23 ديسمبر، 2024 9:14 ص

التوتر الامريكي الايراني سوف يستمر في هذه المرحلة التى تسبق الانتخابات الامريكية، من غير ان تكون هناك حرب مفتوحة او مفاوضات..

التوتر الامريكي الايراني سوف يستمر في هذه المرحلة التى تسبق الانتخابات الامريكية، من غير ان تكون هناك حرب مفتوحة او مفاوضات..

على ما يبدوا ان ايران تمكنت اخيرا من احداث خرق او ثغرة في جُدر الحرب الاقتصادية الامريكية عليها. فقد توصل الاوربيون في اجتماع فيينا الى تفعيل نظام اينستكس وهو نظام مقايضة للتجارة الاوربية الايرانية او الوعد لاحقا وفي وقت قريب، في تفعيله. يضم هذا النظام المانيا وفرنسا وبريطانيا بالاضافة الى اربع دول اوربية اخرى. اذا نجح الاتحاد الاوربي في تفعيل هذا النظام ووضع جانبا الضغط الامريكي عليها وعلى شركاتها، تكون الدول الاوربية، في هذا قد قطعت شوطا بعيدا في انقاذ الصفقة النووية بين ايران والدول الستة العظمى والكبرى. بريان هوك المندوب الامريكي في الشأن الايراني، قال في وقت لاحق: ان امام الاتحاد الاوربي، امران اما التعامل مع ايران او التعامل مع الشركات الامريكية. وهو تهديد امريكي مباشر للشركات الاوربية ان هي تعاملت مع ايران، سوف تحرم من التعامل مع الشركات الامريكية. هنا نسأل هل في مقدور الشركات الاوربية في الدول السبعة، اختيار التعامل مع ايران على حساب تعاملها مع الشركات الامريكية؟ من السابق لأوانه التنبؤ في اي الاختياريين، تختار الشركات الاوربية. عباس عرقجي المندوب الايراني في مباحثات فيينا الاخيرة وصف هذا الانجاز بانه خطوة على الطريق الصحيح، لكنها لم تكن كافية. مما يعني ان هذه الخطوة ربما لها حظ كبير في التفعيل على ارض الواقع اجرائيا. نائب وزير الخارجية الروسي اشاد بهذا النظام ودعا الاتحاد الاوربي الى اضافة دول اخرى اليه، روسيا مثلا. هذا بحد ذاته يشير وبدرجة معقولة حتى هذه اللحظة؛ ان هذا النظام في الطريق الى التطبيق قبل انقضاء المهلة التى حددتها ايران لتقليص التزاماتها في الصفقة النووية والتي تنتهي في السابع من الشهر القادم، ان تجاوز الاتحاد الاوربي والشركات الاوربية، الضغط والتهديد الامريكي. في جميع الاحوال ان ايران نجحت في احداث اختراق في طوق العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها على الاقل كما يبدوا ويظهر من اهتمام الدول العظمى والكبرى في ايجاد مخارج وطرق لمعاونة ايران في التخفيف او التخلص الجزئي من ثقل العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها لكي تبقى في اطار الاتفاق النووي. الدول العظمى والكبرى مهتمة جدا في الابقاء على الاتفاق النووي بصرف النظر عن ما تقوم به امريكا ترامب. المانيا وعلى لسان المستشارة الالمانية التى وصفت هذه الصفقة بانها مهمة جدا في منع الانتشار النووي في العالم او وكما قالت؛ بانها تشكل مفتاح مهم لمنع الانتشار النووي. الايرانيون بصمودهم وصلابتهم حققوا انجازا كبيرا حتى الان في تكوين اجماع للدول الموقعة على الاتفاق النووي في كسر الحصار الاقتصادي الامريكي عليهم. الرئيس الصيني في قمة الدول العشرين والتي صادفت انعقادها مع بداية مباحثات فيينا في الذي يخص الاتفاق النووي؛ اوضح بان الصين سوف تستمر في شراء النفط الايراني بصرف النظر عن الموقف الامريكي. بهذا تكون ايران قد حققت امرا مهما في تخفيف طوق العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها، حتى وان لم يفوا الاوربيون بوعودهم، فالصين تستورد كمية لايستهان بها من النفط الايراني. اذا ان ايران تمكنت بحنكة مسؤوليها ومناورتهم باستخدام اوراق ضغط متاحة لهم وفي متناول ايديهم في الذي يخص الصفقة النووية لجهتين تسريع انتاج اليورانيم المخصب او التهديد برفع درجة التخصيب من غير تحويله الى اجراء عملي.. الامريكيون من جهتهم يواصلون الضغط الاقتصادي على ايران وعلى الاتحاد الاوربي والشركات الاوربية بحرمان الاخيرة من التعامل مع الشركات الامريكية عندما تختار التعامل مع ايران. وفي ذات الوقت يعززون وجدوهم العسكري بشكل مكثف. لأحتواء اي رد فعل ايراني او الصحيح والاكثر دقة هو ارعاب ايران والحيلولة دونها ودون ردود افاعلها على الضغط الاقتصادي عليها، لضمان استمرار الحرب الاقتصادية عليها وزيادة قوة وضغط هذه العقوبات مع الوقت، لأجبارها على الرضوخ والجلوس حول طاولة المفاوضات. في العموم ان جميع الاحتمالات واردة باستثاء امرين الحرب المفتوحة والمفاوضات. الشيء الاخر المهم هو ان هذا الصراع سوف يستمر في الوقت الحاضر الذي يسبق الانتخابات الامريكية. لانعتقد ان هناك اي حلحلة لهذا الاشتباك في الوقت الحاضر.