8 أبريل، 2024 4:33 م
Search
Close this search box.

التهديد بالقتل أسوأ من القتل بحد ذاته، وهذا ما تمارسه أمريكا مع ايران

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المعروف أن إيران تتمتع بقدرة عالية من الهدوء الدبلوماسي فهي تمتلك الصبر في المحادثات لتمويعها وتسويف أحداثها وهذا ليس بالجديد ،فالإيرانيون الذين يصنعون سجاد الكاشان بدقة عالية وبوقت طويل هم نفسهم من يحوكون السياسة الخارجية بدبلوماسية عالية لاستغلال الوقت وإبعاد الخطر عنهم أطول مدة ممكنة لكن هنا يبدو الأمر مختلف ،إذ لم تعد هذه الخطة ذات جدوى، فأمريكا مصممة على الحرب وهذا ما اثار المخاوف الايرانية وادخلها في حالة انذار واستعداد لم يسبق ولا سيما بعد التصريحات الاخيرة لقائد البحرية الايراني في 13 ايار 2019 وتصريحات روحاني ومجلس الشورى إذ اجمعوا على عدم التفاوض وهذه رسالة على أنهم مستعدون للحرب لا بل قالها بصراحة قائد البحرية الايراني على عكس تصريحاتهم الاخرى التي لا تشير إلى عدم رغبتهم في دخول الحرب بغية ضمان سكوت شعبهم .

إن امريكا التي استطاعت ان تكشف محادثات قديمة بين قائد الحرس الثوري الايراني وشخصيات عراقية في شباط 2018 ليس من السهل أن تدخل هكذا حرب مع دولة تعتبر عظمى دون ان تجمع كل التفاصيل اللازمة للحرب ويبدو ان كشف مكالمات بهذه الدقة وتحديد الاشخاص قد يقلب معادلة المعنويات التي يتمتع بها الايرانيون فأمريكا وكالمتعتاد تستخدم الحرب النفسية والاقتصادية قبل شن هجماتهم وهذا ما حدث بالفعل ،ففي 24 ايار 2019 جاءت موافقة ترامب لإرسال قوات اضافية للمنطقة وعسكرتها وهذا يعني المزيد من صرف ملايين الدولارات وهل من المعقول أن تذهب تلك الاموال مع تناثر حبات الرمال التي تتواجد فيها القواعد الامريكية (رمال صحراء السعودية والكويت وغيرها) من الرمال التي تحيط بكل الجوانب الايرانية.

في 23 ايار 2019 وزير الخارجية الامريكية بومبيو في تصريح صريح ان ترامب عازم على تغيير النظام الايراني.

تطورات سريعة ستبدأ من العراق بعد ان خسرت امريكا طرفا ستراتيجا في المنطقة وبعد عام 2003 لم تتخيل امريكا ان العراق سيستميل من ايديهم الى المحور الاخر لذلك كانت التحذيرات الامريكية في مطلع 2019 لغاية الان على ساسة العراق قاسية ولم يسبق لها مثيل ولغة التهديد والتحذير سيدت الرسائل الامريكية
المعطيات تشير الى ان الحرب الامريكية الايرانية قادمة لا مفر منها وخاصة من يتصفح في تاريخ امريكا سيجد انها تدخل حرب كل 10 او 15 سنة

بعد حرب العراق التي تركته رمادا بدأت صفحة ايران لكن الصفحة الايرانية اكثر تعقيدا من احتلال العراق خاصة ان الحكومة الايرانية التصقت بالعراق وشكلت الحكومة العراقية فباتت المواجهة الامريكية تتطلب الاستيلاء على البلدين…

توتر الاحداث وتسارعها يشعل نيران اضافية على العراق الذي بات على صفيح من نار وخاصة ان كلا الطرفين يعتبر العراق غنيمة له ولربما ايران تستخدمة لابعاد الخطر عنها وامريكا لا تنظر سوى للبترول التي تستولي عليه بطريقة مباشرة لم يتجرأ احد من السياسيبن والاحزاب ذكر ذلك ،ولنفترض بدأت الحرب بين ايران وامريكا معطيات الواقع تشير الى ان ايران قادرة على الانتقام وغير قادرة على الانتصار
لكن المشكلة الحقيقية ان امريكا اذا دخلت حرب لا يوجد شيء في تاريخ حروبها اسمه انسحاب اما التدمير او التدمير لا شيء غير ذلك
وهذا وفقا للاسباب الآتية
1_ القواعد الامريكية تحيط بأيران من كل الجوانب
2_امريكا استطاعت استمالة مجلس الامن الدولي
3 _امريكا ذات نفوذ متحرك وليس ثابت
4_ ايران ذات نفوذ ثابت دورها دفاعي وليس هجومي وهذا ما يجعل حضوضها بالانتصار ضعيف جدا
5 _بعد امريكا عن ايران اذا فكرت ايران بالهجوم وهي لا تملك قواعد تحيط بامريكا مثل التي تحيط بها
6_ الرأي العام العالمي مع امريكا
رغم كل هذا لا يمكن تخمين ما خططت له غرف العمليات الامريكية للمنطقة برمتها لربما لديهم مشروع اخر بهذه القوات بعيدا عن ايران واستخدمتها للضغط بمعنى عصفورين بحجر…
ومثال على ذلك في التسعينيات جاءت قوات التحالف بذريعة حماية مصالح حليفهم السعودي من مد الجيش العراقي وبعد وصولهم اعلنوا عملية عاصفة الصحراء وتحرير الكويت وهذا يشير الى ان لا يمكن لأحد ان يحلل ما يدور بجعبة الجانب الامريكي
وتبقى الايام حبلى بالمفاجأة ولا يمكن احراز ما سيحدث على الارض

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب