7 أبريل، 2024 6:27 م
Search
Close this search box.

التنمية حالة حقيقية وليست وجدانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

التنمية الشاملة بكل ابعادها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، هي حالة حقيقية ملموسة على الارض وليست حالة وجدانية يحلم بها الفرد او المجتمع.
انها جهد منسّق يشارك به ويقوم به فريق متنوع الاختصاصات.
يفترض أن يضم الفريق اصحاب فكر وتصوّر عما يجب فعله ، ويضم كذلك اناس قادرين على التنفيذ لتلك الافكار العلمية..
عندما نتحدث عن التنمية ( Development) فانها حالة تختلف عن النمو(growth)، لانها نمو متناسق وشامل ، في اكثر من ميدان ووجه من اوجه الحياة، وهذا مايميز التنمية عن النمو.
التنمية شرطها الاساس توفر الموارد وتحقيق نموٍ اقتصادي كافٍ يخلق فائضاً اقتصادياً يتم توظيفه لتحقيق التنمية في قطاعات اخرى كالتربية والصحة والبيئة والسكن والبنية التحتية والترفيه والثقافة وغيرها .
لذلك يقال في ادبيات التنمية البشرية المستدامة: “النمو الاقتصادي شرطاً ضرورياً ، لكنه ليس كافياً”.
( necessary but not sufficient)
وذلك يعود الى ضرورة الفائض الذي يخلقه النمو لكي يُستَخدم في تنمية القطاعات الاخرى كالصحة والتعليم وغيرها.
عندما يكون الشخص او الاشخاص المكلفون بملف التنمية يحملون شهادات في فروع تنموية مختلفة لكنها مشتراة من سوق الشهادات او انهم حصلوا على شهاداتهم بالاستعانة باشخاص متخصصين يقوم بكتابة البحوث والاطروحات لهؤلاء والذين يعودون الى العراق بعناوين علمية كبيرة ولكنهم بلا معرفة او كفاءة علمية، او ان من يمسك بملف التنمية سياسي لكنه غير مختص ، ذلك كله لن يحقق تنمية حقيقية.
سوف تتحول التنمية الى هدف وجداني يتغزّل به هؤلاء ويتحدثون عنه بلغة عامة فضفاضة وانشائية ويرددون عبارات من قبيل :
ضرورة تحقيق التنمية ، وان التنمية هدفنا الاكبر ، وضرورة حشد الامكانيات للنهوض بالبلد وسوف نضع الخطط لتحقيق التنمية وعلى المعنيين التصدي للمشاكل التنموية الخ …
انهم ينظمون ” مهرجانات” تنموية دعائية تحمّس الناس فقط!!
لكن من يقوم بذلك ؟ ومن هم المعنيون اذا كان اصحاب الشهادات المزعومة لايقومون به ؟
التنمية ليست شعاراً ايديولوجياً بل هي ضرورة حياتية ، خاصة في بلد مثل العراق يعاني من الانهاك والتراجع في كل قطاعاته..
على هؤلاء السادة الذين يسببون الكثير من الضجيج وهم يتحدثون عن التنمية ،ان يعلموا ان التنمية ليست شعارات وندوات صاخبة وبرامج سياسية دعائية غير قابلة للتطبيق، بل هي مجموعة افعال متناسقة على الارض.
البعض يظهر على الشاشة وهو يكاد يبكي حزناً على التنمية الضائعة، وهو فاسد او جاهل او لايجيد الحديث باللغة العربية!!!
( لكنه ، عادةً، يكون حريصاً على طلاء شعره باللون الاسود الفاحم قبل المجيء الى محطة التلفزيون. ولو انه انفق وقت الطلاء في القراءة عن التنمية لكان ذلك افضل وانفع له ولنا)
اي تنمية سوف يأتي بها هذا الجاهل؟
الوزارات والدوائر التي تعنى بشؤون الاقتصاد والمال والتنمية بجب ان تكون حصة المختصين وتبتعد عنها الاحزاب لانها لايجب ان تخضع للمحاصصة السياسية المتخلفة.
غياب التنمية خطر يهدد الجميع واولهم السياسيين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب