23 ديسمبر، 2024 6:43 ص

يعتبر موضوع التنشئة االجتماعية من بين المواضيع الهامة التي عولجت بشكل ملفت في علم االجتماع التربية وقد تعددت المداخل النظرية و الدراسات السابقة التي حددت مكونات التنشئة االجتماعية في عالقتها بالمتغيرات السوسيوتربوية . وقد حاولنا من خالل دراستنا هذه محاولة الكشف عن العالقة بين الفيس بوك التنشئة االجتماعية كمتغير تابع و كما حاولنا اإلجابة على التساؤالت التالية : -هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد االجتماعي للتنشئة االجتماعية ؟ -هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد الثقافي للتنشئة االجتماعية ؟ -هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد التربوي للتنشئة االجتماعية ؟ وانطالقا من ذلك حاولنا دراسة متغير الفيس بوك تشخيصا واقعيا من خالل دراستنا التي أجريناها بمتوسطة حريز التجاني – بلدية ورماس والية الوادي- وجسدنا ذلك من خالل دراستنا التي عرضناها في أربعة فصول تضمن كل فصل قسما مهما سواء في جانبه النظري و اإلجرائي أو في جانبه التحليلي . وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي باألسلوب التحليلي, وتم اختيار العينة بالطريقة القصدية حيث أخذنا ما نسبته 16.29 %من مجموع أفراد مجتمع البحث , و كان االستبيان هو األداة البارزة المعتمدة في جمع البيانات. ولقد وصلنا بعد تحليل البيانات إلى تحقيق الصدق اإلمبيريقي للفرضيات الجزئية ومنه تحقق الفرضية العامة التي تنص على أنه توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك أنموذجا والتنشئة االجتماعية.
تعتبر مواقع التواصل االجتماعي ) الفيس بوك( من الفضاءات الخصبة لعملية التنشئة االجتماعية للتالميذ بمختلف فئاتهم العمرية, فهو إلى انب هذا يعتبر مؤسسة اجتماعية تربوية ثقافية وأحد وسائل التنشئة االجتماعية في المجتمعات الحديثة لما له دور فعال في توجيه سلوك التالميذ أثناء استخدامهم الفيس بوك. وتهدف التنشئة االجتماعية إلى إعداد اإلفراد في حياتهم االجتماعية وتشكيل شخصياتهم وفق منظومات القيم والمعايير واألدوار الثقافية السائدة ضمن إطار مؤسسات التنشئة االجتماعية الموجودة بمجتمعهم. إن مؤسسات التنشئة االجتماعية و التي من بينها الفيس بوك تتفق مع المقاربات السوسيولوجية التي تطرق لها الباحثين والمنظرين االجتماعيين بالدراسة والتحليل أمثال دور كايهم الذي استطاع االتجاهات الرئيسية لنظرية التنشئة والذي يعد أول من استخدم مفهوم التنشئة االجتماعية وذلك في صياغ وصفه للعملية التربوية ,كما نجد تالكوت بارسونز قد علق على التنشئة االجتماعية واعتبرها كالتعلم عملية تستمر مدى الحياة وتكون على أشدها عندما عداد النشء لمتطلبات الحياة االجتماعية ينظر إليها فيما يتعلق بالطفل ومن وا وفق منظور اجتماعي , فإن المجتمع الجزائري بالخصوص لم يكن بمنئ عن التنشئة التي يكتسبها التلميذ من خالل استخدام الفيس بوك , ومن هنا أردنا أن نتعرف عن طبيعة العالقة القائمة بين الفيس بوك والتنشئة االجتماعية هذا وقد تم تقسيم بحثنا إلى : الفصل األول: بعنوان اإلطار المفاهيمي والمنهجي للدراسة وقد تناولنا فيه إشكالية الدراسة وفرضيات الدراسة دوافع اختيار الموضوع, أهداف وأهمية الدراسة, تحديد المفاهيم والدراسات السابقة باإلضافة إلى المنهج المتبع وأدوات جمع البيانات, وصوال إلى كيفية اختيار عينة الدراسة.
الفصل الثاني: بعنوان مواقع التواصل االجتماعي )الفيس بوك( وقد تناولنا فيه مفهوم مواقع التواصل االجتماعي وأنواعها, وكذا مفهوم الفيس بوك, كما تم التطرق إلى أهم خصائص واستخدامات الفيس بوك و انتهاءا بالتأثيرات االيجابية والسلبية للفيس بوك. الفصل الثالث: بعنوان سوسيولوجيا التنشئة االجتماعية وقد تناولنا مفهوم التنشئة االجتماعية وخصائصها وأهدافها باإلضافة إلى شروطها ونظرياتها واهم العوامل المؤثرة فيها . الفصل الرابع: بعنوان اإلطار الميداني للدراسة وتناولنا فيه مجاالت الدراسة وقمنا بتحليل وتفسير بيانات الد ارسة الميدانية وعرض ومناقشة الفرضيات ثم النتائج العامة للد ارسة وصوالً إلى الخاتمة.
الجانب النظري والمنهجي
أوال- اإلشـــكاليــة من المعروف جيدا أن الفرد يولد كائنا بيولوجيا ويعتمد على صفاته وقدراته البيولوجية و لكنه منذ والدته يحتك باآلخرين ويكتسب بالتدريج خصائصه االجتماعية من خالل ذلك االحتكاك أو التفاعل مع عاداتهم وسلوكهم وطرق حياتهم , وتسمى هذه النقلة من كائن بيولوجي إلى كائن بيو اجتماعي , وعملية التنشئة االجتماعية أو عملية إدخال الفرد إلى الجماعة هي عملية تقوم على التفاعل بين الفرد والمجتمع ليصبح الفرد في نهايتها مستهلكا ومنتجا لثقافة مجتمعه, وهذه العملية ليست مؤقتة بل مستمرة الن الفرد يجد نفسه دائما أمام 1 مواقف جديدة وادوار وجماعات جديدة تتطلب سلوكيات جديدة . ومن هذا المنطلق نرى أن العالم االجتماعي إميل دوركايم أول من استخدم مفهوم التنشئة االجتماعية وذلك في صياغ وصفه للعملية التربوية وهي الوضعية التي يتم عبرها انتقال الكائن اإلنساني من حالته ألالجتماعية “البيولوجية” إلى حالته االجتماعية الثقافية, أما بالنسبة لتالكوت بارسونز فقد علق على التنشئة االجتماعية واعتبرها كالتعليم عملية تستمر مدى الحياة وتكون على أشدها عندما ينظر إليها فيما يتعلق بالطفل, كما نجد النظرية الماركسية تنظر إلى التنشئة 2 االجتماعية أنها تتم في مجتمع مقسم طبقيا . وتعتبر تكنولوجيا االتصال والمعلومات احد المتغيرات الهامة التي تساهم بشكل أو بآخر في عملية التنشئة االجتماعية, هذا وان مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك أنموذجا من أهم المواقع التي ساهمت بشكل كبير في تطور اإلعالم االجتماعي . إن إقبال المراهقين على استخدام الفيس بوك أصبح أمرا محتوما فهم يعيشون في بيئة تحيط بها جميع وسائل التكنولوجيا مما يطرح تساؤالت عدة حول تأثير ذلك عليهم, وما الذي سيحدث لخصوصياتهم وهوياتهم وشخصياتهم نتيجة هذا االستخدام , خاصة وان االنترنت حلت في كل بيت جزائري . وتأسيسا على ما سبق جاءت هذه الدراسة للكشف عن عالقة مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك أنموذجا بالتنشئة االجتماعية لدى تالميذ مرحلة المتوسط , وقد وقع اختيارنا على متوسطة حريز التجاني, وهي تندرج تحت وصاية مديرية التربية لوالية الوادي ووزارة التربية الوطنية الكائن مقرها في بلدية ورماس . وفي هذا السياق نطرح التساؤل العام للدراسة .

هل توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك أنموذجا والتنشئة االجتماعية؟ ويتفرع هذا السؤال للتساؤالت الفرعية التالية : – هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد االجتماعي للتنشئة االجتماعية ؟ – هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد الثقافي للتنشئة االجتماعية ؟ – هل توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد التربوي للتنشئة االجتماعية ؟ ثانيا-فرضيات الدراسة ولإلجابة عن تساؤالت الدراسة قمنا بوضع الفرضيات التالية : – الفرضية الرئيسية : – توجد عالقة بين استخدام مواقع التواصل االجتماعي الفيس بوك أنموذجا والتنشئة االجتماعية. – الفرضيات الجزئية : – توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد االجتماعي للتنشئة االجتماعية . – توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد الثقافي للتنشئة االجتماعية . – توجد عالقة بين استخدام الفيس بوك والبعد التربوي للتنشئة االجتماعية . ثالثا-دوافع اختيار الموضوع : – االهتمام العلمي للباحث بمجال تكنولوجيا االتصال ومدى تأثيرها على الجانب االجتماعي والتربوي والنفسي للفرد خاصة المراهق كونه في مرحلة تكامل ونمو الشخصية . – كثرة استخدام مواقع التواصل االجتماعي وخاصة الفيس بوك من طرف المراهقين المتمدرسين . – قلة الدراسات المحلية في حد علمنا التي تناولت موضوع شبكات التواصل االجتماعي وكذلك التنشئة االجتماعية.