الاحرى بنا ان نفترض ما هو اسوا ، فيحتمل ان تكون الضربة العسكرية الامريكية لسوريا قاب قوسين او ادنى ، فالعوامل القابلة للتغيير ، والعوامل المجهولة كثيرة الى حد انها تتحدى اية محاولة عقلية لحصرها او تحديدها ، وهذه الحقيقة من الاعتبارات المحيرة في محاولة تحديد ما سيجري ، وهناك اعتبار اخر وهو تفوق المهاجم على المدافع .. فنحن نعيش في عصر اصبحت القوة الضخمة للأسلحة الحديثة ، وسرعتها ومداها يجعل أي شيء يحقق لدفاع بنسبة 100% امراً مستحيلاً وبذلك يستطيع العدو ان يجعلك في حيرة دائمة .
ولكن وفق المعطيات و الخطاب الاحادي القطب الذي صدر من اوباما مما يدل على انفراد امريكا بالقرار الدولي والتحرك في المنطقة بما يصب بمصلحة اسرائيل ، فالتنبؤ لما بعد الحرب على سوريا لم يعد تخميناً ، خصوصاً وان الضربة العسكرية بالحقيقة سوف لا تكون محدودة كما يدعي الامريكان في وسائل الاعلام ، فالنظام السوري وحلفائه ربما تكون لديهم ردة فعل ، واعتقد ان حزب الله وسوريا وايران سوف تستخدم القوة وسترد على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وحتى ستهاجم اسرائيل ، ناهيك عن هجمات انتقامية ربما سوف تنفذ في قلب امريكا وأروبا كما لمح بذلك بشار الاسد.
الهجوم العسكري على سوريا ، بلا شك سوف يلقي بضلاله على المشهد العراقي ، فالوضع الامني والسياسي والاقتصادي في العراق سوف يتأثر بما يجري في سوريا ، لكون العراق لديه حدود طويلة مع سوريا، ففي حالة توجيه ضربات عسكرية ، فان احتمالية هروب عناصر من الجماعات المسلحة المتشددة الى العراق وارد جداً، خاصة واذا ما علمنا ان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابوبكر البغدادي اعلن اتحاد فرعه مع فرع سوريا وشكلا الدولة الاسلامية في العراق والشام، وهذا سيشكل تهديدات خطيرة للوضع الامني ، وهذا ويعني المزيد من الهجمات والقتل في العراق.
والموقف العراقي تجاه ما يجري في سوريا مختلف ومنقسم ، فالحكومة ضد الخيار العسكري وتأيد وبقوة الحوار لإنهاء الازمة، وقد استقبلت حتى جماعات من المعارضة السورية في محاولة لإيجاد مخرج، في حين توجد كتل واحزاب تؤيد المعارضة السورية ، ولها ارتباط بالسعودية وقطر وتركيا وهم ادوات واشنطن المؤقتين في المنطقة .
أن واشنطن تريد ان تعم الفوضى الخلاقة في المنطقة من خلال ادامة الصراع بين الدول العربية او من خلال الصراع بين القوى الاجتماعية، والصراع السني الشيعي والصراع العربي الكردي التركماني، من اجل الهاء المنطقة وبقائها في هذه الدوامة لتحقيق أمن اسرائيل.
صار الزاما على الطبقة السياسية الاسراع بعقد اجتماع يجمعهم استكمالا لما بدأ به السيد عمار الحكيم بمبادرته الخيرة (العراق اولاً) والتي اسست وفتحت الباب امام الكتل السياسية للحوار والمصالحة ، نقول مهما تكن الشخصية السياسية والتسمية سواء كانت ( القمة العراقية ) التي دعا اليها المالكي او (وثيقة الشرف الوطني ) التي دعا اليها الخزاعي المهم الوصول الى حل ، ووضع النقاط على الحروف لحماية البلد ، و تغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية والحزبية ، وتوحيد الجبهة الداخلية، والاتفاق على محاسبة مثيري الخطابات الطائفية ، كالنائب احمد العلواني وحيدر الملا وغيرهم من الطائفيين باعوا ذممهم ، وبلدهم بمال بخس وهم انشاء الله لا يفلحون ، كل هذا سيسهم و سيحد بلا شك من المخاطر الداخلية والخارجية التي تواجه العراق .