23 نوفمبر، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

التهديم الديمقراطي !

التهديم الديمقراطي !

النظام الديمقراطي يحتوي آليات للبناء والرقاء والتقدم والنماء , وقد إختارته المجتمعات المعاصرة المتقدمة , لأنه يستثمر طاقاتها لتحقيق المصالح الوطنية المشتركة.

وهو يحتوي ثوابت وأساسيات لا يَصح تجاوزها والإعتداء عليها , ولا يمكن له أن يسمى ديمقراطيا إذا إنتفى دور الدستور والقانون , أو هوت مرتبتهما إلى حضيض الحياة , وتمكنت منهما الكراسي والأحزاب والفئات والأفراد.

وفي واقعنا الذي نحاول أن نسميه ديمقراطيا , أوجدنا أسسا وصياغات غريبة , لا تمتلك أبسط معايير ومعاني الديمقراطية , ورحنا ندّعي بأنها كذلك.
أي أن السلوك  السياسي والإجتماعي بصورة عامة قد إتخذ مسالك منحرفة , ودخل في أنفاق مظلمة , وتهاوى في وديان حالكة معتمة , مما أدّى إلى إقامة حالة من التخبط والإضطراب والتفاعلات السلبية المرعبة , التي أخذت تعطي أكلها على جميع مناحي الحياة.

وخلاصة ما فيها وديدنها هو الهدم , بكل ما يعنيه ويشير إليه من تداعيات متعاظمة.

فالهدم الديمقراطي يشمل العمران والإنسان وهوية الأوطان.
هدم ديني وثقافي وعلمي وإجتماعي وأخلاقي وإقتصادي , وإنساني , حتى تحول الوجود في الوطن إلى إقامة في جحيم أرضي , أو تواجد في مأزق فنائي إنقراضي أكيد.

وهذه النتيجة الفتاكة بالحياة , بحاضرها ومستقبلها وماضيها , ناجمة عن الجهل الديمقراطي , كما أنها تؤكد بالدليل القاطع الدامغ , بأننا مجتمعات لا تصلح للديمقراطية , أو أن عليها أن تجد نظام حكم آخر يقترب من الديمقراطية بمفهومها الحقيقي.

فالديمقراطية المستوردة تحولت إلى عاهة وطاعون فتاك أعتى من الطاعون المرضي الحقيقي , لأنها قد أوجعت كل موجود وطني وشردت الملايين , وحققت حالة من الإستقطاب الدامي والتنافر الحامي ما بين أبناء الوطن الواحد.
والطاعون المرضي يهب كالعاصفة ويخمد بعد حين , أما طاعون الديمقراطية فأنه يستشري ويستوطن ومزمن ومتنامي.
إنه يسعى لإهلاك الحرث والنسل , وتفتيت الأوطان وإنقراض الشعوب بإرادتها وأوهامها , وإنفعالاتها الحامية المتأججة بنيران الفهم الأعوج المنحرف لكل ما يمت بصلة لهويتها.

فهل نحن نصلح للديمقراطية؟
وهل أنها أداة هدم أم بناء؟
وهل أن  مجتمعاتنا تستلطف القهر الديمقراطي؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات