13 أبريل، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

التوازن في العلاقات الدولية، يتجه الى عالم ثلاثي الاقطاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ان اصبح واضحا ان امريكا تتراجع باطراد عن موقعها، كقطب وحيد في عالم القطب الواحد والذي ساد وتحكم في الفضاء الدولي لعقدين انقضيا، واصبح هناك لاعبون اخرون في الساحة الدولية كروسيا بالدرجة الاولى والصين في حدود معينة وهي تتبنى مواقف دولية بما ينسجم وعلاقتهامع روسيا في اطار المحور الروسي الصيني، تنسيقا في ضبط ايقاع قرارات مجلس الامن الدولي .. السؤال الذي يتبادر الى الذهن، هل ان العالم سائر في اتجاه توليد اقطاب عديدة للتوازن الدولي في تخليق عالم متعدد الاقطاب او ان العالم يحث الخطوات الى عالم القطبين كما كان سائدا، في الذي سبق من النصف الثاني من القرن الفائت وحتى نهاية العقد الاخير منه؟، ام ان العالم متجه الى تكوين عالم ثلاثي الاقطاب؟.في البداية وقبل كل شيء؛ لايمكن التكهن على وجه اليقين، في الذي سوف تاتي به السنوات القادمة في الكرة الارضية وهي على ماهي عليه من تغييرات متسارعة جدا بما يضع الكثير من الموانع او الاستار التى تحجب الرؤية للقراءة العميقة لتحولات عالم اليوم وما سوف ينتج لنا من عالم اخر جديد ومتغاير عن عالم الحاضر. لكن من الجهة الثانية، في المقابل الموازي لتلك التبدلات الدراماتكية الدامية والمفجعة ومن جوهر واساس حركتها، سواء في المنطقة العربية او في امريكا اللاتينية او في شوق اسيا او في جنوب شرق اسيا او في غيرها من مناطق السخونة في العالم، يوفر قدر واقعي وموضوعي، غير قليل، لتداعيات أفعال المحركين لها، انتاجا، لهذه المتغييرات لناحية الاهداف المتفارقة بدءا وانتهاءا بضحاياهم من شعوب وبلدان العالم الثالث، ولو فيها قدر كبير جدا من الضبابية والرمادية بسبب من ان عوامل افعالها التكوينية المختفية وراء الباب المغلق؛ اهدافا ونتائج، في دول الكرة الارضية المسكونة، منذ الازل بالصراعات الدموية والتى لم يتغير اي شيء من هذه الصراعات إلا طبيعة الخطاب والادواة والوسائل والافكار لكن الاهداف وما يراد منها من نتائج ظلت كما هي، في السابق كانت مباشرة وواضحة وعسكرية اما الان ومنذ ما يقارب الثلاث عقود، استخدمت منصات حقوق الانسان والحرية والديمقراطية، سلم لها لأشعال الحروب..ما الذي يجعل الدول العظمى وبالاضافة الى الدول الكبرى ولكن، بدرجة معينة ومحدودة في القوت الحاضر وقبل هذا الحاضر بعقود، تتحكم في مصائر الشعوب والدول، هل هو البحث عن الحق والعدل والانصاف في العالم؟ فهذا ضرب من الخيال واللامحال لأن هذه الدول ونقصد الدولتين العظميين بالاضافة الى الصين ولو الاخيرة بدرجة اقل بكثير جدا واكثر نعومة، واكثر عدلا وانصافا، وكما قلنا الى حد معين الدول الكبرى المعقبة للدولتين العظميين، ليست مشاريع خيرية ابدا وفي اي ظرف من الظروف، فهذه طوباوية لاجود لها في السياسة الدولية والعلاقات بين الدول. ان الذي يجعلها تتحكم في دول العالم الثالث هو الهيمنة ونهب الموارد واحداث شق كبير ونافذ في جدار السيادة، بشكل او باخر، بالاعتماد على قوتها العسكرية الفتاكة وعلى قوة اقتصادها الممول لتطوير قوتها العسكرية وضمان هذا التطور باطراد، كي يظل هذا الفرق الشاسع بمسافات ضوئية. لذا تتسابق الدولتان العظميان والصين في الوقت الحاضر، والتى هي في الطريق الى ان تكون دولة عظمى على مناطق النفوذ في الكرة الارضية بالاستناد على القوتين العسكرية والاقتصادية، والمدعوتان بحق النقض( الفيتو..) والذي يبيح لتلك الدول اسقاط اي قرارلاينسجم مع رؤية هذا الدول لمصالحها الذاتية القاضية بحماية مناطق نفوذها من دول عالم الثالث بصرف النظر عن مدى عدالة هذا النقض. لذا نلاحظ ان هذه الدول العظمى تبذل اقصى ما لديها من جهد ومال وعلم وتقنيات في ابتكار ومن ثم تصنيع اكثر الاسلحة فتكا ببني البشر..امريكا في حيازتها اكثر هذه الاسلحة دمارا وتواصل بجهد عجيب على الابتكار والتصنيع لأسلحة الدمار هذه. وهذا الامر ينطبق تماما على روسيا والصين ولو ان الاخيرة لم تكن في المستوى التسليحي لتلك الدولتين، لكنها تواصل اللحاق بهما وتحرق المراحل بذكاء وسرية تامة لتقليص هذه الفجوة. الدول الثلاث تمتلك ما تمتلك من قوة في الاقتصاد الداعم لهذا التوجه وبالذات لناحية قوة الاقتصاد؛ امريكا والصين. اما روسيا فهي دولة عظمى تنافس امريكا في ميادين الصراعات الدولية ولها مناطق نفوذ في اكثر من مكان في العالم، لكنها وفي الوقت عينه، ليس لها القدرة الاقتصادية والمالية على متابعة ومواصلة هذا السباق في المديات الابعد، قليلا، من المتوسط، هذا السباق المستتر في القوت الحاضر والغير معلن بصورة رسمية، لكنه، لمراميه، موجود، وجود واقعي وموضوعي، مهما تم نفيه من الطرفين العظميين، امريكا وروسيا، والصين والتى على ما يظهر من تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين، سوف تدخل في حلبة هذا التنافس، والاصح هي قد دخلت فيه، بالفعل.عليه وفي سياق تحول العالم من عالم القطب الواحد الى عالم اخر وطبقا لتراكمات القوة العسكرية وبالذات السلاح النووي وبجميع ادواة نقله واستخدامه، وبكميات هائلة ومرعبة جدا، كما ونوعا، للدول الثلاث؛ سوف يتحول العالم وبدرجة كبيرة جدا من احتمالات هذا التحول؛ على عالم ثلاثي الاقطاب.. امريكا والصين،اكبر واقوى اقتصادان في العالم، ويمتلكان ترسانة كبيرة جدا من السلاح النووي ووسائل ايصاله مع الفارق الكبير بين الاولى والثانية، وروسيا تمتلك ثاني اكبر قوة عسكرية نووية وغيرها وهو ما يؤهلها لتظل للمديات ما بعد المتوسط، كقطب توازن دولي. اما بقية الدول الكبرى، كدول الاتحاد الاوربي والهند، فهي ليس لديها ما لدى الدول الثلاث من عناصر القوة بشقيها العسكري والاقتصادي، وليس هناك في الافق ما يدعم هذا التوجه اذا ما ارادت تلك الدول الكبرى ان تصل الى مستويات القوة العسكرية النووية، التى في حيازة الدول الثلاث وبالذات امريكا وروسيا..بالاضافة الى انه، ليس عندها ما عند الدولتين امريكا والصين من قوة في الاقتصاد والمال اللازمان لهذا التوجه..لذا، من المحتمل جدا، ان لاتكون تلك الدول، اقطاب في التوازنات الدولية المفترضة او المرتقبة. أذاً، ان العالم في المقبلات من السنين سوف يكون عالم ثلاثي الاقطاب. هنا يزاحم الذهن سؤال وهو يفحص ويقرأ في حدود ما تتيح له، قوته ونشاطه ومتابعته للتغييرات في الكرة الارضية وفي هذه السطور المتواضعة؛ لماذا كل هذا السعي المحموم على امتلاك عناصر القوة القادرة على الفتك الجماعي للناس في المكان الذي من سوء حظ الناس فيه ان يكون هدفا لهذه القوة المدمرة والعمياء؟ الهدف الاساس لها، هو بسط السيطرة والنفوذ على بلدان وشعوب ليس لديها ما لدى هذه الدول العظمى ولو قليلا من هذه القوة لحماية نفسها وشعوبها. لكن يظل هناك هامش كبير جدا لهذه الشعوب وفي ظل هذا التغير القادم، للمناورة، اذا ما اخلص ربانها، اخلاصا وطنيا، وهم لايخلصون ابدا، اخلاصا، قائما على منح شعوبهم حرية الراي والتفكير بلا قيود، وبناء مؤسسات للتبادل السلمي للسلطة ولو في حدود يقبلها العقل والكرامة الانسانية. ان هذا اذا ما صار وقعا (وهو لن يصير واقعا في ظل حكام مستبدون)، سوف يغلق اي منفذ للتدخل الاجنبي ويلغي اي حجة من حجج التدخل الامريكي..بالاضافة الى انه يخلق كتلة مجتمعية صلبة ومتنورة لمرامي الدول العظمى الساعية للابتلاع والنهب، وهنا المقصود حصريا، إمريكا، اما الصين فهي في الطور الابتدائي في إيجاد مناطق نفوذ لها، في افريقا والمنطقة العربية وغيرها، مما يملي عليها ابتكار سياسة تُوازن بين مصالحها ومصالح الشعوب والبلدان التى تحاول بجهد واضح على ايجاد شراكة اقتصادية معها بشكل متكافيء نسبيا، اما روسيا فهي في موقع وسط بين موجهات امريكا والصين. ان هذا التحول القادم حتما، يفرض فرضا،(ان صحت النية لهؤلاء الحكام العرب، وهي اسفا، لاوجود لها في الوقت الحاضر، في عقل هؤلاء الحكام في خدمة الوطن والناس) على الحكام العرب، اتباع سياسة برغماتية تستثمر في اقصى حدود الاستثمار، هذا التحول والتنافس بين الاقطاب الثلاث.. عليه فان هذه هي مهمة الشعوب في احداث هذا التغيير في الضغط على هؤلاء الحكام الابالسة والخانعون لإمريكا والخاضعون لإرادتها ومشاريعها في المنطقة العربية، في ثوبها الجديد؛ في تغير طريقة حكمهم او القذف بهم الى حيث يجب ان يكونوا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب