عدم ادخال المنطقة في اشتباك عسكري ولو بدرجة محدودة، لأن هذا يجعل الاوضاع تتداخل وتشتبك الارادات بردود افعال عسكرية من ايران وبقية اطراف المحور المقاوم. مما يقود الى حدوث اضطراب واسع في المنطقة، يصعب السيطرة عليه.

4-ان قيام امريكا ولو بضربة صاروخية محدودة او بالقاصفات التى سوف تتعرض الى خطر اسقاطها بصواريخ اس 300. بالاضافة الى انها، لن تؤثر تاثيرا جديا وحاسما على المنشاءات الايرانية المدنية والعسكرية مما يدفع ايران او يجبرها على الجلوس حول طاولة المفاوضات، بل على العكس تماما سوف تتعنت اكثر واكثر..وهذا هو الذي يجعل امريكا ترامب تبتعد عن الضربة ولو كانت محدودة، لأن هذا يؤثر على هبيتها وبالتلي يؤثر على الراي العام الامريكي لجهة الانتخابات القادمة..

5- في المقابل ان الامريكيين سوف يقومون بتشديد الحراسة في مياه الخليج العربي وفي خليخ عُمان وبحر العرب. ويلجئون الى زيادة تواجدهم البحري في هذه البحار باستقدام قطع بحرية اضافية ليحققوا هدفيين، حراسة وحماية سفن نقل النفط وهز كف التهديد الامريكي في وجه ايران..

في الخلاصة؛ ان الايرانيين يدركون ذلك لذا نلاحظ ان تصرفاتهم او اجراءاتهم تتسم بالبرودة والهدوء على الرغم من الاختناق الاقتصادي الذي هم فيه وبالافعال المؤثرة على المصالح الامريكية في المنطقة، لفتح ثغرة في جدار العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها. واجبار الامريكيين على..ولو غض الطرف عن الاختراق الايراني لجدار العقوبات..بأنتظار ما سوف تتمخض عنه الانتخابات الامريكية من نتائج…