7 أبريل، 2024 4:56 م
Search
Close this search box.

التهجير في العراق … من يهجر من ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

هجر اليهود ، من بلادهم  العراق ، منذ اكثر من نصف قرن ، وكان الحاكم سنيا ، ملكا عروبيا ، وصودرت ممتلكاتهم بفرح وسرور من قبل العراقيين ، وبعدها هجر الكرد في سبعينات القرن الماضي وجاءوا بهم الى مدن الجنوب وكان الحاكم سنيا بامتياز ومن العرب الاقحاح  ، وبعدها هجرت الشيعة من بلادهم بحجة اصولهم الايرانية ، ومذهبهم الصفوي المجوسي ، الرافضي، فالقوا بهم على الحدود العراقية الايرانية  ، وايضا صودرت كل ممتلكاتهم ، وطلقت النساء العراقيات من ازواجهن العرب الاقحاح ، بحجة التبعية الى بلاد العجم ، واخذوا اطفالهن منهن ، وكل ممتلكاتهن ، وكان الحاكم سنيا قوميا ، يكره الاعاجم ، وبعدها هجر الاكراد من مناطقهم، مرة اخرى ، والقي عليهم السلاح الكيمياوي ، وفروا الى كل دول العالم ، وكان الحاكم ذاتة العروبي القومي السني ، صاحب الحملة الايمانية السلفية ،  الذي يكره الاعاجم . وهجر المسيحون اليوم من الموصل ، ولم يبق  احد منهم في مدينته ، وكان الحاكم فيها داعشيا سنيا سلفيا بامتياز ، وصودرت كل ممتلكاتهم ، بل حتى هوياتهم اخذوها منهم  ، واخذت بعض بناتهم سبايا لداعش ، وهجر الشيعة التركمان  في تلعفر بعد احداث مروعة من القتل والذبح ، وكانت الفئة ذاتها، التي تكفر الروافض.. ، وفي الانبار هجر بعض اهلها وهم من السنة ، والمهجر هم انفسهم داعش واخواتها من البعثيين والقاعدة  الوهابية المنتمية للطائفة السنية ، غير ان الحكم  العام في العراق اليوم،  وللمرة الاولى تشاركيا، و هناك صلاحيات واسعة للحكومات المحلية بعيدا عن سلطة المركز  ، ليس الشيعة هم الحكام كما يشاع بل الشيعة لهم حصة مهمة في الحكم ، سلطة واحدة من ثلاث رئاسات ، رئيس البرلمان سني ، سلم اخوه الموصل لداعش لتعبث في الارض فسادا ، وهو رئيس الحكومة المحلية للمحافظة ، وتحت يدة ميزانية ضخمة بضخامة عدد سكان نينوى ، ورئيس الجمهورية كردي سني .اما محافظة الانبار فيحكمها اهلها السنة وهم بنسيج واحد .

    ان الذين هجروا من العراق منذ ذلك التاريخ الاسود وللان ، هم غالبية الشعب العراقي من الشيعة والكرد ومن التركمان ، والمسيحيين واليهود والشبك وغيرهم ، واليوم دارت الدائرة على بعض اهل السنة  ، لكن الامر الغريب هو ان من قام بهذا التهجير اليوم هم انفسهم،سنة العراق ،  حينما اباحوا ارضهم للغرباء ، من همجيي القاعدة ، من امثال الزرقاوي الذي اوغل في قتل العراقيين؛- حينها لم يكن المالكي في الحكم – ، وحينما فتحوا بيوتهم للقاعدة وزوجوهم بناتهم  ، واعطوهم الاتاوات ومولوهم بالمال ، كما كان يحصل في الموصل . سيقول قائل : ان المالكي همشهم ، وهو الذي جعلهم يقومون بالتعاون مع الخارج لاجل ارجاع حقوقهم المهدورة ، ولكن نقول لهم ، ان الشيعة مثلهم ايضا لم يحصلوا على حقوقهم وظلوا يعانون التهميش ، وهم يعانون من الفقر اكثر منكم ، وهم اصحاب الثروات الكثيرة ، ولكن لم يبخلوا على العراقيين جميعا ، وكانوا يرفضون التقسيم ، وهم المستفيد الاول منه ، على الاقل يمنعون دخول اي شخص لاقليمهم الا بورقة دخول كما يفعل اقليم كردستان حاليا ، وبذلك يحمون انفسهم من القتل الذي تقوم به القاعدة وداعش والبعثييين ، بشكل يومي ، و  دون ان يعترف سنة العراق بدورهم ، في كل ما يحدث من قتل وتهجير وسرقة ، لبقية المكونات ..، وهم بذلك ليس فقط يهمشونهم، بل يلغون وجودهم .، هل هذا الكلام طائفي ؟! هل نحن نفتري على اهل السنة .. ؟!، بالتاكيد ان اغلبية اهل السنة شرفاء ولايرضون بالظلم ، ولكن كما يبدو انهم مختطفون ، منذ فترة طويلة لافكار واراء سلفية وقومجية عفى عليها الزمن .. .على اهلنا السنة ان يعيدوا النظر باستمرار في فكرهم الديني ، وعقائدهم التي اورثتهم كل هذا الجنون القاتل . وهذا الكلام ليس بدعا منا ، بل هو امر حتمي وضروري لاجل الابقاء على هذا المذهب صافيا بعيدا عن العنجهية والقتل والذبح  ، وعن الجمود ، انهم ان بقوا على افكارهم القديمة سيمحقون الاسلام كله ، وبوادر هذا المحق ظاهرة .. فهل سيعي المسؤولون منهم حجم تهميشهم للاخر المختلف؟ ، عليهم بقراءة كتبهم التاريخية والعقائدية ، وسيعرف الجميع عن اي امر خطير اتحدث ..!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب