23 ديسمبر، 2024 12:21 م

يمثل التنظيم في الكيانات السياسية العمود الفقري التي يبنى عليه جسد الحزب السياسي وكيانه القائم فهوالذي يتبنى سياسيات الحزب الايدلوجية والتنظيرية والميدانية ويتحكم التنظيم في حلقات الربط بين الاقطاب الاربعة للعمل السياسي وهي  (القيادة والقاعدة والجماهير والمؤسسات الاخرى).
يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء : 59] “، وبديهي أن القيادة والطاعة شؤونٌ تنظيميةٌ بحتة
وقال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ). [سورة الصف: 4] والبنيان المرصوص يكون نتيجة التنظيم والانضباط وليس العكس إطلاقاً.
وهكذا تتكاثر الآيات وتتناول كل جانب من جوانب التوجيه والتشريع القرآنيين مؤكدة أهمية التنظيم ومكانته في كتاب الله
. فهوعندما يستعرض قوة التنظيم في طريقة حياة حشرة النمل في سورة النمل او يستعرض حياة النحل في سورة النحل وينهي ذلك بقوله ((( ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون ))) يبين اهمية التنظيم في حياة اضعف الكائنات الحية ويدعونا للتفكر في اهمية التنظيم لاستمرار الحياة
فالتنظيم أساسُ عملِ الرسول صلى الله عليه واله وسلم:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : “اسمعوا وأطيعوا وإن استُعْمِل عليكم عبدٌ حبشيٌّ” كأن رأسه زبيبة  “رواه البخاري.
ويقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم: “إذا كنتم ثلاثة فأَمِّروا أحدكم”.  رواه الطبرانيُّ بإسناد حسن
  ان الله سبحانه وتعالى جعل تنظيم كل شئ في الكون بيديه وجعل تنظيم الجوانب العملية والاجتماعية والسلوكية الخاصة بالإنسان، بيد الإنسان نفسه. وعلى الإنسان ألا يشذّ عن القوانين التي تحكم الكون، لأنه عندئذٍ سيصاب بالانهيار والدمار.

إن التنظيم واجب شرعي وسنة كونية وضرورة حيوية ملحّة بالنسبة إلى كل التنظيمات .

       والعالم المعاصر يعتمد على (التنظيم) .. فقد جاء في تقرير: أن لاسرائيل خمسة ملايين منظم، وجاء في تقرير آخر: أن للاتحاد السوفيتي بين أثني عشر مليون إلى خمسة وعشرين مليون منظم، وللصين الشيوعية ما لا يقل عن عشرين مليون منظم، وللبلاد الأوروبية التسع – مع أمريكا -: خمسين مليون منظم – سواء في التنظيمات القومية أو الحزبية أو الثقافية أو غيره. هل يمكن العيش – في مثل هذا الجو المشحون بالتنظيمات بلا تنظيم؟! أم أن النتيجة لن تكون إلا التبعثر والتمزق والانهيار؟!

لقد قالها لينين ((( قووّا تنظيمكم )))

    وهو لم يكن يقصد كونها مهمة نلقيها على السياسي المفكر , لأن مهمة تقوية التنظيم ليست بالضرورة أن يحققها قائد سياسي تسلّق المناصب الحزبية جراء إنتخابه,, وإنما الذي يستطيع إنجازها كعملية فنيه بحته هو صاحب ملكة قدرة التخطيط الفني وصنع المستقيمات والمنحنيات كلّما برزت الحاجة اليها,إذن تبقى حاجة العمل السياسي إلى عقول لكوادر ذكية ومتمرّسة بشكل مستعد لإدارة التنظيم والمحافظة على تماسك خلاياه وأعضائه هي في غاية الأهمية, وهي التي تتمكن بخبرتها على فرض مقترح تغيير اوتطوير نقلات نوعية في طرائق العمل وإدارة التفاعل والإحتكاك مع الأخر بأقل كلفة من الخسائر .

  لا تغيير بلا تنظيم، ولا تنظيم بلا قيادة، ولا قيادة راشدة بلا منهج راشد ينطلق من الثوابت الوطنية والدينية والاخلاقية

اهداف التنظيم
اولا: التربية السلوكية
1. على الصبر والمطاولة والجهاد
2. على السمع والطاعة
3. الاخلاق الاسلامية في التعاملات
4. الاثراء الثقافي
ثانيا :  تنظيم وتوجيه العلاقات في الهيكل العمودية والافقي للحزب
ثالثا : الانتشار الجماهيري
رابعا :- تحقيق مكاسب في  صندوق الانتخابات

 عناصر تاثيرالتنظيم :- 
  يتحرك التنظيم ضمن مساحة محدودة ولكنها في الواقع ثرية جدا وهي تنحصر  في العناصر التالية :
1. القاعدة الحزبية
2. القيادة العليا
3. الجماهير
4. الاحزاب الاخرى والمنظمات والنقابات وتدخل فيها الجهات الحكومية والدولية
اتجاهات حركة التنظيم
 التنظيم يربط العلاقة بين هذه العناصر بالاتجاهات التالية :-
1. علاقة القاعدة             القاعدة
2. علاقة القاعدة            القيادة
3. علاقة القاعدة            الجماهير
4. علاقة القاعدة            الاحزاب والمنظمات الاخرى والجهات الحكومية والدولية
5. علاقة القيادات           الاحزاب والمنظمات الاخرى والجهات الحكومية والدولية
6. علاقة القيادة             القيادة
7. علاقة القيادات           الجماهير
وهو في ذلك ينتقل بين النظريات التي تحكم عمله والتطبيق الميداني ويتحدد مدى فاعليته الميدانية من خلال قوة تطبيق النظرية في الواقع الميداني
مهام التنظيم
1. تحديد النظام الداخلي للكيان واليات عمله
2. تنظيم العلاقة بين العناصر والاتجاهات المذكورة اعلاه
3. احكام العلاقة بين دوائر التنظيم (الاعلام,العلاقات,التربية,الادارية ,المالية, ….)
4. ترشيح الاعضاء للمناصب الحكومية والقيادية ضمن الهيكل التنظيمي
5. تنظيم عمل المقرات العامة والفروع والمراكز والوحدات المرتبطة بها كالخلايا واللجان
6. السيطرة على حركة الاموال وتنظيمها
7. رسم السياسات العامة للكيان والمنبثقة من الايدلوجية التي يتبناها هذا التنظيم
8. رفع المستوى الثقافي والمهاري للصف الداخلي سياسيا وفكريا وحضاريا وتربويا وايضا الممارسة الميدانية
9. السيطرة على التوجهات  الفكرية للصف الداخلي وتوجيهها المرحلي بما يتناسب مع ايدلوجية الحزب
10. توفير قاعدة بيانات تفصيلية عن: 
أ‌- كادر الحزب من قيادات واعضاء ومؤيدين ومحبين ومناصرين وبشكل دقيق جدا
ب‌- منافسي الحزب ضمن الرقعة الجغرافية والمؤسسات التابعة لهم وجمهورهم
ت‌- الجمهور الذي يتحرك الحزب في ساحته
ث‌- المؤسسات الحكومية ورجالاتها
ج‌- مؤسسات المجتمع المدني الغير مرتبطة بجهة
ح‌- الدول المؤثرة بالساحة السياسة والمؤسسات التابعة لها
 ادوات التنظيم:
       يعتمد التنظيم في عمله على مجموعة من المرتكزات التي تساهم وتساعد التنظيم في اداء المهام الموكله عليه من خلال اعتمادها كادوات ووسائل ولكل منها ضروراته وفوائده وموانعه ومساحات الانتشار التي يؤثر فيها :-
1. الادوات الادارية الرسمية المعروفة (كالمذكرات والاوامر الادارية والقرارات…..) (تخص الصف الداخلي).
2. الاتصال الخيطي المباشرلايصال المعلومة المحدودة الانتشار والسرية (تخص الصف الداخلي ).
3. استخدام المنشورات الورقية  كالمطويات والاصدارات الدورية والقصاصات وغيرها.
4. الندوات والمؤتمرات والدورات واللقاءات الخاصة والعامة وغيرها .
5. استغلال المناسبات الخاصة كالزواج واعياد الميلاد وغيرها
6. السفرات والمخيمات الكشفية والتجمعات الترفيهية كالاحتفاليات والمهرجانات وغيرها.
7. اعتماد وسائل الدعاية التقليدية كلافتات القماش والبوسترات واللافتات الضوئية .
8. وسائل الاعلام كالتلفاز والاذاعات والصحف وغيرها.
9. الانترنيت ووسائله المتطورة والمتجددة (كالبريد الالكتروني والفيس بك والسكايبي وغيرها……) .
10. الهاتف الخلوي (الرسائل والاتصالات وغيرها).

اليات العمل التنظيمي
       ان تقنية الحاسوب، وما يرتبط به من شبكات معلوماتية، وتواصل اجتماعي، تتطلب بناء الهيكل التنظيمي على ضوء ما وفرته هذه التقنيات من سرعة وآنية في التواصل والتوصيل، وفي تنظيم الوقت والجهد في استقبال الكم الهائل من المعلومات المتدفقة وحسن توظيفها في التخطيط والتوجيه وفي التنفيذ والتقييم.
ولذلك صارت المعلومة سهلة المنال والهدف البعيد صار قريبا جدا والشخص الذي يسكن البلاد البعيدة وكانت لا تصلك منه معلومة اليوم يمكنك التحدث معه لساعات طويلة (صورة وصوت) وانت جالس على اريكتك الخاصة
بل صارت المعلومة تصل الى الملايين في ظرف ثوان معدودة
والاكثر من هذا انك تستطيع ان تجري استبيان لملايين الناس تصلك نتائجه قبل ان تنتهي من شرب فنجان قهوتك
وايضا يمكن ان تلقي محاضرة كاملة وانت في بيتك ويسمعك الجمهورالمستهدف وهم في بيوتهم او مواقع عملهم وتدور المناقشات والاجابات والتحليلات مباشرة بدون اي عناء للذهاب الى القاعة كذا في محافظة كذا في الوقت كذا لحضور هذه المحاضرة
وايضا صار التواصل الاجتماعي البيني متاح جدا للتنظيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فرفيقك الذي لم تلتقي به  في التنظيم يمكنك اليوم الجلوس اليه والتعرف عليه عن قرب
حنى انك عندما تريد ان تحشد لتضاهرة او تجمع شعبي الامر لايكلفك وقتا او جهدا فعن طريق التقنيات الحديثة في الانترنيت  يمكنك خلال ليلة واحدة وانت على فراش نومك ان تقطع شوارع عاصمتك بملايين المتضاهرين خلال ساعات