18 ديسمبر، 2024 8:38 م

التنوير في الانسان ….. اسئلة روسوية

التنوير في الانسان ….. اسئلة روسوية

رائعة تلك الالتفاتة من قبل المفكر جان جاك روسو المولود في جنيف عام 1712 , عندما بين وكما يرى حدود التفاوت واللامساواة بأيضاحه بان المتعلق بالمساواة لا يعني ان تكون القوة والثراء على نفس الدرجة اطلاقا وانما يخص القوة الا تبلغ درجة العنف والا تقع ممارستها الا وفقا للقوانين والرتبة , وفيما يخص الثراء الا يبلغ اي مواطن درجة من الثراء تسمح له بشراء غيره والا يكون فقيرا لدرجة يصبح بها مضطرا الى بيع نفسه , وهذا المعنى الروسوي رائع بل اكثر من رائع , فهو يدل صراحة على بحث دقيق حيال ركائز النظام الاجتماعي فضلا عن المحاولة الجادة للاجابة على التساؤل الكبير والخطير حول طبيعة الظروف التي يمكن في ظلها اقامة الحياة الاجتماعية بوحي قوانين العقل والعدل , وبالطبع يتم هذا بعد الانتهاء من وجود الدولة وتجذرها في وعي افراد المجتمع الذي نبتت فيه , والتساؤل الاخير الذي اطلقه روسو سبقه سؤال لا يقل اهمية وخطورة عنه متناولا تأثير النهضة العلمية والفنية على الاخلاق , واخذ روسو يواظب في الاجابة على تلك الاسئلة مع غيرها حتى بات مطورا لها وبات صاحب نسق فكري ادبي خاص تميز به , بعد هذا , ما الذي يمكن الاستفادة منه بعد الاطلاع على سيل الاسئلة الروسوية هذه , وفي اي مجال ؟ الكثير من المختصين صنفوها ووفقا للغاية والهدف من اطلاقها محض محاولات لأطلاق الهالات التنويرية في الانسان عبر الارتكاز الى ماهيات النظام الاجتماعي وكيفية اقامته عند خط شروع فيه العقل والعدل , فضلا عن التصريح ومن خلال الاطلاع على مؤشراته حيال الاعراف والتقاليد في كل مكان وبالتالي غياب دون قيد او شرط لكل طبيعة انسانية , وربما هذا الكلام يثير حفيظة الكثير مطلقين تساؤلات التفنيد المنطلقة من امتعاضهم من ان الاعراف والتقاليد في ولاداتها فانما تعبر عن منحى انساني قابل للتطور , ولكن عندما تكون هي البديلة عن الطبيعة الانسانية يجب الوقوف والتمعن .