23 مايو، 2024 2:46 م
Search
Close this search box.

التنوع واثره في الادب والسياسة العراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعل سائل يسال ما الذي يجعل من الشعراء والادباء وكبار العلماء والمثقفين يقصدون العراق وخصوصا بغداد قديما وحديثا بالرغم من وجود كثير من المدن من هي اجمل واشهر من بغداد هل هو جمالها وشهرتها وهذا ما نفيناه سابقا هل هو لانها مركز الخلافة الاسلامية وهذا قد يكون له تأثير من الناحية السياسية ولكن ليس له تاثير من الناحية الادبية الا بالنسبة للذين جعلوا من الشعر وسيلة للكسب .اعتقد ان للتنوع الذي عاشه المجتمع العراقي اثره الواضح وان لعملية التنوع الذي مرت بالعراق جعلته حاضنة لكل انواع الادب والسياسة فمن جهة تجد البداوة في المجتمع العراقي يقابلها التحضر حتى قال الدكتور علي الوردي بان العراقي بدوي في طبعه متحضر في ملبسه وكذلك تجد الصحراء التي كان الشعراء يقصدونها ليعيشوا فيها ويلمسوا الثقافة والفصحى من اعذب مناشئها وهي الصحراء ويقابلها الارض الخصبة حيث السهول والمياه والزراعة حيث تنشاء بيئة اجتماعية وادبية بامكانها ان تعطي للاديب سواء كان شاعر اوغيره صورة ادبية رائعة لتعيش في مخيلته ويترجمها فيما بعد الى نص شعري او ادبي كذلك تجد الانسان الفقير البسيط الذي بالكاد ان يجد قوت يومه ويقابله الانسان الغني المترف حتى قيل ان بعض اهالي بغداد كانوا يستخدمون في طعامهم اناء الذهب او الفضة لمرة واحدة كل هذه الصور هي ليست حالة ازدواج وانما هي حالة تجاذب من عدة عوامل طبيعية واجتماعية تخلق من الانسان البسيط الفطحل من امثال المتنبي والسياب وعزيز السيد جاسم وغيرهم. اما العامل الاخر والذي له دور في الواقع العراقي فهو حالة الانفتاح على العالم والمحيط الخارجي وان كان ليس بالدرجة المطلوبة الا انه عامل مهم وله دوره الريادي في خلق العقلية الادبية والسياسية العراقية فلو اخذنا نموذج في المنطقة منطقة الخليج العربي ونلاحظ بان دولة الامارات وصلت الى اعلى مراحل التطور وذلك بسبب الانفتاح على العالم الخارجي بينما نجد دولة الكويت لم تصل الى مرتبة الامارات العربية بالرغم من ان الكويت تملك ثروة اكثر من الامارات وعدد سكانها اقل من الامارات ولكن الانغلاق في دولة الكويت هو الذي جعلهم لم يصلوا الى مستوى الدول الباقية فنامل ان ينفتح العراق على كل البلدان والدول والثقافات والادب لكي ياخذ دوره الريادي في الأدب العالمي وليعيد امجاد بغداد وجعلها تقصد من كل حوب وصوب .               

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب