سورة غافر (41) (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ) يشتبه على الكثير من الناس التمييز بين دعوة الحق ودعوة الباطل وذلك لوجود التشابه الظاهري والشكلي بين الدعوات حيث أن صاحب الدعوة الباطلة يحاول قدر الإمكان من التشبه بأصحاب الحق والتظاهر بالعلم والعمل والمظلومية لذلك يقوم بتأطير قضيته وتزيينها وإظهارها بالشكل اللائق والمقبول لدى العامة من الناس كما يقوم بإزالت جميع العوائق سواء كانت تأريخية أو عقدية أو أصولية الكاشفة عن بطلان الدعوة وضعفها , لذلك تجد تلك الدعاوي الباطلة والمزيفة باعلامها وامكانياتها تجدها فارغة المحتوى كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماءً حتى إذا جاء لم يجده شيئاً , وهكذا قضايا تكون خطيرة ومضيعة للوقت فكم من وقت وكم من ظلم ألحقه التابع لتلك الدعوة الباطلة بحق المؤمنين والمسلمين ,وكم من وقت صرفه في السير بالإتجاه الخاطىء الذي كلما سار فيه يزيده بعداً عن نصرة الحق وصاحبه , حتى في قضية الصيحة أو النداء المحتوم تجد أن هناك صيحتان صيحة حقة وأخرى باطلة تشكك الناس بالصيحة الاؤلى فكم من شاك ومتحير في ذلك الوقت رغم تأكيد الإمام الصادق (عليه السلام) على الصيحة الاؤلى .لذلك فإن البحث والتحقق والسؤال عن صاحب الحق وخصوصاً في زماننا هذا الذي كثرت في الفتن والشبهات والدعاوي الباطلة بالإضافة إلى الامكانيات المادية الكبيرة والاعلام المزيف والمخادع تم تسخيرها في تغييب أصحاب الحق والانتقاص منهم وتشكيك الناس بهم , ولكن حاشا لله أن يجعل من الحق وصاحب الحق مغيب بل إن نوره يسطع ويتلألأ وكما وصفه الإمام الصادق بأنه أوضح من الشمس , ولكن لمن يريد الحق ويبحث عنه ولايجامل عليه ولايتسامح فيه ويتهاون به . لذا فإن مايمتلكه سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني من أدلة ومؤيدات وما يملكه من ذهنية واسعة وقدرة عالية في تحليل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك قدرته على الاستقراء المستقبلي الدقيق من خلال تحليل الأحداث كما شاهدنا في محاضراته الأصولية والعقائدية وهو يعرج بين الحين والآخرعلى مجريات الأحداث في العراق وخارج العراق تعطيه الأولوية في قيادة الأمة والسير بها نحو ما يحييها ويلبي رغباتها من العيش الكريم والراحة والأمان , لذلك أن ماطرحه المرجع الصرخي من أدلة ومؤيدات ليس بالقليل وعجز المقابل هي حجة دامغة على كل مكلف فضلاً على العالم فالعالم يفهم مافي تلك العلوم والجاهل يسأل عن سبب عجز العالم في الرد , فلا يتصور المكلف عندما يجد مايصدر من العالم الحقيقي ما يخالف رغباته إنما هو قصور في العالم وإنما هو قصور في ذهنية المكلف البسيط فما يراه العالم ليس كما يراه الجاهل لذلك فإن الفتن وكما يقال عند إقبالها لايعرفها إلا العالم وعند إدبارها يعرفها العالم والجاهل لذلك فإن لانجاة ولا خلاص إلا باتباع العالم الحقيقي وتطبيق قول المعصوم (عليه السلام ) حيث قال ( ماولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم في سفال)