19 ديسمبر، 2024 9:34 م

أحببت بغداد والرمادي والفلوجة لأنها كانت ذات يوم مدن حالمة تنتظر دورها كي تبرز وتضاهي بما لديها أو بما سيكون لديها , أحببتها لأنها من الممكن كانت أن  تكون مدن بارزة وعلى ضفاف  دجلتها وفراتها يتوهج تراثها .يقيناً كان شعوراً صادقاً لكنه اخطأ في حساباته ولم يتعمق كثيراً بمستقبلها ولم يدرس شخوصها . تعيستاً رمادينا وفلوجتنا وبغداد هي الأتعس…لم تترك تمشي ألهوينا لوحدها بل ربطوها بربطات عنق تدعي الثقافة والتحضر والتنقرط  وغطوا رؤوسها  بعقال شيخ قبيلة وزعيم  لا يفقه من الأمر إلا أصناف الإبل والبقر والأغنام ولا هانت… ومن ثم جاء دور علمائها وفقهائها …. تاهوا عن طريق الدين والتقوى والدعوى وركضوا  وراء الحزب والمنصب أو انكفئوا جانباً يتفرجون وينتقدون العالم اجمع ولا يحركون ساكناً.
لا تربطوني بربطات عنق مزيفة ولا تزينوني ببدلات تمنيتم أن ترتدوها وظننتم بها أصبحتم سفراء تمثلوني لدى مدن العالم المتحضر… ولا تغطوا رأسي بعقال أو عمامة خرجت عن مسارها ولم يبقى منها إلا ماركة القماش ولونها ….
اتركوني وشاني فاني اعرف كيف أسير وأتزين وأتهيب أمام المدن بكل فخر وكبرياء 
وأقول نحن أبناء هذه المدن المحطمة من علم الآخرين نوع الحضارة التي ستكون عليها مدنهم …..
أصبحنا اليوم نبكي حضارة مدننا وننقب ونبحث عندهم عن ترياق يشفي ويعالج تشققات جدران مدننا  .
للأسف كانت النتيجة أننا ننقب ونبحث عن مدننا بين عبثية ورعونة الماضي القريب وضياع الحاضر وشلل الخطوة القادمة . أين أنت يا مدن الكلام من بين هذا الركام الهائل ؟ أين أنت يا مدن المنارات من  بين مفخخات داعش وقاصفات محتل وحرائق عابث منتقم ؟سنمضي بدونكم بالتأكيد يا أسباب النكسة والهزيمة .
سنبني هذه المرة في كل بيت مدينة بعد أن ننقب ونتغلب على  أجسامكم وصوركم الكريهة وننزع عن مدننا الذل والهزيمة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات