في أعلان خطاب فؤاد معصوم رئيس الجمهورية، يوم أمس، قال مخاطبا الشعب العراقي، و قيادات الدولة والاحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني، أن التحديات كبيرة تواجه العراق والشعب. وفي الأستهلال تحدث عن الفساد والمحاصصة الطائفية، وضرورة التغير، والعمل على تقديم خدمات للمواطنيين وعن انه من الضروري أجراء إصلاحات حقيقية وشاملة في مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والابتعاد عن المحاصصة الفئوية والحزبية وإعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. والانطلاق نحو مستقبل مشرق. … فأستبشرنا خيراً. وأعتقدنا أن للرجل رؤيا جديدة عابرة للمحاصصة الطائفية، والقومية. ولتحقيق ذلك وضع برنامج عمل في ستة نقاط هي “الإطار العام الذي يجب أن تترجمه الحكومة ومجلس النواب على شكل برامج عملية، شفافة ومعلنة.”
كانت الصدمة في النقطة؛ أولا ً فبعد أن قرأنا الجزء الأكبر من الفقرة قلنا أن السيد الرئيس معصوم يتصرف كرئيس دولة حقاً وله كل الاحترام ولكن عندما وصلنا الى الكلمات الستة التالية والتي تبدأ من، “ومع…”، فقد أرجعنا الى المربع الاول. لنقرأ ما جاء في أولا ً لنعرف كيف يفكر معصوم … ” انهاء مبدأ المحاصصة الحزبية في ادارة جميع دوائر الدولة والهيئات المستقلة والسلك الدبلوماسي والعسكري والأمني مع حفظ توازن المكونات التي حددها الدستور.ونعود لنضع خطا ً تحت كلمات : ومع حفظ توازن المكونات التي حددها الدستور. ماذا يعني ذلك ؟
من قراءتنا لها وجدنا أن السيد رئيس الجمهورية معصوم، نسف وألغى، الجزء الاول الأكبر من فقرة أولا ً، وكل الذي جاء في مقدمة خطابه والمبدئين الذين أعتمدها في صياغة النقاط الخمسة التالية.
في رأيي أن معصوم لا يفكر كرئيس لجمهورية العراق، وإنما مواطن كردي له موقع في حزب كردي.ولنحلل كلمة توازن، أن ما يسمى بالعملية السياسية والمحاصصة الطائفية تعتمد على “توازن” بين القوى الثلاثة الرئيسية، الاحزاب الشيعة والأحزاب السنية والاحزاب الكردية، في توزيع كل المناصب في الدولة العراقية، وبذلك أصبحت الهوية المذهبية والدينية والإثنية تغطي على هوية المواطنة العراقية، والتوازن أيضاً تعني أن تعطى رئاسة الجمهورية الى كردي ورئاسة الوزراء الى شيعي ورئاسة مجلس النواب الى سني … وهلما جرى على كل الوزارات والمناصب العليا في الدولة العراقية… أليست هذه هي المحاصصة يا سيادة الرئيس؟ ألا نستطيع الخروج على هذا التقسيم الطائفي والعرقي ؟ هل يجب على الشعب العراقي، أن يرى وعلى مدى الدهر رئيس كردي ورئيس وزراء شيعي، ورئيس مجلس النواب سني ؟ هذا النظام لا وجود له في كل لأنظمة السياسية في العالم.
أن كلمة مكونات هي إهانة لجماعة من المواطنيين، لأنكم بهذه الصفة تجردهم من هوية المواطنة العراقية، وللقضاء على النظام الطائفي يجب أن نعتمد مكانها، الهوية العراقية، وأن تكون المهنية والكفاءة والإخلاص للعراق هي مقياس أختيار مسؤولي الدولة بعيدا عن دينهم ومذهبهم وقوميتهم.